تعتبر المحافظة الجنوبية من أكبر المحافظات التي لم يعجبها أداء المجلس النيابي في الفصل التشريعي الثالث، حيث وصف92% من أهالي الجنوبية، أن أداء مجلس النواب في الفصل التشريعي الثالث (2010-2014) بأنه كان ضعيفاً، بينما ذهب 7% منهم إلى أن أداء المجلس كان جيداً، وأن 1% فقط كانوا راضين عن أداء المجلس حيث أقروا بأن أداءه كان ممتازاً، وأخيراً تكون نسبة 0% منهم، لا يعلمون ما هو تقييمهم لأداء المجلس.
وكانت صحيفة (الوطن) قد طرحت استطلاعاً عاماً على المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال قنواتها وعلى الموقع الإلكتروني للصحيفة، وقد شارك فيه عدد جيد نسبياً من المواطنين، حيث تعتبر النسبة المشاركة من النسب المعتمدة في الاستطلاعات على المستوى الإحصائي.
كما يجب أن يعلم الجميع، أن تقييم الأداء الإجمالي لمجلس النواب يختلف عن تقييم أداء المواطنين من حيث أداء نوابهم، إذ يدخل في تقييم أداء أجمالي المجلس كل القرارات التي اتخذها في المجال الرقابي والتشريعي، وطريقة تفاعله وتعاطي المجلس مع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مجملها، بينما يكون في العادة تقييم أداء المواطنين لنوابهم أداء النائب في المجلس.
والمقترحات التي يتقدم بها في المجالين الرقابي والتشريعي، وتعاطيه مع القضايا التي تكون على مستوى الدائرة.
ويأتي تقييم أهالي المحافظة المحرق لإجمالي أداء المجلس في الفصل التشريعي واضحاً كذلك، حيث ذهاب 92% منهم على أنه كان ضعيفاً، وهذا الأمر متوافق مع ما أقره الغالبية من المواطنين الذين تم استطلاع آرائهم والتي تم نشرها في الحلقة الأولى من استعراض هذه الاستطلاعات، حيث رأى 82% من المواطنين أن أداء النائب الممثل لدائرته ضعيف، فيما يذهب 4% منهم إلى اعتبار أداء نوابهم ممتاز، بينما يرى 11% أن أداءهم كان جيداً، وأخيراً 3% شاركوا بأنهم لا يعلمون عن تقييمهم لأداء نائب منطقتهم.
موقف النواب من إعادة الترشح في 2006
موقف النواب من إعادة الترشح يعكس عدة مؤشرات منها قناعة النائب بعدم وجود رضا من الناخبين على أدائه، فضلاً عن عدم رضا على أداء المجلس، وتدخل بدون شك عوامل أخرى لن نتوقف عندها الآن.
بلغ عدد أعضاء مجلس النواب في العام 2002 الذين أعادوا ترشيح أنفسهم مره ثانية في دوائرهم في المحافظة الجنوبية في الانتخابات النيابية للعام 2006 نحو 5 نواب أي ما نسبته 83.3% من نواب 2002، بينما لم يترشح منهم سوى نائب واحد. أصبحت إذاً حظوظ 4 من نواب 2002 الذين ترشحوا لانتخابات النيابية للعام 2006 في ذات الدوائر التي سبق لهم أن مثلوها في المحافظة الشمالية، أظهرت أن الناخبين لم يتجهوا إلى اختيار ممثلين جدد لتمثيلهم في المجلس الجديد حيث نجح منهم 4 نواب من أصل 5 أعادوا ترشحهم، فيما لم يترشح واحد منهم فقط.
موقف النواب من إعادة الترشح في 2010
بلغ عدد أعضاء مجلس النواب للمحافظة الجنوبية 2006 الذين أعادوا ترشيح أنفسهم مجدداً في انتخابات 2010، نحو 6 نواب (100%).
وجاءت نتائج فوز نواب مجلس 2006 في انتخابات 2010 على نحو عَكَسَ رضا الناخبين على أداء ممثليهم السابقين حيث نجح من النواب الـ6 الذين قرروا إعادة ترشيحهم، أربعة منهم(66.6%)، فاز منهم ثلاثة بالتزكية.
الفئة الصامتة في انتخابات 2010
يبدو أن أحد المؤشرات التي يمكن من خلالها قياس نسبة رضا الناخبين من تجربة الفصول التشريعية لمجلس النواب (الفصل التشريعي عبارة عن الأربع سنوات وهي عمر المجلس)، فعدم مشاركة الناخبين (الفئة الصامتة) من أحد أسبابها الرئيسة هو العزوف عن المشاركة للتحفظ على إجمالي أداء مجلس النواب.
ويمكن تقسيم الفئات الصامتة: لفئة أولى، وهي التي تقاطع تعمداً نتيجة زيادةٍ في الوعي السياسي ومعرفة بالحقوق السياسية وعدم انتماء لأي توجهات فكرية تتواجد في فترة زمنية معينة، وفئة ثانية غير واعية، وثالثة لا تنتمي لفكرة العمل السياسي كونها غير متابعة له على اعتبار أنه تربى ضمن مجتمع عاش دون ممارسة العمليات الانتخابية، ورابعة تعمدت المقاطعة لعدم الرضا على أداء مجلس النواب في مجمله.
وبمقارنة حسابية لمعدل الفئة الصامتة في المحافظة الجنوبية (مقارنة الناخبين المسجلين مع المقترعين الذين أدلوا باصواتهم) يتضح ان عدد الدوائر التي زادت فيها نسبة الفئة الصامتة في الانتخابات النيابية للعام 2010 انخفضت بنسبة 67% .
مقارنة بالانتخابات النيابية التي أجريت في العام 2006، بينما زادت نسبة الفئة الصامتة في انتخابات 2010 بنسبة 33% مقارنة بانتخابات 2006.
إن ازدياد نسبة عدد الدوائر الانتخابية -في الانتخابات النيابية للعام 2010 مقارنة بانتخابات 2006- التي أرتفعت فيها الفئة الصامتة يعكس بشكل واضح أن هناك فئة واسعة من الناخبين كان من بين أسبابها لعدم ممارسة حقها الانتخابي في اختيار ممثلها هو التحفظ على أداء مجلس النواب وهو ما يتوافق بشكل أو باخر في استمرار تحفظ الناخبين على أداء المجلس النيابي وعدم وصوله حتى الآن إلى الأداء المرضي.
علماً بان الفئة الصامتة (بمعيار حصول المرشح الذي حل في المرتبة الثانية على أصواتها بدل من ذهابها إلى المرشح الفائز) كانت من الممكن أن تقلب النتيجة في الانتخابات النيابية للعام 2010 في 2 من الدوائر بالمحافظة الشمالية، مع حصول ثلاثة منهم على التزكية، إذ كانت من الممكن أن تكون مؤثرة (لو تم التصويت من قبل هذه الفئة) على مجرى التصويت، بينما كانت من الممكن أن تؤثر في انتخابات 2006 في 4 دوائر انتخابية، وهي نسبة كبيرة جداً، لو تدخلت هذه الفئة في التصويت.