(د ب أ)

منتخب كرواتيا "ملك العودة" في كأس العالم خاض من الناحية الحسابية مباراة أكثر من نظيره الفرنسي، لكنه يتطلع لنسيان حالة الإنهاك التي طالت اللاعبين عندما يخوض المباراة النهائية لمونديال روسيا يوم الأحد المقبل بحثا عن لقبه الأول في البطولة.

وقال دانييل سوباسيتش حارس مرمى كرواتيا "كرواتيا تحترق ونحن لا نحترق، لازال لدينا القوة، نحن كائنات نارية، لقد صنعنا التاريخ".

وأوضح لوكا مودريتش المرشح لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم والفائز ثلاث مرات متتالية بلقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد "تخوض المباراة النهائية من أجل الفوز بها".

وأكد إيفان راكيتيتش الفائز بكثير من الألقاب مع برشلونة "عندما تخوض المباراة النهائية فإنك تجد الطاقة اللازمة".

وسجل منتخب كرواتيا مسيرة مذهلة في الأدوار الاقصائية للمونديال حيث فاز على الدنمارك في دور الستة عشر بركلات الجزاء الترجيحية ثم فاز بنفس الطريقة على روسيا في دور الثمانية، ليضطر بعدها الفريق لخوض وقت إضافي امام الأسود الثلاثة قبل حسم الفوز بهدف ماندزوكيتش.

ونجح المنتخب الكرواتي في قلب تأخره بهدف مبكر أحرزه كيران تريبيير في الدقيقة الخامسة، بعدما أدرك لاعبه إيفان بيريسيتش التعادل في الدقيقة 68، قبل أن يتكفل النجم المخضرم ماريو ماندزوكيتش، بتسجيل هدف الفوز القاتل في الدقيقة 109، بعدما اضطر الفريقان لخوض وقت إضافي مدته نصف ساعة مقسمة بالتساوي على شوطين، عقب تعادلهما 1 / 1 في الوقت الأصلي.

خلال أخر ثلاث مباريات في المونديال حسم الفريق الكرواتي الفوز بعد أو خلال الوقت الإضافي مما يعني أن الفريق شارك في 90 دقيقة أكثر من نظيره الفرنسي الذي يواجه في المباراة النهائية يوم الأحد المقبل على استاد لوجنيكي في موسكو.

كما أن منتخب كرواتيا حصل على يوم راحة أقل من نظيره الفرنسي الذي تغلب على بلجيكا 1/صفر مساء الثلاثاء في المباراة الأخرى بالمربع الذهبي.

ولم ينجح أي فريق في تحويل تأخره بهدف إلى الفوز في ثلاث مباريات متتالية بالأدوار الاقصائية للمونديال منذ تدشين دور الستة عشر في نسخة 1986 لكأس العالم.

لقد تجاوز الفريق إنجاز الجيل الذهبي الذي حصد المركز الثالث في مونديال 1998 ، ليصبح الفريق مصدر فخر هائل في كرواتيا، التي اصبحت ثاني أصغر دولة تصل للمباراة النهائية بعد أوروجواي.

كرواتيا عاشت لحظات من الجنون المؤقت، حيث أشارت صحيفة "24 ساتا" الشعبية لذلك قائلة "جنون في الشوارع، كرواتيا بأكملها في حالة من التوهج".

ودخل داليتش للمؤتمر الصحفي للمباراة مرتديا القميص رقم 18 لمنتخب كرواتيا، والذي يخص المهاجم انتي ريبيتش، من الصعب تخيل أن ديدييه ديشان مدرب فرنسا قد يفعل شيئا مماثلا.

لقد توج ديشان بلقب كأس العالم كلاعب في 1998، بعد فوز فرنسا على كرواتيا 2 /1 في المربع الذهبي.

وشدد داليتش أن فريقه لن يكون في مهمة ثأرية يوم الأحد "ربما يمنحنا الرب القدرة على تحقيق النتيجة المطلوبة".

وأوضح "ما نفعله حاليا ونحققه لبلدنا وللمنطقة أمر مذهل".

وتابع "ما فعله اللاعبون، القوة، القدرة على التحمل، مستوى الطاقة، اردت إجراء بعض التغييرات لكن لم يرغب أحد في مغادرة الملعب، بعض اللاعبين لعبوا بإصابات طفيفة، اثنان لعبوا بنصف قدم، لم يشأ أحد القول لست جاهزا".

مودريتش، راكيتيتش، ماندزوكيتش، بيرسيتش وباقي اللاعبين يستعدون حالية للمواجهة النهائية أمام فرنسا، التي تمتلك أمثال انطوان جريزمان وكيليان مبابي وبول بوجبا.

وقال داليتش "نريد أن نقدم أفضل مباراة لنا في البطولة".

ومن جانبه أوضح بيرسيتش "لقد شاهدنا تقريبا كل مباريات فرنسا، لقد فعلوا ما يستحقون معه التأهل من دور المجموعات، وارتفع أداء الفريق وقدموا أداء صلبا في المربع الذهبي أمام بلجيكا، كما بإمكانهم الدفاع بشكل جيد".

ويرى المدافع سيمي فرساليكو أن منتخب كرواتيا لديه الفرصة لكتابة التاريخ، مشيرا "أعتقد أن بإمكاننا إنجاز المهمة، سنذهب للفوز بهذه النسخة من كأس العالم".