نحن اليوم نقدر أكثر من غيرنا أهمية الإجراءات الأمنية التي تقوم بها الدول الغربية الصديقة بسبب ما تتعرض له بين الفينة والأخرى لأعمال إرهابية تحاول أن تنال من استقراراها وأمنها. بل نحن أكثر من كتب وتضامن مع ضحايا الدول الغربية وغيرها التي تتعرض لهجمات إرهابية منظمة تستهدف الأبرياء من الآمنين كما تستهدف المواقع المهمة الأخرى فيها.

وعلى الرغم من كل ما تتعرض له الدول الغربية الصديقة من اعتداءات إرهابية منظمة على أراضيها إلا أنها حتى هذه اللحظة لم تسجل أي عمل إرهابي باسم أي مواطن بحريني، ولهذا يجب أن تستوعب هذه الدول وسفاراتها أن البحرينيين يجب أن يعاملوا معاملة محترمة سواء داخل السفارات أو في مطاراتها أو على أراضيها.

كل رعايا الدول الغربية التي يتطلب دخول البحرينيين إليها حصولهم على «تأشيرة / فيزا» عبر سفاراتهم عندنا لا يجدون أي نوع من العناء لدخول المنامة، بل ربما تتعامل مملكة البحرين مع ضيوفها من الدول الأوروبية بشكل مختلف ومميز، ولهذا يجب أن تكون المعاملة مماثلة لما يلقاه مواطنو الدول الأوروبية في البحرين من ترحيب واحتفاء حار من حين وصولهم مطار البحرين لحين وقت المغادرة.

نحن اليوم نقدر تماماً كل الاحترازات الأمنية بسبب الظروف الأمنية التي تواجهها الدول الأوروبية في مواجهة كل القوى الإرهابية، وعليه نستطيع فهم بعض الإجراءات المشددة لسفاراتها في الخارج، لكن هذا لا يعني أن «يتشحطط» المواطن البحريني للحصول على «تأشيرة» سياحية مع عائلته الوادعة لهذه الدول. فكل البحرينيين الذين استخرجوا تأشيرات عبور للدول الأوروبية اصطدموا بالإجراءات المعقدة من طرف «سفارات» تلكم الدول، وفوق كل ما يجمعونه من أوراق ومستندات رسمية وغير رسمية، مهمة أو غير مهمة، ليحصلوا في نهاية المطاف على تأشيرات تخولهم دخول الدول الأوروبية إلا أن مدة صلاحية التأشيرة لا تتجاوز في أغلب الأحيان الثلاثة أشهر فقط، وكأنه نوع من العقاب دون أي ذنب ارتكب. هذا ناهيك عن طريقة التدقيق في المستندات وتعقيد الكثير من الإجراءات والانتظار لمدد طويلة للحصول على «تأشيرة»، وفي بعض السفارات الأوروبية يحتاج المواطن ليقف في الشمس الحارقة على باب السفارة ليؤذن له بالدخول لاستلام جوازه مشفوعاً «بفيزة» مدتها 90 يوماً فقط!

بقدر تعاطفنا مع الدول الغربية التي تتعرض لهجمات إرهابية تهدف إلى زعزعة أمنها حالها حال كل دول العالم -بل ربما هي أقل من يدفع كلفة فواتير الإرهاب دولياً- إلا أننا نطالبها بأن تعامل المواطنين البحرينيين بشكل لائق، وهذا ليس تفضلاً منها أو من أية جهة أخرى حين نعرف جيداً من نحن ومن نكون وما هو موقفنا من الإرهاب. فالبحريني هو آخر إنسان يمكن أن يتورط في عمليات إرهابية حول العالم، ولهذا يجب أن تلغى «التأشيرة» من جوازه أصلاً ليتمكن من دخول كافة الدول الأوروبية.