في تسعينيات القرن الماضي شهدت الجزائر الكثير من أعمال العنف التي راح ضحيتها أبرياء كانوا يقتلون بدم بارد. لم يكن هذا القتل لأي سبب غير أن أناس تمكنت منهم أفكاراً إعتقدوا أنها المخلص للآثام التي إنتشرت و أنهم بهذه الأفكار سيقودون العالم إلى المدينة الفاضلة. مدينتهم الفاضلة تعني بلا شك من هذاالمنظور هو تصفية الآخر و تسيير البلاد و العباد بما يعتقدون أنه صواب. قتلوا و شردوا عائلات و يتموا أطفالاً و رملوا أمهات كل ذلك بسبب ما عشعشت في رؤوسهم الخاوية من أفكار. بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين ظهرت على المشهد السياسي و الحياتي أفكار أخرى قادت البلاد إلى الدمار. كانت أفكار باطنية دفينة بل هي نشاز و منبوذة. سيطرت على الوضع و بدأت تخرج حاملة السلاح و تقتل الآخرين ممن لا يؤمنون بما يحملونه من أفكار. خرجت معتقدات من جماجم و عمائم أناس ظلاميين لتضطهد الآخر و تشرده بل و تلغيه من الوجود بالتهجير أو بالقتل. اليوم في البحرين نشاهد هذه الأفكار تأخذ نفس المنحى لتمارس ما مارسه غيرهم قبلهم معتقدين أنهاهي طريق الخلاص. تراهم و هم يخطبون و تشاهد الكم الهائل من الغبار و الأتربة التي تخرج من أفواههم و هم يخرجون هذه الأفكار العفنة. يبقى أن ندرك بعد ذلك كله أنه ليس لمواجهة الفكر الشاذ إلا الفكر النير القائم على الموضوعية و النظر إلى المشهد عن بعد وسنشاهد أن مثل هذه الأفكار قد تودي بالآخرين إلى الهاوية و لكن ستودي بلا شك بحاملها إلى الهاوية أيضاً.