* الأبناء ضحية أب مشغول بحياته الجديدة وأم متأزمة نفسياً

* قصة جديدة كل بضعة أشهر عن خمسيني تفاجأت زوجته بزواجه من أخرى

* نحتاج لدراسات دقيقة ولغة تحليل وليس الاكتفاء بالإحصائيات والأرقام

* الزوجة الأولى المعلقة المهملة عاطفياً ومادياً قد لا تلجأ للقضاء خوفاً من نظرة المجتمع

* أنانية الرجل تدفعه للتضحية بالأولى مقابل بدء حياة جديدة مع أخرى

* طلاق الخمسين ازداد وإن لم يصل لمرحلة الظاهرة لأسباب لم يكن العهد بها في الماضي

* الخمسيني يلجأ لحيل نفسية واستفزازية لدفع الزوجة الأولى للتنازل ومغادرة المنزل

* ضرورة ملحة لدراسة القضايا من قبل الجهات المسؤولة لمعرفة الأسباب وعلاجها

* مشاكل اجتماعية تتضخم ككرة ثلج نتيجة لجوء الخمسيني إلى الزواج من شابة أجنبية

هل هناك من يحلل ما بين سطور بعض القضايا المتكررة في جرائدنا المحلية التي أخذت تطفو على السطح مؤخراً بشكل يثير الريبة؟ منذ عدة أيام نشرت الزميلة جريدة أخبار الخليج خبراً لقضية في الصفحة الأولى مفاده أن بحرينياً يطرد زوجته السبعينية بعد زواجه من ثلاثينية؟!!

وتفاصيل القصة تعود إلى قيام زوج بحريني وبعد عشرة عمر امتدت لأكثر من 18 سنة بطرد زوجته البحرينية بعد زواجه بآسيوية في عمر الثلاثين وعدم توافر مكان لهما في نفس المنزل الذي أنفقت فيه البحرينية كل ما لديها لبنائه وتأثيثه!!

مثل هذه القضايا أي قضايا زواج الزوج ما بعد سن الخمسين بزوجة أخرى صغيرة غالباً ما تكون في المرحلة العمرية ما بين نهاية العشرين حتى منتصف الثلاثين مقابل طرد وإهمال الزوجة الأولى التي تكون في المرحلة العمرية الخمسين فما فوق أو تطليقها أو تعليقها أو تعذيبها، والتي باتت تتكرر خلال السنوات الخمس الأخيرة بشكل يستدعي التأمل والتحليل والوقوف على ما بين سطورها وأبعادها، فهي بالنهاية تتسبب بالتفكك المجتمعي بالطبع وبالخراب الأسري، فالضحية في الأول والأخير أبناؤهم الذين يفقدون نتيجة لذلك، فليس الأب مشغولاً مع زوجته الجديدة فحسب، إنما حتى أيضا الأم التي تدخل في نوبات اكتئاب وأمراض جسدية ونفسية وأزمات وقهر نتيجة ما تتعرض له ونتيجة للضغط الاجتماعي من حولها مما ينعكس على نفسية ونشأة الأبناء في الأول والأخير، ويوجد لنا في المجتمع أشخاص غير أسوياء جاؤوا من بيئة منزلية مفككة ومليئة بالمشاكل ما بين الأبوين، حيث ينعكس ذلك أيضاً على مستقبلهم بالأخص الاجتماعي والأسري.

