كتبت - سلسبيل وليد:
أعلنت وزارة الثقافة أمس عن فعاليات وبرامج مهرجان (تاء الشباب) للعام 2014م في دورته السادسة، الذي ينطلق نهاية الشهر الحالي حتى 20 سبتمبر المقبل تحت شعار «تجميل.. تمكين.. توثيق»، ويضم 18 فعالية، وتدشين مبادرة ثقافية جديدة وهي مبادرة «هارموني» لإحياء ثقافة موسيقية شعبية ونخبوية، فيما نفت الوزيرة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لـ«الوطن» أن يكون المهرجان مستقلاً أو ينفصل عن الوزارة، مشيرة إلى أنه أثبت جدارته بوصوله إلي الشارع لتكريس الفن والجمال. وأضافت الشيخه مي أن الجميع تفاجأ بإبداع الشباب ومهاراتهم المتنوعة، مشيرة إلي أنه توفرت للشباب مساحة من الحرية لممارسة الهوايات والأنشطة بدعم حكومي.
وأوضحت أن الجميع يراهن علي الشباب منذ بداية تاء الشباب الأولي، وأن «تاء الشباب» عنوان لكل أنشطته في تقريب النفوس وترميم القلوب ولكل الأمور التي يستعصي حلها بسب أخرى، فأدواتهم عبر مبادرتهم «كلنا نقرأ ودرايش وبريمي» كل هذه المبادرات تعمل على الإرتقاء بالوطن وبث الأمل والجمال في كل مكان.
وأوضحت وزارة الثقافة، خلال المؤتمر الصحافي أمس أن برامج مهرجان (تاء الشباب) للعام 2014م في دورته السادسة، يضم 18 فعالية موزعة حسب الفترة الماضية على عدة مبادرات التي يستمر بعضها للعام السادس على التوالي، ويحوي تاء الشباب في هذه الدورة على سبع مبادرات أساسية وهي: «كلنا نقرأ»، «درايش»، «تشكيل»، «تكنيك»، «بريمير»، «حياة» و«حفاوة»، والفريد من نوعه هذا العام، المبادرة الثقافية التي يتم تدشينها للمرة الأولى وهي مبادرة «هارموني» التي هي مشروع إحياء ثقافة موسيقية شعبية ونخبوية.
ويقدم المهرجان الثقافي برنامجاً تلفزيونياً يعرض كل يوم جمعة في فترة البرنامج، يقدمه ستة مذيعين شباب ناشئة وهم المذيعة فاطمة زمان، يوسف شويطر، منيرة عقيل، عبدالله محسن، مهند الفردان ورنوة العصمي، فضلاً عن رسالة إذاعية من خلال برنامج اذاعي يعرض في إذاعة البحرين، وبرنامجاً يوتيوبياً «تاء في 60 ثانية» يعرض أونلاين.
وأعربت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن سعادتها بمواصلة الاشتغالات الشبابية ومشاركتهم في صياغة المشاهد الثقافية والفكرية، قائلةً: «منذ العام 2009م كان رهاننا الأول على الشباب وعلى أحلامهم وطموحاتهم، خارطة الثقافة التي كنا نسعى لإدماج مختلف الفئات فيها صارت اليوم تستبشر بشبابٍ يشاركون في مختلف المفعولات الفكرية ويتقاسمون مع المثقفين والمفكرين والأدباء تجاربهم ومختبراتهم».
وأضافت «المحبة هي التي جمعت هؤلاء الشباب، رغبتهم في أن يصنعوا شيئًا لهذا الوطن ولإصرارهم على أن تكون الثقافة هي أداة التغيير والتواصل. ما يميز هذا المشروع أيضًا أن الشباب فيه هم المشترك الجميل الذي يجمع العامة بالثقافة، ويشجعهم لمعاينة مختلف المجالات، لذا فتاء الشباب ليس مجرد احتفالية شبابية، بل رهان على أن تكون مجتمعاتنا قريبة دائماً من الثقافة، وأن يكون هؤلاء الشباب تواصل الثقافة مع كل الناس».
روح العائلة الواحدة
من جهته، أكد رئيس اللجنة التنظيمية لمهرجان تاء الشباب د.إيلي فلوطي «روح العائلة الواحدة التي يعمل بها الجميع» و«أهمية الفرح الذي يتطلب تضحية يقوم بها كل تائي من أجل عائلته الكبيرة».
