^   في منطقة السهلة والمتعارف شعبياً على تسمية جزء منها بـ «الشيخ عزيز»، حيث يقع المسجد الذي يقال إنه بني تخليداً لذكرى رجل صالح يحمل هذا الاسم ودفن فيه ويعتبر مزاراً ومكاناً للنذور، في هذا المكان الذي يتوسط مجموعة من الشوارع الرئيسة الموصلة إلى العاصمة المنامة ومدينة عيسى وغيرهما من المدن يأتي راجلين مجموعة من الشباب الملثمين في أوقات مختلفة من الليل والنهار ليغلقوا الشارع الرئيس بإطارات السيارات التي يتم إشعال النيران فيها أو بربط تلك الشوارع بسلاسل حديدية تضطر معها السيارات إلى التوقف ما يؤدي إلى حدوث اختناقات مرورية قبل أن يولّوا هاربين دون أن ينسوا القيام بتوثيق تلك العملية بالفيديو والصور الفوتوغرافية ومن دون أن ينسوا رفع أيديهم بعلامة النصر، معتبرين ذلك الفعل شطارة ما بعدها شطارة، وبالتأكيد ليس مهماً تعطيل حياة الناس وتعريضهم للخطر، حيث الواضح أن هذا آخر ما يمكن أن يفكروا فيه. الفيديو الذي تم نشره أخيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشاهدته أظهر أناساً لا ذنب لهم وأغلبهم لا علاقة له بما يحدث لا من قريب ولا من بعيد وقد تعطلوا في الشارع ولم يجدوا مخرجاً يفرون منه بسياراتهم التي فيها ما فيها من الحالات، ففي تلك السيارات التي تعطلت أطفال وكبار سن ومرضى وعجزة وتلاميذ مدارس وموظفون وعمال، ورجال ونساء، كلهم تعرّضوا لنواتج ذلك الفعل بما فيه آثار تدخل ومحاولة رجال حفظ الأمن للسيطرة على الموقف، ما يعني أن السلطة التي كانت هدف محدودي الأفق أولئك لم تتضرر حيث الضرر كله وقع على الناس الأبرياء الذين تعطلت حياتهم والذين قد يكون بينهم من تأثرت حياته سلباً لو أنه كان في طريقه إلى المستشفى ويحتاج العلاج الطارئ، طبعاً عدا الأضرار النفسية التي لم ولن يفلت منها أحد ممن قادهم حظهم السيئ إلى ذلك الشارع في تلك الساعة. في أوقات سابقة ولاحقة أقدم هؤلاء على إشعال النيران في كميات كبيرة من إطارات السيارات تم وضعها في شوارع المنطقة نفسها حيث تتواجد محلات تجارية كبرى تضفي على المنطقة رونقاً وتقدم خدمات يحتاجها الناس. واللافت هنا، هو أن المعنيين بالإعلام من هذه المجموعة المخرّبة سارعوا إلى فضح نواياهم من دون أن يقصدوا، حيث نشروا تغريدات ملخصها أن “الشباب الثوري تمكن من حجز وتعطيل هذا المكان لأكثر من ساعة “ وهو ما يعني ويؤكد أن هؤلاء لا يهمهم أبداً أمر الناس الأبرياء بقدر ما يهمهم تحقيق ما هو مطلوب منهم ضمن الخطة التي وضعت لهم والتي غالباً لا يعرفون أهدافها ومراميها. الآن، لنتخيل الصورة معكوسة تأتي الحكومة وتغلق الشوارع المؤدية إلى حيث الشيخ عزيز بالسلاسل أو بوضع رجال الأمن ووضع إشارات الاتجاه الجبري، ترى كيف سيتصرف أولئك الذين يشكل لهم المكان أهمية ويعتبرونه جزءاً من إيمانهم؟، هذا سؤال ينبغي ألا يتهربوا منه، فالحكومة أيضاً تستطيع أن “تناحس” إن أرادت وتستطيع أن تغيظ وتعطل حياة من يسعى إلى تعطيل حياة الناس. نعم، الحكومة لا تلجأ إلى مثل هذه الأساليب لسبب بسيط هو أنها تترفع عنها ولا تهدف إلى إلحاق الضرر المادي أو النفسي بالمواطنين والمقيمين، وإلا فإن ردّة فعل كهذه بسيطة للغاية.. ولعلها تستفيد من السلاسل ذاتها التي استخدمها أولئك الشباب!. مؤسف، بل مؤسف جداً، أن يكون تفكير مجموعة تعلن أمام العالم أنها إنما تطالب بحقوقها وتدافع عن حقوق الإنسان ولا تتردد في تعريض حياة الإنسان للخطر بإشعال إطارات السيارات وبربط الشوارع بسلاسل حديدية من دون اعتبار لأحد.. ومن دون اعتبار حتى للشيخ عزيز نفسه!.