في 18 فبراير الماضي نشرت جريدة أخبار الخليج الزميلة تصريحاً للاستشارية بمركز بتلكو لرعاية حالات العنف الأسري إيمان الفلة، يفيد بأن الطلاق الخمسيني في سن الخمسين ركزوا هنا «بدأ بالتحول» إلى ظاهرة منتشرة خلال الآونة الأخيرة، وهو ما يؤرق المجتمع المحلي المحيط، مشيرة إلى أن الأمر يحتاج المزيد من العناية والدراسة من قبل الجهات المسئولة لمعرفة الأسباب المتعلقة، وأرجعت الفلة سبب تلك الظاهرة إلى وصول الزوجين لفترة التقاعد الأسري، كما أنها قد تتعلق بأزمة منتصف العمر أي المراهقة المتأخرة. ورغم أن المجلس الأعلى للمرأة في 24 من نفس الشهر، قام بالرد والنفي حيث أكدت رنا أحمد مديرة مركز معلومات واستراتيجيات المرأة بالأمانة العامة للمجلس الأعلى للمرأة، أن ظاهرة الطلاق في سن الخمسين لا أساس لها من الصحة ولا تستند إلى إحصائيات وأرقام دقيقة، وأن متوسط نسبة عقود الطلاق للرجل والمرأة للفئة العمرية في سن الخمسين وما فوق 5% فقط من إجمالي حالات الطلاق في البحرين وذلك خلال الفترة (2014-2016)، حيث تشكل عقود طلاق الرجل للفئة العمرية خمسين فما فوق حوالي 13%، وتشكل نسبة المرأة المطلقة 6% للفئة العمرية ذاتها، وهو ما يتنافى تماماً مع ما نشر حول تحوّل الطلاق في الفئة العمرية في سن الخمسين إلى ظاهرة. ولربما نتفق مع رد المجلس الأعلى للمرأة، أن القضية لم تتحول إلى ظاهرة بعد، رغم أنها ازدادت بشكل ملحوظ خلال السنتين الأخيرتين بالذات أي عامي 2017 و2018 التي على وشك الانتهاء، حيث بتنا في فترة كل بضعة شهور تردنا قصة جديدة عن زوج في منتصف الخمسين تفاجأت زوجته بزواجه من أخرى، ويكون السيناريو المعتاد في النهاية خلعها له بسبب الإهمال وعدم الإنفاق أو بقاءها كمعلقة!! كما عدم تحولها إلى ظاهرة لا يعني تركها دون دراسة إن وجدنا لها تأثيراً على سلامة المجتمع خاصة من الناحية الأسرية، فالمجتمع السليم هو المجتمع الوقائي الذي يرصد ويتدارك أي قضايا بدأت تزداد بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة ويحاول الوقوف على أسبابها لمعالجتها منذ البداية لا انتظارها حتى تتحول إلى ظاهرة مخيفة، خاصة تلك القضايا التي تتعلق بالأمن المجتمعي والترابط الأسري.

كما أن هناك حاجة للخروج بإحصائية دقيقة تتعلق بمسألة عدد الزيجات التي تمت خلال السنوات الخمس الماضية من قبل الأزواج في سن الخمسين وما فوقه لزوجة ثانية صغيرة بينه وبينها فرق كبير بالعمر، خاصة الزوجات الأجانب، والخروج بدراسات تحليلية تستعرض الواقع الأسري تطمئن وتؤكد إن كان الوضع سليماً وصحياً أو لا، فليس كل الزوجات بالأصل يلجأن للشكوى في حال وقوع الضرر والعنف الأسري حفاظاً على المكانة المجتمعية والحرص على خصوصية المنزل والسمعة، وغيرها من أسباب مجتمعية تعود إلى ثقافة المجتمع البحريني وعاداته وتقاليده.

ومثل هذه القضايا التي تعتبر حساسة نوعاً ما خاصة إن كان لهؤلاء الأزواج ما فوق سن الخمسين أبناء وبنات في عمر المراهقة والعشرين لا يمكن أن نكتفي بالاستناد على الإحصائيات والأرقام الموجودة فقط، فهناك العديد من القضايا الاجتماعية التي تحتاج لدراسات دقيقة ولغة التحليل لا الإحصائيات ولغة الأرقام، فإن كان متوسط نسبة عقود الطلاق للرجل والمرأة للفئة العمرية في سن الخمسين وما فوق بنسبة 5% فقط من إجمالي حالات الطلاق في البحرين، فالسؤال هنا، كم كانت النسبة قبل هذه السنين؟ هل ازدادت بشكل قفزت فيها من نسبة 1% إلى 5% خلال مدة زمنية بسيطة أو انخفضت أم أنها على ما هي عليه؟ هل أسباب الزواج من زوجة ثانية هي نفسها أو اختلفت؟ وهل وجود زيجات متكررة من نوع زوج ستيني أو خمسيني بينه فارق كبير بالعمر بينه وبين زوجته الأجنبية العشرينية أو الثلاثينية لم يخل بميزان الترابط الأسري أو أخل؟