وشكر د.إيلي فلوطي وزيرة الثقافة على سهرها الدائم وغيرتها الكبيرة على ما يقوم به شباب البحرين «مستقبل الغد الواعد، فهي التي تعتني بالبشر والحجر في آن». معبراً عن سعادة جميع التائيين الذين يشكرون وزارة الثقافة لتبنيها أفكارهم وفعالياتهم، منوهاً بالمقر الجديد لتاء الشباب والذي فيه «تلتقي العائلة الواحدة حيث الابتكار والجمال والأفكار المبدعة تؤثث المكان بفرح الثقافة».
جدير بالذكر أن نشاط شباب التاء وبالأخص فريق القادة الذين يضعون البرنامج والخطط، يجتمعون بصفة دورية أسبوعية في الغالب بناءً على توجيهات من وزيرة الثقافة الشيخة مي آل خليفة، كما أنهم مارسوا عملهم المكثف على مدى الشهور الماضية وبصفة مستمرة وحتى نهاية فترة المهرجان.
«كلنا نقرأ»
وفي إشارة للمبادرات المشاركة هذا العام، تحتفي حملة «كلنا نقرأ» المعنية بنشر ثقافة القراءة وتشجيع الشباب عليها بالكاتب والسفير السعودي غازي القصيبي في مناقشة شبابية لعدة كتب ومقالات ودواوينه الشعرية وتستحضر فكره، كما تستضيف الكاتب الاقتصادي إبراهيم العويس في جلسة نقاشية لكتابه “Tale of tow cultures” والكاتب والصحفي السعودي الدكتور عبدالله الملغوث في «الاستشفاء بالكتابة» ليشارك الجمهور طريقته في الاستشفاء بالكتابة ويتصفح معهم الأوراق المضيئة لكتابه «7:46م» ويعيد قراءة مقالاته المسكونة بالمفاهيم الإيجابية، فيما تستمر فعاليات القراءة الأسبوعية للأطفال على شكل مراحل مشوقة، وتستضيف كلنا نقرأ الكاتب الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل لمناقشة روايته «في حضرة العنقاء والخل الوفي»، وهي رواية آسرة حققت انتشاراً واسعاً وجدلاً كبيراً، وخاضت غمار منافسات جائزة البوكر لعام 2013، وتقدم «كلنا نقرأ» ثلاث فعاليات للأطفال، تتمحور فكرتها حول منتوج الطفل وتقوية علاقته بالقراءة تهدف حول الكيف وليس الكم، ليخرجوا هذا العام بكتابة إبداعية ممزوجة بنص مستخرج من خيال الأطفال.
«هارموني»
وتبدأ مبادرة هارموني فعالياتها بفعالية «لنلتق» وهي تسرد هنا سيرة الأغنية البحرينية الشعبية بمشاركة فرقة محمد بن فارس الموسيقية، وتشارك هارموني مع مبادرة «بريمير» في فعالية مشتركة بعنوان «الموسيقى الصامتة» التي تكون بوادر حية لخلق جوانب تفاعلية مع الجمهور وتقنيات صناعة الموسيقى التصويرية للفلم في آن واحد، وأخيراً وليس آخراً تعيد «هارموني» إحياء موسيقى تاء الشباب في عامها السادي لتطلق عليها «أغنية تاء».
«درايش»
وبحلة جديدة وأهداف أوسع، تركز مبادرة «درايش» من خلال فعالياتها هذا العام على إعادة إحياء المساحات والأماكن الحيوية والسعي إلى تحديثها وإعادة هيكلتها بما يتلاءم مع التراث المعماري البحريني، وكان أولى فعالياتها «درايش على الماضي» وهي مساحة تعرض أعمالا عن العمارة البحرينية القديمة بشكل متعمق ومفصل وتسلط أعين جمهورها على الذكاء المعماري بطابعه البحريني والماهية التي استخدمت بها التقنيات البسيطة في العمل المعماري، وتأتي بعدها فعالية «عمار يا محرق» من خلال المساهمة في مشروع وطني في ترميم المحرق، «درايش» اختارت في هذه المرة اعادة بناء المباني والمحلات التي تدهورت مع ألهبة الحريق، بمشاركة العامة لاعادة ترميم وتصميم المباني والمحلات الأثرية التي تلهم المار بجانبها بعبق الماضي.
