اكد الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء الشيخ نواف بن ابراهيم بن حمد آل خليفة، بأن الهيئة عازمة على تحسين كفاءة الإنارة العامة في طرق وشوارع المملكة، والتي تستهلك ما يقارب من 112 جيجاوات ساعة سنوياً، منوهاً بأن هذا المشروع الذي تعكف عليه الهيئة سوف يساهم في المحافظة على موارد الطاقة بالمملكة ويساعد في استدامتها. مضيفا أنه سوف يساهم في الحد من الانبعاثات الغازية الملوثة الناتجة عن استهلاك الطاقة الكهربائية في مملكة البحرين.
وأشار الشيخ نواف بن ابراهيم إلى أن استراتيجية الهيئة في هذا الجانب تركز على مسارين أثنين، المسار الأول يتعلق بتحسين كفاءة مصابيح الإنارة المستخدمة مما ينعكس على السلامة المرورية لعابر الطريق، بينما يصب المسار الثاني في تطوير التطبيقات الخاصة بالطاقات المتجددة والنظيفة في مجال إنارة الشوارع. مشيرا الى ان الهيئة تعكف حالياً على دراسة هذين المسارين وتنفيذ المشاريع التجريبية اللازمة لتحقيق أفضل النتائج التي تتلائم مع الظروف البيئية والمناخية لمملكة البحرين.
ففي المسار الأول، قامت الهيئة بتنفيذ مشروع تجريبي في أحد طرق منطقة الجفير (طريق 2431) حيث تم الانتهاء من تنفيذه خلال العام المنصرم 2013م، وقد قامت الهيئة في هذا المشروع باستبدال خمسين مصباح إنارة من المصابيح العادية (HPSV) بمصابيح ال(LED) ذات الجودة العالية والأكثر توفيراً للطاقة، وعلى الرغم من أن الهيئة لا زالت تراقب أداء هذا المشروع التجريبي، إلا أن النتائج التي حصلت عليها حتى الآن تشير إلى تحقيق نجاحات جيدة في هذا المجال، حيث تم مضاعفة مستوى الإنارة وتحسين الرؤية في ذلك الشارع، بالإضافة إلى تحقيق وفورات في الطاقة الكهربائية تصل إلى 25%.
واضاف الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء على الرغم من ارتفاع كلفة مصابيح (LED) حالياً، إلا أن نوعية الإنارة الناتجة عنها أكثر وضوحاً وأفضل من حيث تحسين الرؤية. كما أن عمر هذه المصابيح يصل إلى أكثر من 10 سنوات، مما يقلل من كلفة استبدالها وصيانتها. وقد أبدى لنا العديد من القاطنين في هذا الشارع ارتياحهم من مستوى ونوعية الإنارة فيه.
أما بخصوص المسار الثاني، فقد انتهت الهيئة بنهاية العام الماضي من تركيب عشرين عمود إنارة في منطقة الحد (طريق 901) تتغذى من خلال الطاقة الشمسية.
مضيفا ان هذه الاعمدة تتميز بأنها تعمل بصورة مستقلة عن الشبكة الكهربائية ولا تتأثر بانقطاعاتها، حيث يتم تغذيتها من خلال الألواح الشمسية التي تمتص أشعة الشمس بكفاءة عالية وتحولها إلى طاقة كهربائية يتم تخزينها في بطاريات. كما أنها لا تستهلك أي كمية من الوقود اللازم لتوليد الطاقة الكهربائية، ولا تنتج عنها أي غازات ملوثة.
وعلى الرغم من ارتفاع كلفتها، إلا أن الهيئة تصر على الاستثمار في هذه التقنية الحديثة والنظيفة وتسعى إلى تطويرها وتوطينها في مملكة البحرين خدمة لأهداف التنمية المستدامة والتزاماً من الهيئة بمسؤولياتها البيئية والاجتماعية.
لافتا ان الهيئة تقوم حالياً بمراقبة أداء هذا مشروع الانارة بالطاقة الشمسية بصورة حثيثة لملاحظة أثر البيئة المحلية على مكوناته، خاصة وأن منطقتنا تتأثر بارتفاع مستوى الحرارة والرطوبة وتراكم الغبار.
وتراقب الهيئة بالتحديد تأثير هذه العوامل على كفاءة الخلايا الكهروضوئية (PV Panels) والمصابيح (LED) وما ينتج عنها من مستوى إنارة. كما تقوم الهيئة أيضاً بتحديد المستوى المناسب من الصيانة الدورية اللازمة للمحافظة على كفاءة الخلايا وأدائها. وسوف يتم الاستفادة من هذا المشروع التجريبي في تطوير وتصميم المشاريع المشابهة في المستقبل.
واكد الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء الشيخ نواف آل خليفة على أن الهيئة ستقوم لاحقاً بتطوير استراتيجيتها في هذا المجال بعد الانتهاء من تقييمها ودراسة كافة الجوانب المحيطة بهذه المشاريع بصورة متكاملة وشاملة.