براءة الحسن

صنع لوكا مودريتش أو "كرويف البلقان" كما يلقبه البعض الحدث مع منتخب بلاده كرواتيا في كأس العالم بالوصول للمباراة النهائية، متوجًا مجهوداته بالحصول على جائزة أفضل لاعب في البطولة.

جاء مودريتش إلى المونديال والتوقعات عليه وعلى منتخب بلاده ليست بالكبيرة، لكنه كان عند حسن الظن بما قدمه ليصبح نجم البطولة الأول.



إن مسار مسيرة مودريتش إلى قمة المجد العالمي يمكن وضعه في فيلم سينمائي، من نجم واعد في دينامو زغرب انضم لصفوفه بالصدفة بعد أن رفضه نادي هادجوك سبليت، وعاش فترات إعارة في البوسنة والهرسك قبل أن يصل لتوتنهام ومنه إلى ريال مدريد.

مثل بعض مواطنيه، كإيفان راكيتيتش، وماريو ماندزوكيتش وديان لوفرين، تم ترحيل مودريتش وعائلته بسبب اندلاع حرب الاستقلال الكرواتية، ولكن في الوقت الذي انتقل فيه زملاؤه الثلاثة وأسرهم إلى وسط أوروبا، توجهت أسرة مودريتش إلى مخيمات اللاجئين في زردار.

التهديد من القوات الصربية كان حقيقياً ولا مفر منه، عاش جد مودريتش في مزرعة على طريق إلى سلسلة جبال فيليبيت. وفي أحد الأيام، بينما كان يسير ويرعى ماشيته على بعد 500 قدم من بيته، قتلته الميليشيات الصربية بدم بارد.

ويقول مودريتش عن تلك الفترة "فترة الحرب كانت صعبة، ووضعي كلاجئ كان صعباً، لكن مع ذلك عشت طفولة عادية مثل معظم الأطفال، لقد فعل والدي كل شيء حتى استطعت أنا وأخواتي العيش حياة طبيعية".

***

الصعوبات حتى مع ريال مدريد

حتى بعد انتقاله إلى ريال مدريد في عام 2012، لم تكن التوقعات كبيرة على مودريتش بل وجد آراء صادمة.

ففي تلك الفترة آجرت أحد الصحف الإسبانية استطلاع رأي حول الصفقة الأسوأ لريال مدريد في صيف العام 2012 والجميع اختار مودريتش، بل إن البعض كان يصنف النجم الكرواتي أحد أسوأ الصفقات في تاريخ النادي الملكي.

لكن مودريتش رد على كل تلك التوقعات السلبية في الملعب وأصبح العمود الفقري لريال مدريد والبعض يعتبر أن أهميته للفريق تضاهي أهمية رونالدو قبل رحيله.