أدى حجاج بيت الله الحرام اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بمسجد نمرة، اقتداءً بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، والاستماع لخطبة عرفة التي ألقاها فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف د. حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ - قبل الصلاة - استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر .

ويكتسب مسجد نمرة أهميته الكبرى من الناحية الدينية والتاريخية ، ففيه خطب النبي - عليه الصلاة والسلام - خطبته الشهيرة في حجته الأخيرة التي تسمى خطبة الوداع .

وقد توافد حجاج بيت الله الحرام على مسجد نمرة منذ وقت مبكر الإثنين، ويعد مسجد نمرة من المواقع التاريخية المهمة في الحضارة الإسلامية، و من أهم معالم مشعر عرفات ويتسع لمئات الآلاف من الحجاج الذي أتوا إلى خالقهم تائبين مطيعين منيبين إليه .



وبني المسجد في الموضع الذي خطب فيه الرسول - عليه الصلاة والسلام - في حجة الوداع وذلك في أول عهد الخلافة العباسية ، في منتصف القرن الثاني الهجري.

وأُخذ اسم مسجد عرفة من قرية كانت خارج عرفة أقام فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم سار منها إلى بطن الوادي حيث صلى الظهر والعصر وخطب في المسجد.

ورجحت المصادر التاريخية أن مسجد نمرة شيد في المرة الأولى منتصف القرن الثاني الهجري على الأرجح، وحظي باهتمام خلفاء وسلاطين وأمراء المسلمين ، حيث عمره "الجواد الأصفهاني" عام 559هـ ، وأجريت له في العصر المملوكي عمارتان مهمتان الأولى بأمر الملك "المظفر سيف الدين" عام 843هـ ، والثانية بأمر "السلطان قايتباي" عام 884هـ ، وتُعد الأفخم والأكثر جمالاً واتقاناً في ذلك الحين، ثم جددت عمارته في العهد العثماني عام 1272هـ ، إلا أنه شهد في عهد الدولة السعودية أضخم توسعاته، ليصبح بذلك ثاني أكبر مسجد بمنطقة مكة المكرمة من ناحية المساحة بعد المسجد الحرام.