كتبت - مروة خميس:
أرجع مراقبون سياسيون عدم إقدام الوجوه السياسية المؤثرة إن كانت ناشطة في المجتمع أو برلمانية سابقة على الترشح في الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة إلى الخوف من خسارة شعبيتها ونكوص مكانتها.
وأشاروا، في أحاديث لـ«الوطن»، إلى أنه ليس شرطاً أن يكون المترشح للانتخابات من الشخصيات المؤثرة، وأن العمل السياسي ليس شرطاً أن يكون تحت قبة البرلمان فقط، فمن أراد أن يخدم بلده فيمكن ذلك عبر طرق أخرى غير المجالس النيابية والبلدية.
وأضافوا أن الوجوه المؤثرة من الشخصيات العامة تأنف الدخول للمشاركة في العملية الانتخابية الترشيحية لأنها تفرض عليها أعباء تصاحبها جهود وأصول سياسية تحتاج لمهارات معينة.
ولاحظت «الوطن» أن قائمة المترشحين لانتخابات 2014 حتى الآن تخلو من الوجوه المألوفة في الساحة المحلية، وأن أغلب من أعلن ترشحه عبر الصحافة وجوه جديدة ومستقلة.
وأن الفصول التشريعية الماضية شهدت وجوهاً مؤثرة ومعروفة على الساحة المحلية منهم سياسيون ومثقفون واقتصاديون، وأن البعض كرر إعادة ترشحه للمرة الثانية سواء في المجلس النيابي أو البلدي، وأن البعض على صعيد الانتخابات البلدية تولى رئاسة المجلس بعد أن كان عضواً مستغلاً في العمل البلدي أو النيابي، فيما البعض اتخذ عضوية المجلس البلدي السلم الأول لمعترك الحراك الانتخابي وأعلن ترشحه للمجلس النيابي وفاز بأغلبية الأصوات في الدائرة خاصته.
وقال عضو في المكتب السياسي في جمعية المنبر الإسلامي محمود جناحي «ليس شرطاً ترشح كل شخص من الوجوه المؤثرة، بحسبان أن ميوله سياسية، فأغلب الأشخاص المؤثرين يستطيعون خدمة بلدهم بطريقة أخرى وليس فقط بالترشيح».
وأوضح جناحي أن العمل السياسي ليس شرطاً أن يكون تحت قبة البرلمان فقط، مشيراً إلى أن بعض النواب يمارسون النقد الذاتي ولم يحققوا أي إنجاز يذكر في السابق ليجددوا ترشحهم في الانتخابات رجوعاً لتذكرهم أن هناك حسابات ختامية في نهاية الأمر.
من جانبه، قال خبير الدراسات الدولية د.محمد نعمان جلال «في الانتخابات الديمقراطية لا يوجد مفهوم أن تكون للمترشح شعبية لخوض الانتخابات»، مشيراً إلى أن هناك بعض المترشحين أو الناخبين يقررون مقاطعة العملية الانتخابية وهذا يدل على ضعف الثقة بالنفس ووجود وجهات نظر مختلفة سياسية تؤثر سلبياً.
وأضاف «أن تضيئ شمعة خير لك من أن تلعن الظلام»، ومن السهل أن يكون الشخص سلبياً في حياته بعكس أنه من الصعب أن يكون الشخص إيجابياً في العمل السياسي التواجد بالمشاركة في الانتخابات جراء لوم الناخبين له.
واتفق معه أستاذ العلوم السياسية محمد سعد، حيث أشار إلى أن الأعضاء السابقين يعيدون ترشحهم وأن بعضهم يعتذر عن الترشح مرة أخرى فذلك يعود إلى أسباب تتعلق بكونه قدم وعوداً لناخبي دائرته تفوق طاقاتهم.
وأشار محمد إلى أن الوجوه المؤثرة من الشخصيات العامة تأنف الدخول للمشاركة في العملية الانتخابية الترشيحية لأنها عملية تفرض عليها أعباء تصاحبها جهود وأصول سياسية تحتاج لمهارات معينة.
وأضاف أن كثيراً من الشخصيات لا ترغب في خوض الانتخابات لظروف صعبة لا يسمح لها أن تتعايش مع الظروف القيادية للانتخابات وخسارتهم مما يؤدي إلى تضاؤل شعبيتهم ونكوص مكانتهم.
وأوضح محمد سعد أن البعض يكون تفكيرهم نخبوياً فلا يتعاملون مع الجماهير بطريقة عادلة، إضافة إلى أن دستور البحرين قد عالج هذه الظاهرة بتعيين بعض الشخصيات الرقابية في المجالس التشريعية.