كثرت خلال الفترة الأخيرة ظاهرة الرسائل الصوتية المسجلة من قبل بعض المواطنين والتي تعمم عادة على برنامج الواتس أب الهاتفي وتلك موجه شعبية بدأت بالازدياد مؤخرا وبات الرأي العام متفاعلاً معها ويهتم بها وتحتاج إلى تفقه وتحليل لبواطن الامور .

أولاً من حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه والدولة تكفل له هذه الحرية طالما هو لم يمس أمن البحرين ولم يتطاول على قيادتها أو يثير الطائفية والفرقة بين مختلف أطياف ومذاهب المجتمع البحريني وطالما هدفه من خلال هذه الطرح " ركزوا هنا " أن يثير قضية بقصد لفت انتباه المسؤولين لها أو يساهم في تقديم مقترحات وحلول لها و" لكن " ركزوا هنا ايضا ينبغي على المواطن البحريني ان يكون بوعي ومسئولية وحس وطني عالي جدا الفهم بحيث يدرك بواطن الأمور ومن فعلا حريص على الوطن ومصلحته ومن يحاول سكب الزيت على النار وإثارة الرأي العام وتأليب المواطنين على الدولة وتلك جرائم لا تغتفر لأن من يفعل ذلك لا ينشد علاج القضايا التي يطرحها إنما لديه أجندة تحاول النيل من نعمة الأمن والأمان التي ننعم بها .

فنحن جميعا رأينا كيف ضاعت دول ولم " تترقع " تستقر أمنيا حتى يومنا هذا وكيف تحول الوطن عند البعض من بيت يأويه إلى خيمة وبات كمشرد يتنقل بين الدول ويعاني من ويلات المجاعة والحروب الأهلية بسبب موجات الفوضى الأمنية التي خرجت من قبل أشخاص تجندهم جهات معادية لهذه الدول ليدندنوا على نغمة يحبها المواطن كالقضايا المعيشية وغيرها امام قلة وعي من قبل هذه المواطنين " في إحدى السنين كانت هناك موجة رسائل البرودكاست التي تحمل أخبارا وإشاعات لو دققنا فيها لوجدنا أنها تحمل مفاهيم في غاية الخطورة في محاولات لاقتباس تجربة الربيع العربي المدمر الذي بدأ في تونس وانتقل إلى مصر لدرجة وصل الأمر إلى إرسال نكت تتحدث عن الرغبة في الخروج إلى دوار آخر غير دوار العار للمطالبة بحقوق المواطنين والناس للأسف كانت تتداول هذه الرسائل من باب المزاح دون التفقه أن هناك خطورة كبيرة في تبني مثل هذه الأفكار التي هي أشبه بالسم المدسوس في العسل فعملاء إيران عندما فشلوا في مشروعهم وجدوا أنه من الممكن أن يتكرر سيناريو الفوضى على يد بعض شرفاء البحرين الذين ينقصهم الوعي والمسؤولية !

الرسائل الصوتية موجه شعبية لكن لا بد أن يكون ترمومتر الضمير الوطني الحي حاضراً فيها ومن جانب آخر قد تكون هذه الرسائل الصوتية مؤشرا على أن هناك حاجة لمنابر إعلامية ومجالس شعبية وجهات مسؤولة بالدولة تحتوي هذا الصوت وتضبطه بحيث لا يكون نشازا أو خارجا عن مفاهيم الوحدة الوطنية والانتماء والولاء للبحرين وقيادتها وشعبها فمن يروج لأفكار مثل الخروج في مظاهرات أو تنظيم الاعتصامات غير المرخصة ضد الدولة ما الفرق بينه وبين عملاء إيران في 2011 ؟ وما الفرق بينه وبين عملاء تنظيم الحمدين في قطر الذين يريدون شراً بالدول الداعية لمكافحة الإرهاب ؟ نحن في النهاية في دولة القانون ومن حق المواطن أن يعبر عن رأيه لكن ليس من حقه أن يقوم بممارسة هذا التعبير في تأليب الرأي العام واستغلال جهل البعض في دفعه لأن يكون ضد دولته لا معها.