التفاعل الذي شهدته البحرين خلال الأيام الماضية بشأن التدخل القطري في الشأن المحلي، ومحاولاتها البائسة للتأثير في نتائج الانتخابات المقبلة يعكس حرص البحرين دولة وشعباً على أمنهم الوطني، والحفاظ على السيادة الوطنية من المساس المشبوه الذي تعمل عليه الدوحة منذ فترة طويلة.

التدخل القطري في الشأن البحريني قديم، ويمتد لعقود طويلة، ومن الواضح أنه لن يتوقف لأن هناك أجندة هدفها الرئيس المساس بسيادتنا الوطنية. وما أثرناه مؤخراً من اتصالات وتمويل لسياسيين وإعلاميين بحرينيين يدفعنا لاتخاذ إجراءات صارمة إزاء الشبكة القطرية داخل الدولة البحرينية. فمازال بيننا مواطنون ارتضوا على أنفسهم الخيانة عبر كسب الريالات القطرية، وبعض مؤسسات المجتمع المدني تورطت في اتصالات مع جهات قطرية عدة، إضافة إلى مؤسسات تجارية تعمل في المجتمع التجاري المحلي تم تأسيسها بمال قطري وتخدم أجندات الدوحة هنا في البحرين. بعيداً عن أي وجهة نظر فلا توجد مبررات للخيانة الوطنية أبداً، لأن تراب وطننا هو الأغلى، ولا يمكن التفريط فيه بحبة رمل واحدة.

تابعنا انفراط حبل المؤامرة القطرية في البحرين، وشاهدنا الخيانة تلو الأخرى، ومازالنا نؤمن بأن المشهد أكبر من ذلك، ويستحق كشف التفاصيل. ونحن على ثقة ويقين بقدرة الجهات الأمنية المختصة بملاحقة كل الأطراف التي تورطت مع الدوحة، سواءً كسبت مالاً، أم قامت باتصالات، أو باعت حسابات شبكات التواصل الاجتماعي، أو تعاطفت بشكل أو بآخر لدرجة رفض إصدار بيانات ضد التورط القطري لدعم الإرهاب في البحرين.

كل ذلك لا يمكن السكوت عنه أبداً، بل مسؤوليتنا الوطنية كشف كل خلل وتآمر وخيانة على وطننا، ولا مزايدة أو مجاملة على ذلك، فهذه هي البحرين ولن نقبل المساس بسيادتها أو استقلالها أو أمنها. ولا يمكن التخاذل عن التورط القطري، وتورط بحرينيين بالخيانة العظمى، أو حتى السكوت عن الأبواق التي تنتقد وتشكك دائماً في أي تدخلات خارجية في شؤوننا الداخلية. لذلك يجب المحاسبة والتشدد في الملاحقة والمساءلة عاجلاً، فلا مجال للتهاون مع كل خائن غادر.

حافظ الأجداد على سيادة البحرين قروناً، وحماها الآباء عقوداً، وسنظل في صونها أبداً، وإن تطلب منا ذلك التضحيات في سبيل الوطن.