وهل الأضرار السلبية والانعكاسات والتأثيرات أيضاً هي نفسها أو هناك أضرار بدأت تصبح أكبر ولها انعكاسات تشمل جوانب جديدة لم يكن العهد بها في الماضي نتيجة لتغير حياة المجتمع ونمط المعيشة وتحتاج لتدارك حتى لا تتحول إلى ما يشبه كرة الثلج؟ كذلك فيما يخص أن عقود طلاق الرجل للفئة العمرية خمسين فما فوق تشكل حوالي 13%، فيما تشكل نسبة المرأة المطلقة 6% للفئة العمرية ذاتها، فهل هذه النسب كانت في السنين السابقة أعلى وانخفضت بسبب الخطط والبرامج الأسرية الموجودة بالدولة، أم أن هذه النسب ارتفعت عما كانت عليه ما قبل خمس سنوات ماضية حيث كان يندر وجود خمسينية مطلقة؟ هل هناك تركيز فيما يخص البرامج الأسرية والإرشادية على هذا النوع الجديد من الطلاق «طلاق الخمسين فما فوق» وبيان أضراره وانعكاساته ومحاولة الوقوف عليه وبيان الأسباب التي تؤدي إليه والتوعية بشأنه ومعالجته حتى يبقى المجتمع مجتمعاً مترابطاً متماسكاً بالنهاية؟ لماذا نقول إن هذه القضية تحتاج للغة التحليل لا الاكتفاء بلغة الأرقام فقط والظاهر، رغم أن الأرقام قد تكون مؤشراً أيضاً، لأن طبيعة هذه القضية تتعلق بحياة أسرية وزوجية، وهناك ما يعرف بالطلاق العاطفي والهجران والإهمال، ومثل هذه الحالات لا تدون على الأوراق بشكل رسمي، كما أن طبيعة المجتمع البحريني القريب من بعضه البعض والصغير والمتداخل تدفع الزوجة الضحية لأن تتنازل وتستحمل وتلوذ بالصمت، فتصبح زوجة معلقة مهملة مقابل أن يبقى المنزل متماسكاً أقله أمام المجتمع ويبقى الأبناء في منزل يجمع الأم والأب معاً، حتى وإن كان الأب قد أخذ ينشغل بحياته الجديدة ولا يعدل بين زوجاته كما أمر الإسلام.

كما أن هناك حاجة لمعرفة إحصائيات وأرقام أكثر دقة من خلال مغرفة كم عدد حالات الزوجات في سن الخمسين وما فوق اللواتي لجأن للقضاء لطلب الخل ؟ وما أسباب طلبهن للخلع؟ فكثير من حالات الطلاق في الخمسين يكون سببها زوجاً أنانياً يعيش مرحلة المراهقة ويجد أن إمكانياته المادية، كما هو مبين في القصة التي بدأنا فيها المقال، لا تسمح بفتح منزلين ولا يملك حتى إمكانيات لتوفير منزل آخر لإقامة الزوجة الجديدة التي غالباً ما تكون أجنبية، فيلجأ إلى حيلة «تجنين» المرأة وعدم تسكينها في المنزل من خلال افتعال المشاكل والمشاجرات والتقليل من المصروف بشكل غير مباشر، بادعاء وجود ضوائق مادية، والكثير من الحيل التي يلجأ لها الزوج لأجل أن يرمي كل الأخطاء والذنب والكرة في ملعب الزوجة التي تضيق ذرعاً بتصرفاته واستفزازه وإهماله لها، خاصة الإهمال في العلاقة الزوجية والهجران، حتى تطلب هي الطلاق فتخسر النفقة وتخسر العديد من حقوقها في سبيل التخلص من زوج لا يطاق، أحد أهدافه الخفية دفعها للتنازل عن كل شيء والخروج من منزلها حتى يأتي بالزوجة الجديدة.

بل هناك حالات في حال محالفة الزوجة الحظ وتوثيق كم صرفت على المنزل وساهمت معه في البناء والتأثيث، فيحسم القضاء الأمر بتقسيم المنزل، فإن الزوجة المطلقة تجد نفسها في معاناة أن الزوجة الجديدة باتت جارتها في نفس المنزل مما يزيد من وقع المشاكل والمشاجرات، وكل ذلك بالنهاية يؤثر على نفسية الأبناء التي تتدمر مع مرور الوقت.

