لندن - محمد المصري

في إيطاليا يضرب مثل العبقرية التدريبية بالمدرب الإيطالي الكبير آريجو ساكي، الذي صنع مجد ميلان بالحصول على دوري الأبطال مرتين على التوالي.

لكن بالنظر لمسيرة ساكي، فهو لم يحترف كرة القدم، ولا يمتلك أي شيء يمكن ذكره، بل عمل بائعاً للأحذية، قبل أن يدخل مجال التدريب ويصنع اسمه.



قصة مواطنه ومدرب تشيلسي الجديد ونابولي السابق ماوريتسيو ساري تشبه قصة ساكي كثيراً، فهو لم يحترف كرة القدم بل عمل كموظف في أحد البنوك في بداية حياته، قبل أن يترك هذا المجال ويتفرغ لعمله التدريبي في يانسوفينو، نادٍ صغير في مقاطعة أريدزو.

ومع إعلان تشيلسي تعاقده مع ساري لقيادة الفريق خلفاً لمواطنه أنطونيو كونتي، فهذه ليست المرة الأولى التي يخسر فيها كونتي وظيفته لصالح ساري.

عندما كان كونتي مدرباً لنادي أريزو في دوري الدرجة الثانية الإيطالي، أقاله النادي في أكتوبر 2006 بسبب تراجع نتائج الفريق، وتعاقدوا مع ساري.

لم تتحسن النتائج رفقة ساري، ليعيد رئيس النادي بييرو مانشيني كونتي لمنصبه من جديد.

على عكس ساكي، الذي كان يبلغ من العمر 41 عامًا عندما عينه ميلان في 1987، وكونتي، الذي حصل على أول عمل له في الدرجة الأولى مع أتالانتا بعد عيد ميلاده الـ40، لم يصل ساري إلى الدوري الإيطالي إلا في عام 2014، وكان عمره 55 عاماً.

يعتمد ساري دائماً على أسلوب لعب يجمع بين، الضغط من الخط الأمامي، تطبيق مصيدة التسلل، وتركيز على الكرات الثابتة وواحد من أفضل التنظيمات الدفاعية في إيطاليا، إن لم يكن في أوروبا - لذلك لا نستغرب تحول ألبيول وكوليبالي لقلبي دفاع مميزين.

تشيلسي والعلاقة بالمدرسة الإيطالية

التعاقد مع ساري يؤكد قناعة تشيلسي بالمدرسة الإيطالية وكأنها زواج كاثوليكي، حيث بات بذلك سادس مدرب إيطالي يشرف على النادي اللندني بعد جانلوكا فياللي، وكلاوديو رانييري وكارلو أنشيلوتي، وروبرتو دي ماتيو، وأنطونيو كونتي.

وجاءت أفضل إنجازات تشيلسي وأكثرها على يد المدربين الإيطاليين كدي ماتيو الذي حقق لرومان أبراموفيتش حلمه بالتتويج بدوري أبطال أوروبا.

لكن في الوقت نفسه فساري في المنصب الأصعب، كون أن أبراموفيتش ليس من الملاك الذين يصبرون على المدربين كثيراً!