وقع أمين عام المؤسسة الخيرية الملكية الرئيس التنفيذي للجنة الوطنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة د.مصطفى السيد، والمفوض العام لوكالة «الأونروا» بيتر فورد، اتفاقية بناء مجمع سكني ومدرسة ومكتبة في قطاع غزة، ضمن المرحلة الثانية من برنامج الدعم والمساندة للأشقاء الفلسطينيين.
ويأتي توقيع الاتفاقية في إطار توجيهات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لتقديم العون للأشقاء الفلسطينيين في غزة، وتحت رعاية رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ومن المزمع المباشرة بتنفيذها بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتقدم سمو الشيخ ناصر بن حمد في تصريح له بهذه المناسبة، بخالص الشكر والتقدير والامتنان لجلالة الملك المفدى، على مواقفه المشرفة وتوجيهاته بتقديم مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة للشعب الفلسطيني في غزة، ما يعكس المواقف الثابتة والواضحة تجاه القضية الفلسطينية العادلة، والالتزام بمساندة الشعب الفلسطيني الشقيق من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
وأشاد سموه بالدعم الكريم للمؤسسة الخيرية الملكية واللجنة الوطنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة، من الحكومة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء، مثمناً مساهمة الشعب البحريني والمؤسسات والشركات في القطاع التجاري والصناعي في تنفيذ هذه المشروعات عبر تبرعاتهم الكريمة.
وأضاف سموه أنه بناء على التوجيهات الملكية السامية، بدأت المرحلة الثانية من برنامج المساعدات الإغاثية للأشقاء في غزة، عبر المساهمة في إعادة الإعمار ودعم البنية التحتية لقطاع غزة، وتوفير منازل لمن دمرت منازلهم جراء الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة، وبناء مدرسة للمساهمة في توفير فرص التعليم لأهالي القطاع خصوصاً بعد تعرض المدارس للتقصف والهدم على يد القوات الإسرائيلية. وقال إن المؤسسة الخيرية الملكية واللجنة البحرينية الوطنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة عملت على دعم الحركة الثقافية في قطاع غزة، من خلال بناء مكتبة عامة للأشقاء لما لها من أهمية كبيرة في بناء الإنسان وترسيخ الثقافة والعلم في نفوسهم. وأكد سموه الانتهاء من المرحلة الأولى من برنامج المساعدات الإغاثية العاجلة للأشقاء في غزة، بإرسال شحنتين من المساعدات الإنسانية بمجموع 80 طناً من المواد الطبية والإغاثية والمواد المعيشية.
وذكر أن اللجنة البحرينية لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة تسعى لتنفيذ العديد من المبادرات والجهود لدعم وإسناد الإخوة الفلسطينيين، داعياً الجميع من شركات ومؤسسات وبنوك ومواطنين ومقيمين، للمساهمـــة فــي هــذا العمـــل الإنسانـــي النبيل، انطلاقاً من واجب يمليه الدين الإسلامي الحنيف وروابط الأخوة مع الأشقاء الفلسطينيين، والعادات العربية الأصيلة.
من جانبه أوضح السيد أنه على ضوء توجيهات جلالة الملك المفدى وتحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وضمن جهود اللجنة البحرينية الوطنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة، تم في العاصمة الأردنية عمان توقيع اتفاقية مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى «الأونروا»، وقعها نيابة عن الوكالة ممثل المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا السفير بيتر فورد. وقال إن الاتفاقية بناء مجمع سكني ومدرسة ومكتبة في قطاع غزة، آملاً البدء في العمل بتنفيذ هذه المشروعات بمجرد توقف الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وبين السيد أن المجمع السكني والمدرسة والمكتبة تأتي استكمالاً للمشروعات المنفذة سابقاً في قطاع غزة، وتضمنت العديد من المشروعات التنموية والإغاثية في كافة المجالات الصحية والتعليمية والثقافية.
وأضاف أن المشروعات المنفذة سابقاً شملت بناء مدرسة البحرين في تل الهوى، ومركز البحرين الصحي في خان يونس، ومكتبة البحرين العامة في مدرسة الفاخورة، وتركيب أطراف صناعية لأكثر من 1200 معوق من النساء والأطفال والرجال مع تأهيلهم نفسياً ومهنياً، وتجهيز المختبرات العلمية في الجامعة الإسلامية في غزة، وغيرها من المشروعات المهمة والمساعدات الإغاثية والإنسانية.
وأردف «تجلت أهمية هذه المشروعات أثناء الاعتداءات الأخيرة على قطاع غزة، حيث أدى مركز البحرين الصحي دوراً كبيراً في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين أثناء الحرب، بينما أصبحت مدرسة البحرين ملاذاً آمناً للعديد من الأسر ممن فقدوا منازلهم خلال الحرب». بدوره عبر بيتر فورد عن عميق شكره وتقديره للبحرين قيادة وشعباً على ما قدمته للشعب الفلسطيني في غزة من دعم ومساعدة كبيرة، مثمناً المساهمة الفعالة والاستجابة القوية للمملكة في تنفيذ المشروعات التنموية المستدامة للأشقاء الفلسطينيين.
وأشاد فورد باستراتيجية المؤسسة الخيرية الملكية في تقديم المساعدات الإغاثية للدول المنكوبة والمتضررة، من خلال التركيز على المشروعات التنموية والإغاثية. واعتبر البحرين من أوائل الدول التي تقيم المشروعات التنموية المماثلة في مختلف الدول المنكوبة، ما يسهم بشكل كبير وفعال في ترسيخ الأمن والاستقرار النفسي للشعوب، لافتاً إلى أن هذا العمل غير مستغرب على البحرين السباقة في دعم ومساعدة الشعوب وإغاثة المنكوبين والمتضررين في مختلف دول العالم.