هذه الحيل الجديدة لا يلجأ لها الزوج لأجل أن يوفر إمكانياته المادية في سبيل الزواج بأخرى دون أعباء ومسؤوليات فتح منزلين منفصلين فحسب، إنما أيضاً وكما قالت الاستشارية بمركز بتلكو لرعاية حالات العنف الأسري إيمان الفلة في تصريحها الواقعي جداً: الزوج الخمسيني كان يختلق المشاكل حتى وقع الطلاق مع زوجته الأولى وطردها هي وأولادها من المنزل من أجل الزواج من فتاة عشرينية تعرف عليها «ركزوا هنا» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما اضطر بالزوجة إلى اللجوء للجهات الأهلية من أجل توفير المسكن ولقمة العيش، حيث انتقدت بناء حياة أسرية جديدة على حساب حياة قديمة، موضحة أن الخسران «ركزوا هنا أيضاً» عادةً ما يدخل في دوامة تأنيب الضمير، إذ يتعرض للنظرة المجتمعية المقيتة فيعيش حالة نفسية ومجتمعية متعبة، لذا فمثل هذه الحيل، التي يحاول فيها الزوج إظهار زوجته أمام محيطه الاجتماعي والأسري، بل وقد يصل الأمر حتى لإقناع أبنائه أنها «مهملة»، لا تهتم بنفسها وبجمالها -حيث يلجأ لرمي كل أعباء المنزل ومسؤولياته عليها- نكدية، عصبية، حنانة، مزعجة، كثيرة الشكاوى والصراخ، تأتي كجانب وقائي له أمام النظرة المجتمعية المقيتة وتجبناً لأن يدخل كما دخل غيره ممن خاض نفس التجربة في دوامة الحالة النفسية والمجتمعية وتأنيب الضمير واحتقار البعض له أمام تهوره وصبيانيته في مرحلة متقدمة من العمر، حيث يظهر غالباً أمام الآخرين أنه الزوج الظالم الذي يفكر بنفسه وراحته فقط وهدم منزله بيديه وضيع زوجته وأطفاله، لذا فيقوم الكثير من الأزواج مؤخراً بممارسة الاستفزازات واختلاق المشاكل، لإقناع الآخرين أنه كان مضطر لما أقدم عليه ولديه أسبابه الخاصة!

لذا ندعم ما أبدته الاستشارية بمركز بتلكو لرعاية حالات العنف الأسري إيمان الفلة، أن الأمر يحتاج المزيد من العناية والدراسة من قبل الجهات المسؤولة لمعرفة الأسباب المتعلقة التي قد يكون أحد أهم أسبابها أزمة منتصف العمر، أي المراهقة المتأخرة، فطبقاً لنظرية عالم النفس الأمريكي ماسلوا «نظرية الهرم للاحتياجات»، أن هناك عدة احتياجات يحتاجها المرء للوصول إلى قاعدة الهرم، وبعض هذه الاحتياجات تتوفر مع مرور الزمن، فالحاجات الفسيولوجية والاجتماعية وحاجات الأمان قد تتوفر مع الشخص منذ ولادته، فيما بعضها الآخر قد يكتمل توفرها في مرحلة الشباب والزواج والعمل. فيما أهم حاجة وهي الحاجة إلى التقدير والرضا عن الذات غالباً لا تظهر بشكل كامل إلا بعد أن يدخل الإنسان عمر الخمسين أو يصل إلى سن الشيخوخة، وفي حال عدم الرضا الداخلي عن حياته السابقة وعدم وجود القناعة الذاتية قد يصاب الإنسان هنا بخلل يسمى «أزمة منتصف العمر» أو بكلمات أخرى «المراهقة المتأخرة»، فهو هنا وفي هذه المرحلة العمرية الحساسة، إما أن يكون راضياً تمام الرضا عن كافة اختياراته في الحياة من دراسة ووظيفة وزوجة وأبناء وعددهم وتعليمهم والاستقلال المادي وغيرها من أمور تحقق له المكانة الاجتماعية والمنصب الذين يمنحونه الإحساس بالثقة والقوة والقناعة والرضا الداخلي وكسب احترام الآخرين، أو أنه يصاب بالإحباط الداخلي ويختل ويشعر أنه «لم يعش حياته وشبابه بالطريقة التي يريدها». خاصة في حال إن كان من النوع الذي يقارن بين حياته وحياة آخرين في محيطه، مما يدفعه إلى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فيجد نفسه يحاول أن يغير من الخيارات التي بيده تداركها أو تغييرها، لذا يبدأ بمحاولة تغيير شكله وهندامه وصبغ الشيب بشعره ولحيته، واللجوء إلى الأندية الرياضية أو الملتقيات الثقافية والاجتماعية ليجذب الأنظار، خاصة الفتيات الصغار، فيتصرف بمراهقة مضحكة ومخجلة أمام صديقات بناته أو من هم في محيطه الأسري والاجتماعي، كما يلجأ البعض إلى الزواج من زوجة شابة لتعويض ما فاته كما يقال!! الاستشارية بمركز بتلكو لرعاية حالات العنف الأسري إيمان الفلة، عندما استعرضت قصة الزوج الخمسيني ذكرت أنه فعل ذلك لأجل الزواج من فتاة عشرينية تعرف عليها «عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، وهو ما اضطر بالزوجة الأولى إلى اللجوء للجهات الأهلية من أجل توفير المسكن ولقمة العيش، فكثير من الزوجات اليوم يشكين من زوج مهمل باتت مواقع التواصل الاجتماعي هي الشريكة الأخرى مبدئياً، وهذا الزوج غير الناضج الذي يرى صور العديد من المشاهير والفتيات الصغار أمام زمن الفضاء المفتوح يبدأ بالدخول في مرحلة التحسر والطيش وأن الزوجة الأولى لم تعد تملأ عينيه.

