توصل باحثون ألمان من جامعة بون من خلال دراساتهم على نمو ووضع الأشجار في الجو الملوث وفي الجو غير الملوث، إلى استنتاج مهم مفاده أن ظاهرة التبخر السريع للماء بسبب تلوث الجو تفسر ظاهرة جفاف الغابات وتراجع المحاصيل الزراعية وكثرة الحرائق في السنوات الأخيرة على المستوى العالمي

الدراسة الألمانية الجديدة ربطت بين الإنسان والغطاء النباتي بصورة محكمة، إذ أتثبت أنه كما أن جزيئات السخام الصغيرة تتسلل إلى أنسجة النباتات كما تتسلل إلى رئات البشر، وتخترق الحاجز المناعي في القصبات الهوائية، وتستقر في الجهاز التنفسي، لتسبب أخطر الأمراض السرطانية، كذلك يتسلل السخام إلى الأوراق فيضع عليها طبقة ملحية تحفز تبخر المزيد من الماء من على سطوحها، كما تتسلل هذه الطبقة الملحية إلى أنسجة الأشجار الداخلية عبر الثقوب المتواجدة على سطوح أوراق الأشجار، مما يؤدي إلى تبخر الماء في جو حار، فيتراجع عمر وإنتاج الشجرة، إذا كانت مثمرة.



وذكر باحث أن الدافع إلى الدراسة هو كشف تأثير التلوث على النباتات، فالجفاف الذي يصيب الأشجار في المدن الألمانية منذ بضعة عقود، أدى إلى تخلف أشجار المدن عن النمو والعطاء مقارنة بأشجار الريف، وفر العلماء في بعض الأحواض الزجاجية أجواء نقية، كما وفروا في الأخرى أجواء ملوثة تشبه تلوث أجواء مدينة بون، وطوال سنتين، حرص العلماء على غرس الأشجار في غرف زجاجية كبيرة في المختبر، مراقبة الأشجار في الغرفتين، فكانت النتيجة واضحة، وهي أن الأشجار في الغرف الملوثة طرحت الكثير من الماء من على سطوحها، وصارت تجف بالمقارنة مع الأشجار في الغرف غير الملوثة،واعتبر الباحثون أن نتائج هذه التجربة هي أول دليل علمي على التأثير المباشر لتلوث الجو على الأشجار،