عقدت وزارة الثّقافة مساء اليوم لقاءً مفتوحًا ما بينها وبين أهالي وسكّان مدينة المحرّق في متحف البحرين الوطنيّ، وذلك لإطلاعهم على مخطّطاتها ومشاريعها للمدينة العريقة، ولتقاسم الأحلام والقضايا التي تتّخذ من مدينة المحرّق بيتًا لها . وقد جمع اللّقاء وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة وسعادة الوكيل المساعد للثّقافة الشّيخة عزّة بنت عبدالرّحمن آل خليفة وسعادة الوكيل المساعد للسّياحة الشّيخ خالد بن حمود آل خليفة ود. علاء حبشيّ مستشار التّرميم بوزارة الثّقافة ونائب محافظ محافظة المحرّق العميد سلطان بن علي السّليطي ومدير عام شرطة المحرّق العميد زهير راشد العبسيّ والإعلاميّة سوسن الشّاعر وعدد من أصحاب المجالس وعدد من العوائل المعروفة بالمحرّق إلى جانب مجموعة من أهالي المدينة .وقد افتتحت وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة هذا اللّقاء مشيرةً إلى أنّ الحلم الذي تخطّط له الثّقافة من أجل المحرّق تتمنّى أن يكون مشتركًا مع جميع الأهالي والبحرينيّين، وبيّنت أنّ المشاريع لا تتحقّق إلّا بشراكةٍ فعليّة، وأنّ ما تصنعه الثّقافة من برامج يجب أن تكون معروفةً لدى الجميع لأنّهم أساس نجاحها وهي تنتمي إليهم وقالت: (كلّ شبرٍ في البحرين له أهميّته بالنّسبة لنا، والمحرّق تعنينا جميعًا دون استثناء كون معالمها مسجّلة على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ، والتي تتطلّب منّا جميعًا العمل وفق اشتراطاتٍ ومعايير كي تحافظ على ما أنجزته)، وأردفت: (يدٌ وحيدةٌ لن تصنع شيئًا، لا يمكن إنجاز عملٍ ما ما لم نعمل مع بعضنا البعض. نمتلك في الثّقافة خطّة شموليّة لإدارة مدينة المحرّق، لكنّنا نعوّل على أهالي المدينة لتحقيق الحلم وحفظ هذا التّراث الإنسانيّ العميق) .وأشارت معاليها إلى مشروع طريق اللّؤلؤ والذي يتضمّن 19 مساحةً مفتوحةً تعيد للمدينة حيويّتها ونسجها الاجتماعيّ الحميميّ، قائلةً: (هذه المحطّات جسرُ تواصلٍ لكلّ الطّريق، نصنع فيها تفاصيلنا الصّغيرة لجذب النّاس إليها، بدءًا من العنصر البيئيّ المائيّ والخضرة، مرورًا بتجهيز بيئات اجتماعيّة ومقاعد تستقبل الزوّار، بالإضافة إلى أرضيّات مبرّدة وغيرها). وأفصحت: (نريد أن نرتقي بالأحياء، ونرسّخ ما نحلم به: المحرّق وجهة لكلّ النّاس)، مشيرةً إلى أنّ العمل على تحقيق المنجزات الخاصّة بمدينة المحرّق من شأنه إعادة الأهالي للمنطقة، وإحياء المكان سياحيًّا، بالإضافة إلى تشكيل مردودٍ اقتصاديّ واجتماعيّ وسياحيّ. وأكّدت في حديثها إلى أنّ كلّ من يسهم في مشاريع مدينة المحرّق سيشارك في الاحتفاظ بمكانة المدينة القديمة وتوثيق أسماء ناسها وصنيعهم الإنسانيّ، وأوضحت: (هذا الحلم كبيرٌ جدًّا ونحتاج فيه لكلّ الجهود، وبالفعل فقد آمنت بنا العديد من الجهات التي دعمت مشاريع الثّقافة في مدينة المحرّق، وكانت البداية عبر مركز معلومات قلعة بو ماهر الذي تحقّق بدعمٍ من شركة البحرين للملاحة والتّجارة الدّوليّة وشركة تسهيلات البحرين الذين نمتنّ لهم ونعتزّ بدعمهم لمشاريع الثّقافة). واختتمت بالقول: (لأجلِ هذه المدينة ولكلّ الأحلام التي تبني وطننا سنلتقي. بيوتنا، مكاتبنا وقلوبنا قبل كلّ ذلك مفتوحة دائمًا لنصغي ونحلم ونفعل) .