كتبت - مريم العبدالقادر:
قال عدد من أهالي المحرق إن المنطقة تعاني من عدة مشاكل وتتمركز المشكلة الأساسية في قلة المواقف بالمنطقة مما ينتج عنه الازدحامات، إضافة إلى مشكلة سكن العزاب، مشيرين إلى أن وجود العزاب في وسط المحرق تسبب في مشاكل عديدة لاختلاف عاداتهم وأطباعهم عن أهالي المنطقة، مما دفع العديد من الأهالي للهجرة إلى مناطق أخرى بحثاً عن الهدوء والأمان.
وطالبوا، في تصريحات لـ»الوطن»، بتطوير جذري وشامل وتوسعة عمرانية، إلى جانب إحياء التراث بالمنطقة لعودة الأهالي إليها وإرجاع الروح الأصيلة إلى المحرق.
وقال النائب د.علي أحمد إن الدائرة الثالثة بالمحرق منطقة قديمة جداً وتحتاج إلى تطوير شامل ومتكامل بشكل عام خاصة بما يخص الشأن العمراني بالمنطقة مع الحفاظ على الملامح الأثرية بالمنطقة كالبيوت القديمة كبيت سيادي وبيت الشيخ عيسى بن علي وبيت الشيخ سلمان، الكورات بمجمع 209.
ودعا أحمد إلى إحياء الفرجان في المحرق لأن أهالي المحرق متعودون على حياة الفرجان، وبعودتها ستعود الحياة السابقة للمحرق.
وطالب بتوفير الرعاية للكبار السن، فهناك العديد منهم بحاجة إلى رعاية خاصة كالأرامل اللاتي يعشن لوحدهن، إضافة إلى أن الرعاية يجب أن تشمل الشؤون الاجتماعية الصحية والخدمية.
ونوه د.علي أحمد إلى أن هناك العديد من الشكاوى ضد العمال الأجانب فبعضهم يتعدى على حرمات البيوت وبنظر إليها، كما إنهم يقومون بالكثير من التصرفات الدخيلة على مجتمعنا المحافظ كبيع الخمور.
بيوت آيلة للسقوط
وذكرت عضو مجلس بلدي المحرق فاطمة سلمان أن مجمع 203 بفريج بن هندي يعاني من البيوت الآيلة للسقوط، فهناك العديد من البيوت المهددة بالسقوط وتحتاج إلى إعادة البناء بشكل سريع. كما إن المنطقة تعاني من شح في المواقف مما أسهم باتخاذ بعض السكان مواقف خاصة لهم من الأراضي العامة. والحل لهذه المشكلة باستملاكات مواقف السيارات. ومشكلة البيوت المؤجرة للعمال الأجانب هي مشكلة خلقها المواطنون أنفسهم، بتأجيرهم بيوتهم لغير العوائل.
ونوهت سلمان إلى أن المنطقة تحتاج إلى توسعة عمرانية كبيرة، إلى جانب زيادة عدد المدارس الإعدادية والثانوية في المنطقة.
قلة المواقف
وبينت د.هدى المطاوعة أن سبب خروجها من المحرق يرجع إلى قلة المواقف والازدحام الشديد بالمنطقة، مضيفة أن اتخاذ بعض الأهالي مواقف خاصة من الأراضي العامة أمر مزعج للبقية السكان، وهذا الأمر يعتبر تعد على حقوق الآخرين.
وأشارت المطاوعة إلى أن وجود سكن العزاب بالمنطقة سبب في زيادة الضوضاء والمشاكل بالمنطقة، وعدت هذا سبباً آخر لهجرة الأهالي، وقالت المطاوعة إن مساكن العمال غير مؤهلة للسكن ويوجد بها تلفات بشكل كبير.
وأكدت المطاوعة حاجة المنطقة إلى إعادة التأهيل والتطوير، مشددة على ضرورة توسعة الطرق لانسياب الحركة المرورية وتقليل الازدحامات.
وأكد المواطن أسامة الشاعر أن المحرق تعاني من قلة مواقف السيارات خصوصاً بالقرب من سوق المحرق بالدائرة الخامسة، كما تتفاقم هذه المشكلة أيام الإجازات والمناسبات، ففي نهاية الأسبوع تكثر الزيارات والتجمعات العائلية، كما تزدحم الأسواق في أيام العيد وليالي رمضان، مما يتسبب بالكثير من الاختناقات والمخالفات المرورية.
واقترح إنشاء مواقف سيارات متعددة الطوابق لاستثمار المساحات بصورة أكثر كفاءة، وخص بالاقتراح المناطق الحيوية كالأسواق والتي يكثر التردد عليها من قبل المواطنين والسياح. ودعا الشاعر إلى تحسين المحلات في سوق القصرية، مع توفير محلات للأسرة المنتجة بإيجار أقل لدعم إنتاجهم وإعانتهم على الاستمرار على هذه المشاريع دون الحاجة إلى التنقل من مكان إلى آخر.
