يهدد قتل الشرطة الأمريكية شاباً أسود ثانياً في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري بتصاعد الاحتجاجات المستمرة منذ 11 يوماً.
وقد أطلق رجال الشرطة النار على شاب أسود هاجمهم بسكين فأردوه قتيلاً، حسب ما صرح قائد شرطة سانت لويس.
إلى ذلك؛ دعا مشرعون أمريكيون إلى الهدوء والى تغيير أساليب الشرطة في التعامل مع محتجين بضاحية فيرغسون في سانت لويس التي هزتها اشتباكات وأعمال شغب بعد احتجاجات على مقتل شاب أسود غير مسلح برصاص ضابط شرطة أبيض قبل عشرة أيام.
واستحوذت أعمال العنف على العناوين الرئيسة حول العالم وأثارت تساؤلات حول العلاقات بين الجماعات العرقية في الولايات المتحدة بعد حوالي ستة أعوام على انتخاب الأمريكيين أول رئيس أسود.
وبينما أعلن محامو عائلة مايكل براون (18 عاماً) خططا لجنازته؛ دعا مشرعون أمريكيون إلى التهدئة وتغيير أساليب الشرطة التي أخفقت حتى الآن في احتواء غضب المتظاهرين.
وقالت الشرطة إنها تعرضت مرة أخرى لإطلاق نار الليلة الماضية والقت القبض على عشرات الأشخاص على الرغم من نشر قوات الحرس الوطني في ميزوري وإنهاء حظر على التجول للسماح للمحتجين بقدر أكبر من حرية التظاهر.
وقال مركز الخدمات الأمنية بمقاطعة سانت لويس إن 57 شخصاً اعتقلوا بتهمة عدم الانصياع لأوامر الشرطة بالتفرق. وأضاف المركز أن 15 من المقبوض عليهم من خارج ميزوري.
وقالت السناتور كلير مكاسكيل وهي ديمقراطية من ولاية ميزوري «أفرطنا في الاعتماد على الشرطة في الأيام القليلة الماضية، ثم أصبحنا نعاني نقصاً تاماً في الشرطة».
وأبلغ الرئيس باراك أوباما حاكم ولاية ميزوري جاي نيكسون الإثنين أن استخدام الحرس الوطني يجب أن يكون محدوداً ودعا أيضاً إلى مصالحة. ويعتزم وزير العدل إريك هولدر زيارة فيرغسون.
وتأججت أعمال العنف في فيرغسون على مدى عشرة أيام منذ مقتل براون في التاسع من أغسطس.
من جهة أخرى قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين في مدينة فيرغسون تعيد للأذهان العنف العنصري الذي تولد عن التفرقة العنصرية في بلدها جنوب أفريقيا.
وحثت نافي بيلاي السلطات الأمريكية على التحقيق في المزاعم عن وحشية وأن تتحرى عن «الأسباب الجذرية» للتمييز العنصري في أمريكا.
وقالت بيلاي «أدين الاستخدام المفرط للقوة من الشرطة وأدعو إلى احترام حق الاحتجاج. الولايات المتحدة دولة محبة للحرية وحق الناس في الاحتجاج أمر يجب عليهم رعايته».
وأضافت «بعيداً عن ذلك.. دعوني أقول إن مجيئي من (عهد) العنصرية في جنوب أفريقيا يمنحني خبرة طويلة عن كيفية تولد الصراع والعنف من العنصرية والتمييز العنصري».
وتابعت «هذه المشاهد مألوفة بالنسبة لي وكنت أفكر تحديداً في أنه توجد أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة يشيع فيها الفصل العنصري».
وأشارت إلى أن الأمريكيين من أصل أفريقي هم غالباً ضمن أفقرالمواطنين الأمريكيين وأكثرهم ضعفاً ويمثلون كثيراً من النزلاء في سجون البلاد المكتظة. وأضافت «الفصل العنصري يكون حيث يغض القانون الطرف عن العنصرية».
ومنذ مقتل الفتى براون ورفضت الشرطة في البداية الكشف عن اسم الضابط الذي قتله. ثم قالت في وقت لاحق إن ضابط الشرطة يدعى دارين ويلسون (28 عاماً) لكنها لم تقدم إلى الآن تفاصيل حول السبب الذي دعاه إلى إطلاق النار عدة مرات على براون.
وتحقق كل من وزارة العدل وإدارة الشرطة في مقاطعة سانت لويس في الحادث. وقال مكتب المدعي العام بالمقاطعة إنه قد يبدأ في تقديم الأدلة لهيئة محلفين عليا لتحديد ما إذا كان يجب توجيه لائحة اتهام ضد الضابط ويلسون.
ومنذ الحادث يخرج آلاف المحتجين في موقع إطلاق النار والمنطقة التجارية القريبة كل ليلة مرددين شعارات مناهضة للشرطة ويحملون لافتات تدعو للقبض على ويلسون.
وأصيب بعض الصحافيين الذين يغطون المواجهات بقنابل الغاز وألقي القبض عليهم.
وانتقدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا -وهي منظمة حكومية دولية للأمن وحقوق الإنسان تضم 57 دولة من بينها الولايات المتحدة وكندا- معاملة الصحافيين.
وكانت السلطات تأمل أن يؤدي رفع حظر التجول اعتباراً من مساء الإثنين الذي فرض في مطلع الأسبوع إلى تهدئة التوترات وإنهاء أعمال السلب والنهب والعنف.
لكن الشرطة قالت إن البعض وسط الحشود ألقى زجاجات وقنابل حارقة على ضباط الشرطة الذين ردوا بإطلاق قنابل مسيلة للدموع وقنابل صوت في محاولة لتفريق المحتجين.