«بريمير»
تحتفي بريمير في أولى فعالياتها بالأزمة الفلسطينية حيث تستعرض حكاية سينمائية تقودنا إلى «الطريق إلى فلسطين» بعد فقرة موسيقية ينسج فيها الموسيقي البحريني الفنان حسن حداد بعضا من مقطوعاته وابداعاته، ويستضيف المخرجة الفلسطينية نجوى النجار لمناقشة فيلمها المعروض «المر والرمان». ثم تقدم بريمير فعالية «هايكرو سينما» التي تكون بدايات خلاقة من صنع الأنامل البحرينية لتنوير الجماهير على ما كان خلف النافذة متواجداً بتميز، ومن ثم تقدم ورشة حول تقنية Time-lapse، «الضوء الخاطف» و»التصوير الخاطف» هي فعالية تنمي الحاسة الفنية المغروسة بمحبي التصوير الضوئي، تقوم على اختطاف ملامح نمو اللحظات في مراحل زمنية متواصلة حتى تتنامى جميلة، كتفتح زهرة صباحية كانت غافية ليلاً و اقتناص جمالية استفاقتها، أو كهروب الشروق إلى الغروب.
«تشكيل»
أما «تشكيل» فتأتي بجديدها في مجال الفنون البصرية من خلال أعمال فنية متنوعة تعرض بطريقة حديثة مغايرة، ففي سنتها الخامسة على التوالي خرجت بمشروع البطاقات البريدية التي ستهدي من خلاله هدايا تذكاريه لجمهور التاء في أول مبادراتها «من ذاكرة ملونة» ومن خلاله يقدم مجموعة من الفنانين والشباب المهتمين عدداً من الأعمال الفنية في استعادة جمالية المستهلكات والمخلفات القديمة، والذي من هنا انطلقت فكرة تدوير المخلفات التي سيتم من خلالها الإستفادة من الأقراص المدمجة و تحويلها لمنتجات يكون الجمال من ضمن عنواينها الرئيسية، وتخبئ لكم تشكيل هذا العام عشر جداريات موزعة في الخمس محافظات في مختلف مناطق البحرين في فعالية «جميلاً حائط مدينة ما».
«حياة»
وتقدم مبادرة حياة في أولى فعالياتها فعالية «افهمها» وهي عبارة عن ركن مخصص لأعضاء المبادرة في أسواق الأسرة بجزر أمواج ليتم تعريف المتسوقين كيفية قراءة المعلومات المهمة عليه المواد الغذائية لحياة صحية أفضل، وثم فعالية «تغيير» تقدمها همسة جوهر coach جلسة نقاشية لتغيير أنماط الحياة الغير صحية المنتشرة في المجتمع، وتنهي فعالياتها بفعالية رياضية «تحرك» تتكون كن من عدة محطات في كل محطة يقوم الشخص بعمل تمرين. وفي النهاية يقوم جميع المشاركين بعمل التمارين مع وجود مدرب ليتمكنوا من القيام بها في حياتهم اليومية لضمان حياة صحية سليمة.
«حفاوة»
مبادرة «حفاوة» لهذا العام، تستدرج طيف الكاتب والسفير السعودي الراحل غازي القصيبي للتوغل في شخصية المثقف والباحث، كعادة تاء الشباب في كل عام.
ووجهت اللجنة التنظيمية لمهرجان «تاء الشباب» جزيل الشكر والتقدير لجميع الرعاة الداعمين والشركاء الإعلاميين وهم: الرعاة البلاتيني، شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو)، ومجلس التنمية الاقتصادية البحريني، والراعي الذهبي الشركة الكويتية للخدمات البحرية «بورتمارين»، والراعي الفضي درة البحرين وشركة «قروب بلاس» للدعاية والإعلان، والراعي الإعلامي: صحيفة الوطن البحرينية وجريدة البلاد وصحيفة الوسط، وهيئة شؤون الإعلام وبحرين ايفينتز.
يُذكر أن مهرجان «تاء الشباب» انطلق في العام 2009م تحت مظلة وزارة الثقافة بدعم وتشجيع من الوزيرة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة للفكرة التي أطلقها مؤسسه الراحل محمد البنكي لإدماج الشباب في الحراكات الثقافية وتفعيل دورهم في صياغة وتبادل الثقافات، وإيجاد روح شبابية ثقافية في الوسط البحريني.