* الصدر يصدم الحلفاء بالتحالف مع "الفتح" قبل المصادقة على نتائج الانتخابات

* الفتح: تحالفنا مع سائرون متناغم مع رؤية إيران وإمريكا ولا تحفظ عليه

بغداد – وسام سعد، وكالات



فجر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مفاجأة من العيار الثقيل، بإعلان قائمته "سائرون" التي تصدرت نتائج الانتخابات النيابية في العراق، التحالف مع رئيس ائتلاف "الفتح" الموالي لإيران هادي العامري، بصورة مفاجئة في ائتلاف حكومي لقيادة البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة، الأمر الذي يؤدي إلى الإطاحة برئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته حيدر العبادي من رئاسة الحكومة المقبلة.

وهذا التحالف الذي خلط الأوراق السياسية في العراق من شأنه أن يقضي على آمال رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي بالاستمرار في الحكم بعدما حلت قائمته الانتخابية في المرتبة الثالثة.

من جانبه، اكد الحزب الشيوعي العراقي ان "هناك صدمة بالتيار المدني بعد إعلان تحالف "سائرون" و"الفتح"". وأوضح أن "هذا التحالف كان متسرعاً بسبب الضغوط الإيرانية إذ تم الإعلان عنه قبل المصادقة على نتائج الانتخابات وحسم الخلاف الدستوري الحاصل حول ملف الانتخابات". ولم يكن متوقعاً أن يتحالف الصدر مع الفتح حسب رأي عدد كبير من المُحللين السياسيين لاختلاف الرؤية والنهج بين التحالفين إبان الحملة الانتخابية بالإضافة إلى رفض الصدر المتكرر للتدخل الإيراني في الشان العراقي.

وقال الصدر في مؤتمر صحافي مشترك مع العامري في مدينة النجف إنه "تم عقد اجتماع مهم جداً بين تحالف سائرون وتحالف الفتح ونعلن للجميع أنه تحالف حقيقي بين سائرون والفتح من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة الوطنية وضمن الأطر الوطنية والكل مدعوون للفضاء الوطني بعيداً عن المحاصصة الطائفية".

من جهته قال العامري إن "هذه دعوة للجميع الى الفضاء الوطني (..) وإن شاء الله سنشكل اللجان للبحث مع الجميع ضمن الفضاء الوطني للإسراع في كتابة برنامج الحكم ويتم الاتفاق عليه لاحقاً".

وشكل هذا الإعلان مفاجأة صدمت الطبقة السياسية في العراق ذلك أن الصدر ألمح في السابق إلى رفضه التحالف مع الأمري.

وكان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني زار بغداد غداة صدور نتائج الانتخابات وحض سائر القوى الشيعية المحافظة، بمن فيها ائتلاف الفتح، على عدم التحالف مع الصدر الذي ما انفكت سياسته تتباين مع سياسة طهران.

وقبل أقل من أسبوع وقع الصدر اتفاقاً لتشكيل تحالف باسم "الوطنية الأبوية" يجمع "سائرون" وقائمة "الوطنية" التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي ويشارك فيها عدد كبير من النواب السنة وقائمة "الحكمة" بزعامة عمار الحكيم .

ووصل مجموع مقاعد تحالف "الوطنية الأبوية" في البرلمان المقبل إلى نحو مئة نائب ما يعني أنه ما زال بعيداً عن نصف مجموع مقاعد البرلمان البالغ 329 مقعداً للتمكن من تسمية وزراء الحكومة المقبلة.

وعد المتحدث الرسمي باسم ائتلاف الوطنية حسين الموسوي تحالف سائرون والفتح إرادة إيرانية خارجية، مؤكداً أنه لن يلغي تحالف الحكمة والوطنية مع سائرون.

وقال الموسوي في تصريح صحافي إن تحالف الفتح موقفهم معروف لاسيما وانهم عبروا بأنه لا يمكن تشكيل حكومة مستقرة ما لم يكن أطرافها سائرون والفتح، مشيراً إلى أن اتخاذ مثل هذه خطوة تعتبر غير محسوبة من جانب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أو الأخوة في سائرون على اعتبار أن تحالفهم يسير بمنهج يختلف تماما عن الفتح ولكن رغم هذا التحالف جرى بينهم.

وأضاف أن التحالف الذي أعلن لم يلغ تحالف سائرون مع الحكمة والوطنية حتى الآن خاصة وقد وصلنا إلى تحالف رباعي حيث من المؤمل أن تنضوي أطراف أخرى عن قريب.

وأشار إلى أن تحالف سائرون مع الفتح لم يكن إرادة وطنية بحتة إنما جاء نتيجة المساعي الأخيرة خلال اليومين الماضيين بين قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال سليماني في بغداد ولقاءه مع القادة السياسيين ورسالته إلى الصدر التي انتجت هذا التحالف مبيناً أن هذا التحالف اقرب إلى الإرادة الإيرانية الخارجية.

