لمكافحة هدر الموارد المائية في خضم الجفاف التاريخي الذي يضرب الولايات المتحدة، شكلت سلطات مدينة لوس أنجليس "شرطة المياه" التي توجه تحذيرات الى المخالفين.
وجاء في بيان صادر عن السلطات المعنية بإدارة المياه والكهرباء في لوس أنجليس "دي دبليو بي" أن "الهدف من تشكيل وحدة الحفاظ على المياه هو التشديد على ضرورة عدم هدر المياه والامتثال للتعليمات" الصادرة في هذا الخصوص.
ويجول عناصر شرطة المياه التي يشرف عليها إنريكي سيلفا في شوارع المدينة بسيارات زرقاء اللون لرصد حالات هدر المياه.
وقال رئيس الشرطة "نحاول الإمساك بالسكان الذين يقومون بالري خلال الأيام التي لا يسمح فيها القيام بذلك ونحاول الانتباه إلى المياه التي تسيل في الشوارع من كثرة الري مثلا".
وتؤثر موجة الجفاف الكبيرة التي تضرب غرب الولايات المتحدة على المياه الجوفية وتهدد إمدادات المياه في هذه المنطقة حيث يعيش 40 مليون شخص.
واعتمدت سلطات لوس انجليس تدابير تحفيزية، من قبيل البرنامج المعروف ب "العشب في مقابل الدولار" الذي تمنح فيه البلدية ثلاثة دولارات عن كل ثلث متر مربع يزال من العشب وتحل مكانه الحجارة أو الحصى أو نبات الصبار أو أي نوع آخر من النباتات القليلة الامتصاص للمياه.
لكن في ظل هذا الوضع الطارئ، فرضت إدارة المياه والكهرباء قيودا يحظر بموجبها مثلا ري الحدائق والمساحات العشبية كل يوم وريها في الظهيرة عندما يكون التبخر في أعلى مستوياته ولأكثر من ثماني دقائق على التوالي.
وعندما يرصد إنريكي سيلفا في جولته مساحة عشبية لا تزال رطبة أو بقع مياه على الطريق، يلتقط الصور لجمع الأدلة، ثم يقصد مكتبه لتوجيه إنذار رسمي.
وصرح رئيس شرطة المياه "نقوم حاليا برفع الوعي في أوساط الرأي العام. والكل يعلم أننا نواجه موجة جفاف. ونحن نظن أنه إذا قمنا بتذكيرهم بأنه يحظر ري المساحات العشبية أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع تحت طائلة فرض غرامات، فإنهم سيمتثلون للتوجيهات".
لكن في بلد تعد فيه المساحات العشبية في الحديقة اساسية في كل منزل، يقترح البعض تكييف الأسعار مع ندرة الموارد المائية لتخفيض استهلاك المياه فعلا.
وشرحت ستيفاني بينسيتل مديرة مركز الأبحاث البيئية في جامعة "يو سي ال ايه" أنه "من الممكن تخفيض الأسعار خلال السنوات التي تكون فيها الموارد المالية وافرة. لكن عندما تنخفض هذه الموارد كما باتت الحال، لعله من الأفضل أن تكون هذه الموارد جد غالية. فري الحديقة ليس ضروريا لرفاه البشرية".
وهي اقترحت اعتماد عدادين للمياه أولهما في داخل المنزل تكون فيه الأسعار أكثر انخفاضا للموارد المائية المستخدمة للطبخ والتنظيف وثانيهما في خارجه للموارد المستخدمة في البساتين وبرك المياه وكل ما يمكن الاستغناء عنه.
وبانتظار اتخاذ تدابير أكثر جذرية، تعول شرطة المياه على الجيران الذين باتوا يشون بنظرائهم الذين ينتهكون هذه التعليمات.
ولا تزال العقوبات المفروضة تقتصر على الإنذارات، لكن في حال لم تكن التساقطات كافية خلال الأشهر المقبلة، ستبدأ شرطة المياه بتطبيق المرحلة الثانية من برنامجها القاضية بفرض غرامات.