كتب – فهد بوشعر: كم هو جميل أن ترى مدربين وطنيين يديران المباراة النهائية لأغلى الكؤوس كأس جلالة الملك المفدى والذي جمع قطبي الكرة البحريني فريقا المحرق والرفاع فأبت عيون الوطن الرياضي إلا أن ترصد تحركات وسكنات المدربين من باب تشجيع تواجد المدرب الوطني في هذا النهائي الكبير. بانت علامات التوتر واضحة على مدربي الفريقين حتى قبل انطلاق صافرة الحكم صلاح العباسي مؤذنة ببدء اللقاء إلا أنهما كانا يحاولان إخفاء هذا التوتر بتعمد الجلوس على دكة الاحتياط حيث التزم المدربان عيسى السعدون ومرجان عيد حتى الدقيقة الثانية التي خرج فيها عيسى السعدون مدرب المحرق عن هدوئه وصمته ليتوجه إلى أقصى نقطة في المنطقة المخصصة للمدربين من أجل التوجيه. أما مرجان عيد فقد اكتفى في بداية الشوط بإعطاء مساعده عبدالله الدوسري التعليمات وهو بدوره من كان يوصلها للاعبي الرفاع وبدء أول تحرك لمرجان عيد في الدقيقة 9 من الشوط الأول محتجاً على مساعد الحكم إبراهيم سبت بعد هدف إسماعيل عبد اللطيف معتبراً إياه تسللاً واضحاً. وبعد الهدف الثاني انفتحت أسارير مدرب المحرق عيسى السعدون بعد تسجيل إسماعيل عبد اللطيف الهدف الثاني بعد مدة لم تتجاوز الدقيقتين من الهدف الثاني وعلى الرغم من الهدفين الذين أحرزهما سمعة المحرق إلا أن التوتر مازال مسيطراً على السعدون حيث لم يكل ولا يمل من توجيه اللاعبين واستغل كل ثانية تتوقف فيها ساعة حكم المباراة صلاح العباسي ليوجه لاعبيه. في الدقيقة 23 ثار مدرب المحرق عيسى السعدون على حكم المباراة صلاح العباسي بعد أن لم يحتسب خطأً لضياء السيد سعيد لاعب المحرق واحتسبه خطأ عكسياً ضده. أما مرجان عيد فقد ظل على صمته حتى الدقيقة 30 التي خرج فيها عن صمته ليقف بعد الصمت ليصل إلى أقصى نقطة في المنطقة المخصصة للمدربين من أجل التوجيه.ويتبادل الأدوار مع مدرب المحرق عيسى السعدون الذي عاد إلى دكة الاحتياط وترك مساعده علي جعفر مهمة التوجيه. وفي الدقيقة 35 اشتعلت دكة احتياط المحرق بعد ضرب مدافع الرفاع أبوبكر آدم للاعب إسماعيل عبداللطيف بدون كرة بعيداً عن أنظار الحكم ومراقبيه الاثنين. ولم تهدأ من بعدها دكة احتياط المحرق وعلى رأسهم السعدون بسبب كثرة هفوات الحكم صلاح العباسي تجاه لاعبي المحرق حيث صاحب كل صافرة من العباسي احتجاجات قوية من مدرب المحرق. وكانت قنينة الماء صديقة السعدون طوال شوط المباراة الأول الذي أفقده أعصابه بسبب الأخطاء التحكيمية وكاد السعدون أن يجر فريقه إلى منعطف خطير نتيجة توتره واحتجاجاته على قرارات الحكم رغم تقدمه بهدفين دون رد مما دفع أغلب لاعبيه في دكة الاحتياط لاتباع خطه في الاحتجاجات وفي شوط المباراة الثاني استمر هدوء مدرب الرفاع مرجان عيد رغم تأخره بهدفين وكثرة إضاعة الفرص من لاعبيه على مرمى المحرق الأمر الذي أتاح لهم الحرية على عكس عيسى السعدون الذي أثر توتره على لاعبيه داخل المستطيل الأخضر وكان حصيلتهم غير الهدفين ثلاث بطاقات صفراء إحداها للاعب الاحتياط ومن بعد الهدف الأول للرفاع في الدقيقة 65 غير مدرب الرفاع مرجان عيد طريقته في التوجيه بالقرب من خط التماس لكن بعكس طريقة السعدون المتوترة ومع قرب انتهاء شوط المباراة الثاني وعند عرقلة لاعب الرفاع المحترف جامبو أمام خط منطقة الجزاء اشتعل فتيل الغضب لدى مرجان عيد واستمر في وقوفه للتوجيه متبادلاً الأدوار مع مساعده الدوسري. وفي هذه الأثناء اختلط الحابل بالنابل في دكة بدلاء المحرق فمن يشاهدها لا يعلم من هو المدرب لكثرة الذين يوجهون ويحتجون على أبسط الأمور وفي الدقيقة 85 استبعد الحكم صلاح العباسي مدرب فريق المحرق عيسى السعدون وهو أمر كان متوقعاً لكثرة احتجاجه على كل صافرة تنطلق من حكم المباراة سواء كان لصالحه أو ضده ليواصل مساعد المدرب علي جعفر مسيرة السعدون في قيادة الفريق في الدقائق الخمس الأخيرة وفي الدقيقة 93 انطلق مساعد مدرب المحرق علي جعفر فرحاً داخل الملعب محتفلاً بالهدف الثالث الذي أحرزه لاعب الرفاع داود سعد بالخطأ في مرماه. وفي نهاية المطاف لم يفلح هدوء مرجان في كسر عنفوان المحرق والسعدون ليتوج المحرق بطلاً لكأس جلالة الملك المفدى.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90