تتصاعد وتيرة الدعاية الانتخابية هذه الأيام، ويرفع عدد من السادة النواب سواء البلديين أو البرلمانيين أصواتهم مؤكدين على أنهم «مع المواطن»، هذا المواطن نفسه الذي سقط من جميع حساباتهم طيلة السنوات الماضية، من أجل رغبتهم في استدرار عطف المواطن من أجل أن يمنحه فرصة ثانية ويعيد كرة «التصويت» له.

وبما أن هذه الأشهر تتزامن مع عدد من المناسبات، شاهدنا تصاعداً في كمية الإعلانات المهنئة بشهر رمضان، وبالعيد وكذلك طفرة في الفعاليات من أجل أن يُذكر النواب الحاليون ناخبيهم بهم وبأفعالهم ومنجزاتهم.

كما استغل بعض المترشحين الجدد هذه الفرصة وبدأوا يظهرون بمظهر «الطيبين والمدافعين عن حقوق المواطنين، والمفكرين الذين سيجدون حلولاً ناجعة لجميع المشاكل الراهنة»!!

والشيء بالشيء يذكر، حيث شاهدت أحد الإعلانات التي وضعها أحد النواب البلديين جعلني أضحك ملء شدقي، وضع هذا الأخير إعلاناً وكتب عليه عبارة مفادها «إنجاز.. تطوير شوارع المنطقة».. وإعلان آخر كتب عليه «إنجاز.. إضاءة عدد من الشوارع في المنطقة». وكأنه يخاطب مواطنين جهله، لا يعلمون أن البحرين ولله الحمد تملك بنية تحتية متقدمة على مستوى العالم وليس الخليج فقط منذ قديم الأزل. ولو أن هذا النائب لم يحرك ساكنا مطلقا لكانت الوزارة المعنية قامت بدورها على أكمل وجه. فهل يعتبر تطوير شارع «إنجاز»؟ وهل تعتبر إضاءة عدد من الشوارع «إنجاز»؟

بهرجة إعلامية يقوم بها بعض السادة النواب البلديين والبرلمانيين، وبعض المسؤولين أيضاً تجعلنا نطرح تساؤلاً مشروعاً «هل القيام بعملنا يعتبر إنجازاً»!!

لا نريد أن نعود إلى الوراء، بل نريد أن نواصل مسيرة التقدم وأن نحقق مزيداً من الخير لصالح وطننا الغالي وأبناء شعبه. فلنهدأ قليلاً، ولنبدأ بتقييم أنفسنا، ولندع أفعالنا تتحدث، ولتكن منجزاتنا تستحق لقب «إنجاز»، وليقوم كل فرد منا بتأدية مسؤولياته دون مبالغة أو بهرجة إعلامية تسيء له ولا تخدم موقفه.