عادة ما يتمنى الآباء لأبنائهم حياة عملية هادئة، ويطمحون في تسكينهم في وظائف سهلة ومريحة، يتطورون فيها مهنياً بحسب مهاراتهم وكفاءتهم، هذا ما كنت أعتقده إلى أن تغيرت وجهة نظري جذرياً وأنا أراها تحلق بطائرتها الحربية في سماء مملكة البحرين لتسطر أحد أهم المحطات التاريخية في مجال الطيران الحربي بالنسبة للمرأة البحرينية.

رغم أنها حفيدة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، ورغم أنها تنتمي إلى العائلة الملكية البحرينية، ورغم أنها تملك من الإمكانية ما يؤهلها لشغل أي منصب إداري في أي مؤسسة في داخل البحرين وخارجها، أو إدارة عمل حر لحسابها الشخصي، إلا أنها كانت تريد أن تثبت للعالم أجمع رغبتها الصادقة في أن تكون أحد «صقور الدفاع عن البحرين»، وقد أثبتت هذا الشيء من خلال إصرارها وعزيمتها القوية في خوض هذا المضمار الصعب لتكون أول بحرينية تقود طائرة حربية مقاتلة بعد اجتيازها بنجاح المرحلة التدريبية الشاقة في الطيران العسكري وتخرجها من كلية ساندهيرست العسكرية العريقة لتفتح بهذا الإنجاز المشرف المجال أمام شابات الوطن والعنصر النسائي للانخراط في شرف حماية الوطن والدفاع عن ترابه الغالي من خلال سلاح الجو الملكي.

قلبت الشيخة عائشة وعائلتها الكريمة موازنة ومفهوم اختيار العمل اللائق لأبنائنا لاسيما الإناث منهم، فها نحن نعيش اليوم لنشهد انخراط المرأة البحرينية في مجال الطيران الحربي، والذي يعد أحد أخطر الوظائف، ولكنها وظيفة ذات سمو ومعانٍ وطنية عميقة جداً، فما أجمل أن تكون مدافعاً عن بلادك، وحامي لحدودها، وما أجمل أن تقودك الوطنية للتحليق عالياً لتكون في خط الدفاع الأول عن أمن وطنك وخليجك العربي.

«كفو»، هي مفردة خليجية نستخدمها بمعنى «أحسنت عملاً، وواصل ما قمت به من عمل رائع»، فكنا نقول «كفو» للشيخة عائشة على ما قامت به من عمل وإنجاز تاريخي يصب في مسيرة المرأة البحرينة، و«كفو» أيضاً نقولها لعائلة الشيخة عائشة التي دعمتها لخوض هذا المجال «غير السهل».