كان ما قدمه من معلومات استخبارية عاملاً مهماً في عوامل نجاح إسرائيل في حرب 1967، كونه وفر معلومات حساسة جداً عن منشآت سوريا العسكرية، وحدد مواقع المدفعية الثقيلة في الجولان بما أدى إلى سقوطها بسهولة. إنه الجاسوس إيلي كوهين اليهودي المولود بالإسكندرية، الذي عمل لسنوات في سوريا تحت اسم كامل أمين ثابت، قبل اكتشاف أمره وإعدامه شنقاً عام 1965، لتجسسه على سوريا عبر إقامة علاقات وثيقة وأصبح المستشار الأول لوزير الدفاع. المهم الإشارة إليه أن السلطات السورية قد رفضت طوال السنوات الماضية إعادة جثمان كوهين إلى إسرائيل إذ دفن في مكان سري، ويشار إلى أن روسيا قد سعت لدى دمشق لإعادة الرفات إلى إسرائيل العام الماضي، غير أن رد السلطات السورية كان بأنها لا تعرف مكان دفنه، من جهة أخرى هناك تصريح لجهاز الموساد الإسرائيلي تمت الإشارة فيه إلى تمكنهم في عملية خاصة من استعادة ساعة اليد خاصته (أي كوهين).

للمهتمين، يمكن مشاهدة الفيلم الأمريكي (الجاسوس المستحيل «The Impossible Spy») على «اليوتيوب»، ذلك الفيلم الذي يتناول قصة كوهين، ويعود إنتاجه لعام 1987. طوال فترة مشاهدتي الفيلم الذي تم تصويره في إسرائيل، ثمة أسئلة فرضت نفسها في ذهني؛ هل كان حافظ الأسد عاجزاً عن استعادة الجولان التي خسرها وهو آمر القوة الجوية السورية في حرب 1967؟!! وكيف لم تفاوض دمشق على جثة الجاسوس الإسرائيلي للحصول على مبتغاها من إسرائيل إن لم يكن من أجل استرجاع الجولان فلإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال؟!! وكلنا نعلم أن الفصائل الفلسطينية قد قامت بمبادلة جثث الجنود الصهاينة برجال أحياء، والمطلع على الثقافة اليهودية لا يستنكر ذلك البتة، إذ يعتقد اليهود أن الجندي الذي تترك جثته بعيداً عن فلسطين، على روحه أن تحفر طريقها من مكان دفنه حتى يصل إلى فلسطين.!! ولذلك تحرص السلطات الإسرائيلية على استعادة جثامين الجنود لتجنيبهم مثل هذا العذاب، ولعلنا نتذكر في هذا السياق كيف أن حزب الله قد بادل عشرات الرجال نظير أجزاء من جثث الجنود الإسرائيليين.

اختلاج النبض:

تتعنت «سوريا الصمود» بقيادة الطاغية بشار الأسد في تبادل جثمان الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين بحجة عدم معرفة مكان دفنه، ويتناسى نظام الأسد أن الموساد استعاد ساعة كوهين، وهي عملية رمزية مفادها أن استعادة جثة كوهين مسألة وقت، نظام دمشق لا يبدو أنه يعي ذلك فقد تكاثرت جثث شعبه من حوله حتى فقد التمييز.!!