^ أسبوع وكل من أعرفه يطرح على كل من أعرفه هذا السؤال هل أنت مع معالي الشيخة مي بنت محمد الخليفة ومع الثقافة والتحضر أم مع سعادة النواب وكرامة الشعب وعاداته وإرادته؟ من الواضح أن السؤال بحد ذاته غير صحيح, فلا الشيخة مي تختصر ثقافة وتحضر شعب البحرين الذين وصفوا بذلك تاريخياً, ولا النواب بتركيبتهم يمثلون واقع البحرين بتعدديتها وانفتاحها وقبولها للثقافات المتنوعة, الواضح أيضاً أنه رغم تخندق كل فريق خلف جماعته إلا أنه لا يوجد خطأ مطلق وحق مطلق لأحد الطرفين فيما حدث!! قطعاً ما كان على وزيرة الثقافة أن تصف بعض الأطفال بالمرتزقة!! رغم أنها طبعاً لم تكن تعني كل أطفال المحرق كما حاول البعض الترويج له, والأسوأ والمرفوض ما قالته وهي تهم بالخروج من المجلس!! وهي بذلك تكون قد (زلت كما يقول المدافعون - أخطأت خطأ لا يغتفر في حق الشعب وفي بيت الشعب كما يقول المهاجمون). ولكن بماذا نصف تلك الأصوات التي تعالت (طلعي بره, فمان الله فمان الله) من بعض النواب؟ هل يطلب النواب الوزراء كي يطرحوا عليهم أسأله أم ليطردوهم من المجلس علناً؟ وهو أمر مرفوض كل الرفض في عاداتنا كما نعلم وإذا كان المجلس بيت الشعب فإننا لا نرضى أبداً طرد أحد من بيتنا (هذه عندنه عيبة!!) , ثم هل يحتاج أن نفسر معنى (ماذا سيقول جدك التقي؟!) . إذن من الجلي أن الخطأ كان مشتركاً بين الطرفين, والكل يعرف أن تلك العلاقة المتوترة بينهما ليست وليدة لحظة لا مقدمات لها؛ فما حدث نتيجة تراكمات لسنوات عديدة داخل وخارج المجلس بين التيارات الإسلامية التي تحاول أن تضع أطرها الخاصة لما يجب أن تكون عليه البحرين, وتيارات أخرى تؤمن بالتعددية والانفتاح وتسعى للترويج للبحرين على هذا الأساس, التيار الأول مثله نواب سابقون استجوبوا الوزيرة التي أصبح ينظر إليها البعض أنها تمثل التيارات الأخرى المتمسكة بمكتسبات البحرين وتنوعها والساعية لترسيخها في المشهد الثقافي العربي الذي توج باختيار البحرين عاصمة للثقافة العربية ولا أحد ينكر دور الوزيرة الرئيس في ذلك. غير أنه في هذه النقطة أيضاً هناك بعض الحقائق بين سطور الموقفين, ففي الوقت الذي نشدد فيه أنه لا يحق لأحد أن يفرض وصايته على باقي شرائح المجتمع بأي طريقة كانت, خاصة تلك التي حدثت ليلة الجلسة النيابية أمام بيت الشيخ إبراهيم بما يعرف عنه من تميز فعالياته والتي لم يكن فيها أبداً أي شكل من أشكال الإسفاف، حيث حاصر أطفال وناشئة الحضور وتعرضت فتاة لمضايقات علنية في الشارع وهو أمر لا يرتضيه أهل البحرين ولا أهل المحرق المعروفون بنخوتهم!! ثم ماذا كان السبب؟ هل القصد رفض إقامة فعاليات موسيقية فنية؟ أليس أهم الدور والفرق الشعبية البحرينية مقرها المحرق تحديداً !! كما إنه لا يحق للنواب أن يسألوا الوزيرة عن شيء تقوم به خارج إطار صلاحيتها الوزارية من خلال أنشطتها الخاصة، ولا يحق لهم الاستشهاد بصور قديمة انتهى منها تحقيق سابق. من جانب آخر كان على القائمين على فعاليات ربيع الثقافة وعلى وزيرة الثقافة أن تستمع ومنذ فترة ليست بالقصيرة للانتقادات العديدة التي وجهت لتلك الفعاليات بشكل خاص ولبعض أنشطة الوزارة, والتي يرى الكثيرون حتى من المثقفين أنها تركز فقط على الرقص والغناء ويغيب عنها التنوع واحتضان مختلف ألوان الثقافة الأخرى، والكثير من الاختيارات قد لا تتناسب مع ذائقة الأغلبية ويجدونها نخبوية, والأهم هو غياب الروح البحرينية عنها، كما إن هناك من يرى بعضها – وكل الآراء مهمة – لا يتناسب وعادات أهل البحرين وفيها خروج أحياناً عن النص، لذلك كان على القائمين على هذا المهرجان الذي أصبح علامة مميزة بين مهرجانات البحرين النادرة أن يراعوا مختلف الأذواق والآراء والمنتقدين ولا يتم تجاهلهم. كنا نتمنى أيضاً أن يتم الاستفادة من البحرين عاصمة الثقافة بأن يروج لثقافة البحرين وإرثها الحضاري (العربي) من خلال أسابيع ووفود ثقافية تزور أهم العواصم وهي زاخرة بشعراء ومبدعين وكتاب ومعارض وفن شعبي وفلكلور بحريني وغيرها, ليعرف العالم تاريخ البحرين ولماذا تم اختيارها, هذا ما كان سيفيد البحرين التي هي ليست بحاجة لمثل هذه الزوبعات الفارغة في الوقت الذي مازلنا نعاني فيه من تبعات الأزمة والهواجس الأمنية والأخطار والأطماع المحيطة, كما وعلينا أن نؤكد أنه ليس لأحد أن يحاول صبغنا بلونه فقط نريد بلادنا كما هي واحة للتنوع والانفتاح وحرية الرأي والذوق. الآن ما الحل فيما حدث بعد أن وصلنا لهذه النقطة, هل يوجد طريق رجعة للعلاقة بين الطرفين؟ أو يمكن تجاهل الموضوع برمته؟ إذا كانت الإجابة لا, هل يتم الاستغناء عن كل الفريق أم عن المدرب؟ ^ شريط إخباري كنا نتمنى لو أن السادة النواب فزعوا للشعب الذي تهدر أمواله بالملايين ولديهم تقرير ديوان الرقابة المالية وشكلوا لجنة تحقيق واحدة, لو في طيران الخليج مثلاً!!