تتكدس في كل جمعة أعداد الجرحى والقتلى من الفلسطينيين على معابرها وحدودها ووسطها لأجل تأكيد حق العودة للأراضي الفلسطينية. بين كل هذه المقاومة للعودة الشرعية للوطن الأم وبين جراح ودماء الشهداء يقف المجتمع الدولي متفرجاً على مجازر إسرائيل.

ليس هذا وحسب، بل باتت كل القوى العظمى تنحاز إلى الجانب الإسرائيلي كأمريكا وبصمت الدول الأخرى كروسيا على ما يحدث في العمق الفلسطيني من مجازر وحشية في كل جمعة من الأسبوع.

آخرها وليس أخيرها استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» لإجهاض مشروع دولي تقدمت به دولة الكويت الحبيبة لتوفير حماية دولية للفلسطينيين. حيث يطالب مشروع القرار الذي تقدمت به الكويت الأمين العام للأمم المتحدة باقتراح أفكار من أجل «حماية دولية» للمدنيين الفلسطينيين. كما ينص على أن يوقف الجيش الإسرائيلي «استخدام أي قوة مفرطة وغير متناسبة وعشوائية».

بداية نحن نحيي دولة الكويت الشقيقة على موقفها الرائع والشجاع من القضية الفلسطينية، كما نود القول بأن موقف الولايات المتحدة وحتى روسيا وبقية الدول الكبرى كان أكثر من سلبيٍ إذ لم تقف هذه الدول إلى جانب الفلسطيني ولو من بعيد، بل عبَّرتْ كلّها وبشكل صارخ انحيازها لإسرائيل وصمتها غير المبرر على استخدام الأخيرة القوة المفرطة تجاه إخوتنا في فلسطين. ما يؤسف له في هذا الموقف تحديداً هو عدم تشبث العرب بمواقفهم الأكيدة حيال القضية الفلسطينية وعدم اتخاذ مواقف صارمة لحماية الفلسطينيين من بطش الآلة الإسرائيلية، سوى بعض المواقف الخجولة من هنا وهناك.

الغريب في الموقف الأمريكي الخاص باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار الكويتي هو أن مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة «نيكي هايلي» تعهدت باستخدام حق النقض ضد مشروع القرار، واصفة إياه بأنه «أحادي الجانب على نحو فادح» لعدم ذكره حركة حماس المسلحة التي تسيطر على غزة، بينما على أرض الواقع لا توجد أية مؤشرات على وجود أية تدخلات لحركة حماس فيما يخص مسألة حق العودة للمواطنين الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية، وإنما هو موقف شعبي خالص ظهر بشكل عفوي من طرف أبناء فلسطين دون إيعازٍ من قوى سياسية داخلية كحماس وغيرها ولا بسبب تحريض خارجي، لكن، وبسبب عدم وجود مسوغ لاستخدام الفيتو لإجهاض مشروع القرار الكويتي اختلقت واشنطن في بيانها «حماس» لإبطال الموقف الكويتي الشجاع للانتصار للدم الفلسطيني.

إن العرب مطالبون بمواقف أكثر وضوحاً وحزماً تجاه حماية الشعب الفلسطيني، وتأكيد حق العودة لأراضيهم بشكل يضمن لهم سلامتهم وكرامتهم ودمهم من بطش العدو وغدره في كل يوم جمعة من جمعات المسلمين.