وبين الشاعر أن المنطقة تعاني من فيضان المجاري خصوصاً في مجمع (211-213-2014)، وتتسبب هذه الفيضانات بدخول المياه إلى المنازل وتبقى المشكلة قائمة لمدة 3 إلى 5 أيام، إلى أن يتم علاجها. وبدأت المشكلة تتلاشى مع افتتاح محطة المحرق للصرف الصحي.
وأضاف الشاعر أن سكن العزاب في المحرق يتسبب بزحام شديد خصوصاً عند اجتماعهم مع بعضهم يوم الجمعة، كما إن حياتهم لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا، لذلك يجب نقل مساكنهم إلى مناطق أخرى، كمنطقة سكن العمال في الحد.
وطالب الشاعر بتوفير المجمعات التجارية في المنطقة، وإعادة تأهيل السواحل للاستفادة منها بقضاء أجواء عائلية ترفيهية.
المحرق مهملة
واستنكر المواطن يوسف بوزبون إهمال منطقة المحرق، وقال إن المشاريع السياحية والترفيهية دائماً ما تتوقف عند المحرق كمشروع المدينة الثلجية في 2004، مؤكداً ضرورة الالتفات إلى المحرق من هذه الزاوية وزيادة المنتزهات والمشاريع الترفيهية والسياحية بها، فالمنطقة مأهولة بالسكان وتحتاج لمثل هذه المشاريع بصورة كبيرة.
وطالب بوزبون بإلزام توفير مواقف سيارات في الطابق الأرضي في المباني الجديدة، حتى لا تتفاقم مشاكل المواقف بشكل أكبر، فلا يعقل بناء 30 شقة من غير توفير موقف سيارة واحد. مع توفير مواقف من عدة طوابق لحل مشكلة شح المواقف خصوصاً في الأسواق التجارية.
ونوه بوزبون إلى أن المنطقة لا تتناسب مع عادات العمال الأجانب الذين اتخذوا من المحرق مسكناً لهم خصوصاً وأنهم يخرجون بملابس لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا، كما إنهم تسببوا في مشاكل عديدة مثل الاغتصاب، مما أسهم في خوف الأهالي على أبنائهم وإجبارهم على البقاء في المنزل للحفاظ على سلامتهم، وتسبب ذلك في غياب روح وحس لعب الأطفال بين أزقة المحرق.
وقال المواطن محمد عبدالله إن مجمع 208 عانى كثيراً من المجاري في الفترة الأخيرة من رمضان، مطالباً بتوفير مساحات أكبر لمواقف السيارات لتجنب الازدحام أيام العيد ورمضان والإجازات.
واكد عبدالله أن أكثر الأجانب المتسببين في إحداث مشاكل بالمحرق هن الخدم اللواتي يعملن بنظام الساعات، فكثير منهن من يقمن بعلاقات غير شرعية في مساكنهم وهذا الأمر غير مقبول في مجتمعنا.
وبين المواطن شوقي قمبر أن حل مشكلة المواقف التي تواجهها المحرق هو استثمار وإعادة تأهيل المناطق المهجورة وتحويلها إلى مواقف للسيارات، وطالب قمبر بتوسعة الشوارع لاستيعاب أكبر عدد من السيارات وتسهيل حركة المرور.
وذكر المواطن أحمد صلاح من مجمع 203 أن أكبر مشكلة تواجههم هي فيضان المجاري في مواقف مسجد (أبو منارتين) خصوصاً بمواسم الأمطار، إلى جانب ذلك تكثر الحفر في الدائرة الخامسة.
وأضاف صلاح أن المنطقة تعاني من وجود بيوت آيلة للسقوط ومهجورة يدخلها الأطفال ويلعبون بها مما قد يتسبب بأذيتهم. وأشار صلاح بأن وجود سكن العزاب تسبب في زيادة عدد الجرذان في المنطقة وذلك لغياب النظافة عند مساكنهم، فهم يضعون القمامة أمام الأبواب ولا يستخدمون حاويات القمامة، كما إنهم يقومون بتوقيف شاحناتهم داخل المناطق السكنية رغم منع القانون لهذا الفعل، وعند محادثتهم يردون علينا بردود غير لائقة.
وتعد مدينة المحرق العاصمة الأولى للبحرين، وبقيت كعاصمة من عام 1810 إلى عام 1923. وتقع المحرق شرق المنامة، وكانت تسمى قديماً بالـ(رفين). وتشبه بشكلها على الخريطة حدوة الحصان، وتقدر مساحتها بـ7 أميال مربعة، ويساوي سطحها سطح البحر، وتشتهر المحرق بالبحر، وشواطئها رملية يحيط بها شريط عريض من الصخور المرجانية. ويبلغ عدد سكانها حسب الإحصائية الأخيرة 44684 نسمة.