كتبت - زهراء حبيب:
شهدت الصحافة المحلية أمس بثاً مباشراً من هولندا لورش التدريب في البرنامج المشترك بين المجلس الأعلى للقضاء والمعهد الهولندي للتدريب القضائي لإعداد استراتيجية متكاملة وحديثة لتدريب قضاة المستقبل 2014 وتطوير القضاة على رأس العمل، في ما قال الأمين العام المساعد للأمانة العامة للمجلس الأعلى للقضاء خليفة الوردي إن الوفد المشارك خضع للتدريب مدة 3 أيام حتى الآن، قبل أن يؤكد القاضي إبراهيم الزايد رئيس الوفد أن الوفد البحريني تمكن من إعداد اللبنة الأساسية لبرنامج التدريب لقضاة المستقبل.
وعبر وسيلة الاتصال «سكايب» تتابع الأمانة العامة للمجلس الأعلى للقضاة أولاً بأول برنامج التدريب في هولندا المبتعث فيه 6 من قضاة البحرين، بصورة أولية، ويمكن للقضاة الستة والمسؤولين في الأمانة التواصل والاطمئنان على سير التدريب بالصوت والصورة بين الطرفين، وهو يعد نقلة نوعية في التدريب عبر وسائل التواصل الحديثة.
وبحسب المجلس الأعلى للقضاء فإن «الدورة لن تقتصر على تدريب القضاة، بل ستسهم في تطوير المقررات والمناهج الجامعية لكلية الحقوق لإعداد وصقل الطالب منذ اليوم الأول لالتحاقه بالجامعة ليكون قاضياً بكل ما للكلمة من معنى». ويخضع الوفد القضائي البحريني لدورة تدريبية مكثفة على يد خبراء دوليين في المعهد الهولندي للتدريب القضائي، مدته أسبوع وإخضاعهم لورش نظرية في الفترة الصباحية وبالمساء يتسنى لها النزول للمحاكم للاطلاع على سير العمل في القضاء الهولندي. ومن المقرر أن يكتسب الوفد البحريني الذي يترأسه القاضي إبراهيم الزايد أساسيات إعداد برنامج تدريب متطور لإعداد قضاة المستقبل، وتطوير القضاة على رأس العمل، والاستفادة من التجربة الهولندية التي استغرقت مدة 6 سنوات في إعداد برنامج لتدريب قضاة المستقبل. وسنحت الفرصة أمام الصحافة المحلية لحضور إحدى ورش العمل عبر النقل المباشر ببرنامج «السكايب»، وفي وقت الاستراحة تواصلت مع رئيس الوفد القاضي إبراهيم الزايد وطرحت عليه مجموعة من الاستفسارات عن طبيعة البرنامج. ويعتبر النقل المباشر عبر وسائل الاتصال التكنولوجية نقلة نوعية تم إدخالها في السلك القضائي، وهو باب يفتح المجال أمام التدريب الإلكتروني للقضاة والكوادر البشرية العاملة في السلك القضائي، ما يقلل التكلفة المالية للابتعاث والتدريب في الخارج.
وحضر اللقاء الأمين العام المساعد للأمانة العامة للمجلس الأعلى للقضاء خليفة الوردي الذي أطلع الصحافة المحلية على آلية التواصل المباشر بين الأمانة العامة والوفد المشارك في برنامج التدريب في هولندا، حيث كان هناك شاشة تلفزيون عريضة موصولة بالإنترنت وكاميرا تنقل عبر البث المباشر ببرنامج «السكايب» أولاً بأول ورش العمل، والمشاورات التي تتم بين الوفد البحريني والخبراء المحاضرين.
وتظهر أسفل شاشة التلفزيون صورة لقاعة الاجتماع في البحرين، ليتواصل الطرفان صوت وصورة عبر سكايب، وبهذه الطريقة كانت الصحافة المحلية مطلعة على بث حي لإحدى ورش العمل وتستمع للنقاشات الدائرة بين الطرفين، ومنها كيفية إعداد قضاة المستقبل لكتابة الأحكام خاصة وأن بيئة العمل القضائي في البحرين تعتبر المداولة سرية بين القضاة ومن الصعب أن يسمح لشخص لم يعين قاضٍ بحضورها، وكيفية التعامل في هذه الحالات.
وأكد خليفة الوردي للصحافة أن الوفد المشارك خضع لمدة 3 أيام لاجتماعات تم إطلاعهم فيها على الخطوط العريضة للدورة والنظام الهولندي ليكون القاضي المشارك على بينة بمحتوى البرنامج، ويعد له مسبقاً محاور النقاش، وكان ذلك بالتعاون مع جمعية المحامين الأمريكية. وأكد القاضي إبراهيم الزايد في حديثه للصحافة أن البرنامج نقله نوعية في البرامج التدريبية التي يخضع لها القضاة، وتم التطرق فيها إلى أهم أساسيات العمل القضائي، وماهية مهنة القاضي وما هي الصفات المطلوبة في الشخص لتأهله ليكون قاضياً يستحق أن يعتلى منصة القضاء.
واطلع الوفد على تجربة هولندا في تدريب قضاة المستقبل الذي استغرق 6 سنوات لإعداده، والتعديلات التي طرأت عليه بعد تطبيقه وتفادي السلبيات التي تكشفت بعد التطبيق على أرض الواقع.
وأشار إلى أن الوفد يخضع لورش عمل مكثفة من الساعة 10 صباحاً حتى 6 مساءً، وإطلاعهم على آلية وضع برنامج متكامل لتدريب قضاة المستقبل، والقضاة الممارسين للمهنة.
ولفت إلى أن التدريب شمل عرض مواقف مصورة بالفيديو لتصرفات القضاة للتمييز بين السلوك المناسب وغير المناسب للقضاة.
وأفاد الزايد أن ثمار برنامج التدريب بدأت تحصد منذ اليوم الأول، إذ استطاع الوفد البحريني إعداد اللبنة الأساسية للبرنامج التدريبي لقضاة المستقبل، وما تحتويه من أسس لتدريب القاضي وتعريفه بما هية القاضي، وكيف تكون قاضياً ذو شخصية مناسبة لتعتلي منصة القضاء.
وأكد أن الوفد سوف يعد برنامجاً واستراتيجة متكاملة لتدريب القضاة بما يتناسب مع البيئة المحلية والقانون البحريني، كما سيكون الوفد على تواصل مستمر مع الخبراء للاستفادة منهم أولاً بأول في إعداد تلك الاستراتيجية.
وأشاد الزايد بدور المجلس الأعلى للقضاة والأمانة العامة على جهودهم المتوصلة في تطوير السلك القضائي، وتزويدهم بما يستجد في المجال القضائي، لتكون البحرين السباقة في تطور العمل القضائي.
يشار إلى أن خبراء من المعهد الهولندي لتدريب القضاة حضروا للبحرين وأجروا عملية مسح في المحاكم واجتماعات مع القضاة، واختاروا عدداً من القضاة لتشكيل اللجنة العليا لإعداد قضاة المستقبل 2014، وتم الاتفاق على تدريب المجموعة المختارة من القضاة، على أن يتولى أعضاء اللجنة بعد ذلك عملية تدريب القضاة. ويضم الوفد كلاً من القاضي إبراهيم سلطان الزايد والقاضي أحمد يحيى عبدالقادر والقاضي خليفة راشد مجيران والقاضي على أحمد الكعبي والقاضية فاطمة فيصل حبيل والقاضي بدر عبداللطيف العبدالله.