وأوضح أن الوطنية وسائرون اتفقوا على تحديد معايير واضحة ترسم خارطة طريق المقبل، لاسيما وان الصدر من خلال الممثلين الذين وقعوا على الاتفاق تعهدوا على مفاتحة الكتل الأخرى وفق المعايير المرسومة.

وبعد هذا التصريح اكد ائتلاف الوطنية أن المتحدث باسمها حسين الموسوي تم عزله منذ زمن طويل ولم يعد يمثلنا.

فيما نفى القيادي في تحالف الفتح كريم النوري وجود أي أطراف داخل سائرون او الفتح متحفظة على التحالف الذي حصل بينهما، فيما أشار إلى أن التحالف متناغم مع رؤية إيران وأمريكا وسيبعد شبح الحرب الأهلية.

وقال النوري في تصريح صحافي إن تحالف كتلتي الفتح وسائرون قوي وشفاف وواضح، ولا يوجد تحفظ من أي طرف داخل التحالفين على ذلك مبيناً أن تقارب الموقف والقرار بين زعيم التيار الصدري ورئيس ائتلاف الفتح يجعل جميع الأمور الأخرى بسيطة ومن الممكن تجاوزها دون مشاكل.

وأضاف النوري أن تحالف الكبار والأقوياء هو تحالف لكتلتين يمتلكان قوة لا احد يستطيع خلافهما تأزيم الأوضاع وهو رسالة طمأنة للشعب العراقي قبل المضي بتشكيل الكتلة الأكبر برلمانياً المعنية بتشكيل الحكومة، موضحاً أنها رسالة للجميع لرفع الاحتقان والتوتر وإبعاد شبح الحرب الأهلية مع استبعاد خيار إعادة الانتخابات ورفع دخان الحريق الذي خيم على نفوس العراقيين.

وأكد أن التحالف الجديد يتناغم مع رؤية إيران وأمريكا كما هو تحالف سيرضي المرجعية الدينية، لافتاً إلى أن هذا التحالف الجديد ليس لديه أي خطوط حمراء على أي كتلة او طرف سياسي.

وأكد تحالف سائرون أن تحالفه مع الفتح يأتي في إطار الانفتاح على الجميع من أجل تكوين الكتلة الأكبر.

وقال الناطق باسم التحالف قحطان الجبوري في تصريح صحافي إن ما تم الإعلان عنه إنما يأتي في سياق الجهود التي يبذلها مقتدى الصدر الذي تولى طوال السنوات الماضية الدفع باتجاه عملية الإصلاح والتغيير.

وأضاف الجبوري أن هذا التحالف يأتي أيضاً في إطار الانفتاح على الجميع من أجل تكوين الكتلة الأكبر التي تنبثق عنها حكومة أبوية شاملة.

واعتبر الحزبان الكرديان الرئيسيان إعلان تشكيل تحالف بين كتلة سائرون وتحالف الفتح خطوة إيجابية وبداية لخارطة طريق سياسية.

وذكر الحزبان الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في بيان صحافي حصلت "الوطن" على نسخة منه أن إعلان التحالف يمثل تجاوزاً للأزمة السياسية مؤكدين أنها خطوة جيدة في هذا الظرف السياسي المتأزم.

وأضاف الحزبان أنهما سيعلنان عن موقفهما المشترك بأسرع وقت ممكن وسيشكلان وفدا مشتركا لبدء المباحثات مشيرين إلى أنهما حاولا باستمرار إبعاد كردستان والعراق عن المشاكل وأن يكونا جزءا من الحل وفق الدستور وقوانين الانتخابات.

وأكد الخبير القانوني طارق حرب أن تحالف سائرون مع الفتح يحقق الكتلة النيابية الأكبر دستورياً، فيما أشار إلى ان تشكيل هذا التحالف سيؤدي إلى الإسراع في تشكيل الحكومة المقبلة .

وقال حرب لـ "الوطن"، إن ما يمكن قوله عن التحالف الجديد بين تحالف سائرون التي حصلت على أكثر الأصوات من الفائزين بالانتخابات وقدرهم 54 مقعداً برلمانيا وبين تحالف الفتح الحاصل على 47 مقعداً باعتباره التحالف الذي حصل على عدد من الفائزين يمثل الدرجة الثانية بعد الدرجة الأولى التي حصلت عليها كتلة سائرون، حيث إن مجموع ما حصل عليها التحالف الجديد هي الأعلى بين الكتل السياسية ولا يستطيع تحالف أي كتلتين من الوصول على هذا العدد حتى لو كان معها كتلة النصر التي يقودها حيدر العبادي الذي حصل على المرتبة الثالثة اي حصل على 42 مقعداً.