بدأت الترسانة الإرهابية الإعلامية القطرية بشن هجومٍ ممنهجٍ ضد المملكة العربية السعودية تدعي فيه خطورة أداء مناسك الحج للقطريين لهذا العام، وسط جهود استثنائية تقوم بها الأجهزة الحكومية في استقبال حجاج بيت الله الحرام من مختلف الجنسيات، ومما لا يدع للشك أن هذا الهجوم الإعلامي المتكرر في موسم حج هذا العام لدليل واضح على أن النظام القطري متلخبط في إدارة أزمته التي تدخل عامها الثاني ولا يجد الحل سوى صنع الفوضى.
فتاريخ تسييس وتدويل الحج هو ليس الأول من نوعه فقد بدأت إيران منذ الثمانينات في منع مواطنيها أداء فريضة الحج أكثر من مرة ولعل أخرها في عام 2016، وأن قيام النظام القطري بتلك الهجمات الإعلامية ضد جهود الرياض لخدمة حجاج بيت الله الحرام هي تأتي ضمن المنهجية التحالفية مع طهران.
المعيب هنا أن النظام القطري يرى بأن تسييس الحج وتدويله هو هدف لخلق حالة من الذعر لدى الشعب القطري حول الدول المقاطعة، وخاصة أن إعلامه يصور للشعب بأن أداءك لهذه الفريضة قد تكلفك حياتك، في وقت أثنى الحجاج القطريون العام الماضي بجهود المملكة العربية السعودية والتسهيلات الاستثنائية لهم وقد تقدموا بالشكر إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز لما صدر من أوامر بنقل كافة الحجاج القطريين من مطاري الملك فهد الدولي بالدمام ومطار الأحساء الدولي إلى مطار جدة الدولي.
وبالتالي فأن الدول المقاطعة في الأيام القادمة لن تستغرب من التصعيد القطري إلا مبرر لموسم الحج، فهي ورقة قد قام بها النظام القطري من أجل لخبطة أوراق الأزمة غير أنها اصطفت مع الأوراق الفاشلة التي يعبث النظام في استخدامها من دون جدوى، بل على العكس فأنها أوضحت للعالم بمدى دناءة وخبث وترهيب النظام لشعبه الذي بات محاصراً برؤوس الإرهاب.
ولا أستبعد بأن يقوم النظام القطري في رفع شكوى مرة أخرى من قبل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر أو دكاكينه الحقوقية إلى المقر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة تدعي فيه وضع السلطات السعودية العراقيل والصعوبات على الحجاج القطريين، كما لا أستبعد بأن تقوم السلطات القطرية بمنع الشعب من تأدية فريضة الحج بشكل إجباري، ولن يقف النظام الإرهابي عن هذا الحد فهو سيجمع ذبابه الإلكتروني لصنع مجموعة كبيرة من الإشاعات خلال موسم الحج لإثارة البلبلة وتأجيج الرأي العام المحلي.
في نهاية المطاف، فأن ملف تسييس الحج وتدويله أمر اعتادت عليه المملكة العربية السعودية في التعامل معه، وقد نجحت في إجهاض هذه المحاولات من قبل الأنظمة الراعية والممولة للإرهاب والمتطرفة فكرياً، وأن النظام القطري استمراره في هذا النهج وهجومه الإعلامي لنشر الخوف والذعر في نفوس الشعب القطري سيبوء بالفشل كعادته، لأن الجهود التي تقوم بها المملكة استثنائية جداً، فيكفي في العام الماضي بلغ عدد الحجاج أكثر من 2.3 مليون حاج قد أدوا المناسك وسط تسهيلات فريدة من نوعها.