لذا نجده في القروبات المختلطة والتي تضم عدداً كبيراً من مختلف الشرائح المجتمعية مثلاً إن أغلب الذين يحاولون التحرش والتودد للفتيات الصغيرات الموجودات معهم هم من هذه الفئات العمرية المتقدمة في العمر «شايب مغازلجي»، فالبعض منهم يود الزواج بشكل علني، فيما البعض الآخر يود الزواج مبدئياً بشكل غير معلن حتى يجهز نفسه وزوجته وأبناءه لإعلانه لاحقاً!!

كذلك كثرت ظاهرة ما نسميه بالعامية «الشايب العايب المراهق» الذي نجده غالباً في الأسواق والمجمعات يحوم حول الفتيات الصغار على أمل اصطيادهن، حيث يلجأ البعض منهم إلى عرض شراء هاتف لها أو عقد مجوهرات مقابل أخذ رقمه ومكالمته وغيرها من المظاهر المجتمعية التي لم يكن العهد بها في الماضي، مقابل زوجة تعاني من إهمال عاطفي ومادي عليها وعلى أبنائها أمام زوج طائش يحتاج للتوجيه والإرشاد والحكمة في هذه المرحلة العمرية، فهذا الزوج «القوام على منزله» قد يهوي بأفراد عائلته جميعاً في الحضيض نتيجة سوء أفعاله ومشاكله التي قد تصل إلى مراكز الشرطة حتى، لذا شددنا على أهمية دراسة مثل هذه الحالات.

كما أن لجوء الزوج في النهاية إلى الزواج من أجنبية صغيرة مقابل رفضه من العديد ممن تقدم لهم من بنات وطنه، يؤدي إلى مشاكل اجتماعية أخرى خطيرة، فأحياناً الزوجة الأجنبية الصغيرة تتزوجه طمعاً في ماله ولأجل مميزات الحصول على المسكن والجنسية حتى تؤمن مستقبلها أولاً ثم تخلعه فتستعجل الإنجاب منه، وهذا الزوج الذي على وشك الدخول لعمر الستين يكتشف لاحقاً أنه وصل إلى سن بدأت الأمراض تظهر فيه ولم يعد قادراً على تلبية احتياجات زوجته الشابة الصغيرة التي بالأصل قد تكون جاءت من بيئة تختلف في عاداتها وتقاليدها عن المجتمع البحريني، كما يجد نفسه عاجزاً عن تربية ابنه المراهق منها، مما يوجد مشاكل اجتماعية أخرى «كرة الثلج الآخذة في التضخم».

فكثير من القصص التي تنشر أيضاً في صفحات الجرائم نرى في تفاصيلها زوجة عشرينية أو ثلاثينية تخون زوجها الطاعن في السن مع آخر أو تتفق معه على سرقته أو قتله وغيرها من القصص. كما أن ابن هذه الأجنبية الصغيرة أمام أب طاعن في السن لم يقومه ولم يقم بتربيته، قد يلجأ لرفقاء السوء والانحراف وغيرها من مظاهر، وإن لم تكن في جميع المنازل إلا أنها موجودة وحقيقة تثبتها تفاصيل الجرائم المجتمعية الحاصلة، لذا فهناك حاجة للإرشاد والتوجيه وتدارك مثل هذه السلوكيات التي لا تعود بالضرر فقط على الأب الزوج، إنما أيضاً أسرته بالكامل والمجتمع الذي يضطر لتربية أبنائه بدلاً عنه بلغة القانون، ومسؤولية هذه القضية لا تقع على الجهات المسؤولة بالدولة، بل هناك حاجة للتوعية من قبل خطباء المساجد ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، خاصة المراكز الأسرية والاجتماعية.