الذهب لا يصدأ.. هذا ما ينطبق تماماً على اللاعب الكبير طلال يوسف، فعلى الرغم من كونه أكبر اللاعبين المتواجدين على أرضية الملعب سناً إذ تجاوز السابعة و الثلاثين عاماً إلا أن المستوى المدهش الذي قدمه في نهائي أغلى الكؤوس يجعل المتابع يشك لوهلة أنه لم يتجاوز العشرين بعد. طلال يوسف لم يترك شبراً من أرضية إستاد مدينة خليفة الرياضي دون أن يطأه، حيث حرث عشب الملعب ذهاباً و إياباً فتارة تراه على الجهة اليمنى و تارة ينتقل إلى الجهة اليسرى في محاولة لإيجاد الحلول لاختراق دفاعات المحرق، كما كان لطلال دوره التكتيكي و واجباته الدفاعية في المباراة حيث ساهم في كسر هجمات «الذيب» و إبعاد الكرات عن المرمى السماوي في أكثر من لقطة في تعبير حي للمجهود البدني الجبار الذي بذله في المباراة. و كسر طلال يوسف جميع قوانين الفيزياء بعودته القوية حيث لا تبدو آثار الاعتزال و الانقطاع عن ممارسة الكرة لعامين كاملين واضحة عليه، فبجانب احتفاظه بلياقته البدنية العالية أظهرت المباراة أن اللاعب الفنان لا يمكن أن يفقد لمسته مهما كانت الأسباب، حيث احتفظ طلال بمهاراته المعهودة و تسديداته المميزة التي لطالما أمتعنا بها، و لعل الكرة الثابتة التي نفذها في الدقائق الأخيرة خير دليل على ذلك بعدما سدد كرة مقوسة متجهة إلى أقصى الزاوية (ماركة طلال) لولا تألق حارس المحرق عبدالله الكعبي.