وأتبع ذلك شرحًا شاملاً قدّمه د. علاء حبشي مستشار التّرميم بوزارة الثّقافة استعرض فيه الخطّة الشّموليّة لإدارة مدينة المحرّق، وقال في بداية حديثه: (كلّ المشاريع التي نخطّط لها لن تتحقّق إلّا بالتّعاون الجماعيّ مع الجهات الحكوميّة والخاصّة وحتّى الأفراد، فنحن نحاول تفعيل منظومة شاملة للمدينة القديمة)، وأكّد: (في حديثنا عن مدينة المحرّق، فإنّنا نتحدّث عن مجتمع وتراث وتاريخ، لا يمكننا في الثّقافة أن ننزوي بالعمران التّاريخيّ والتّراث، وليس النّسيج المدنيّ هو وحده ما نشتغل عليه، فالمجتمع هو القيمة الإنسانيّة الأهمّ، وهو رهاننا).وقد استعرض د. علاء في تقديمه المشاريع والمرئيّات التي وضعتها وزارة الثّقافة لإنجاز مخطّطاتها الحفاظيّة في مدينة المحرّق، وذلك عبر محاور عديدة، هي: مسار اللّؤلؤ، شرايين الحركة ومواقف السّيّارات، إدارة العمران وبرنامج إحياء وتنمية الأنشطة .وأشار في المحور الأوّل المتعلّق بمسار اللّؤلؤ إلى أنّ هذا المشروع يتضمّن ترميم وإعادة تأهيل 17 مبنى أثريًا بحكايات وتفاصيل تاريخيّة وتراثيّة وإنسانيّة مختلفة، مبيّنًا أنّ ما تمّ إنجازه من المشروع حتّى الآن يشمل المرحلة الأولى من ترميم سوق القيصريّة – فيما لا تزال المرحلة الثّانية في إطار التّنفيذ –، وترميم بعض العمارات التّاريخيّة منها كانت عمارة علي راشد فخرو الذي تمّ استكمال المرحلة الأولى منه.وقد أشار مستشار التّرميم إلى أنّ الثّقافة تسعى لتفعيل مختلف الأدوات الحفاظيّة والأساليب التّرميميّة، قائلاً: (الهدم هو الحلّ الأخير الذي قد نلجأ إليه). كما أوضح أنّ المشروع يتضمّن بيت الغوص الذي دُشّن في أبريل الماضي، بالإضافة إلى ترميم مجلس سيادي في الفترة الحاليّة، وبيت العلويّ الذي سيستكمل ترميمه خلال الشّهرين المقبلين، مبيّنًا أنّ البيت الأخير سيكون مكتبةً متخصّصة في الدّراسات القائمة حول اللّؤلؤ والمهن المتّصلة به. وأشار د. علاء أيضًا إلى المنجَز من مشروع مسار اللّؤلؤ: مركز معلومات قلعة بو ماهر الذي افتُتِح نوفمبر العام الماضي، إلى جانب ترميم أنقاض القلعة، إذ تمّ إظهار البرج الجنوبيّ الشّرقيّ من آثارها .واستتباعًا لمسار اللّؤلؤ، شرح د. علاء حبشي مشروع المساحات والفراغات العامّة التي تنتشر بين مباني المدينة على طول الطّريق، مؤكّدًا أهميّتها في الرّبط ما بين مختلف الأحياء والمباني. وأوضح: (نحاول استعادة القيمة الإنسانيّة الاجتماعيّة للمكان، وهذا العمل لا يقتصر فقط على مسار اللّؤلؤ، بل يشمل المدينة كلّها، وما هذا المسار سوى جزء من النّسيج). وبيّن أنّ وزارة الثّقافة قد استطاعت إتمام 2 من أصل 19 فراغًا مكانيًّا، وأنّ كلّ واحدٍ منها ينفرد بخصوصيّته وقد تمّ تزويدها بخدماتٍ متعدّدة وروعي في تصميمها احتياجات المنطقة، إذ أُجرِيَت العديد من الدّراسات المجتمعيّة في محيط تلك المساحات العامّة. وأكّد أنّ من المساحات المنتَظَرة ما يفرد مكانًا لملاعب، ساحات تفاعليّة مع الزوّار، مسارح مصغّرة لإقامة الأنشطة والفعاليّات وغيرها .وأوضح د. حبشي أنّ الارتقاء بواجهات المباني هو أيضًا جزءٌ من خطّة العمل في مسار اللّؤلؤ، وقال: (الواجهات جزءٌ لا يتجزّأ من نسيج المدينة، ونسعى في الثّقافة للارتقاء بالواجهات لتنسجم مع الحلم)، وأشار إلى أنّ العمل على ذلك يتضمّن إضافة بعض العناصر، استعادة بعضها الآخر، استبدال الألوان لتنسجم مع المكان وتاريخه، إزالة بعض الإضافات الخارجة عن الواجهات مثل أنابيب الصّرف وأجزاء التّكييف .أمّا في المحور الثّاني، فقد تناول مستشار التّرميم بوزارة الثّقافة موضوع شرايين الحركة ومواقف السّيّارات، مشيرًا إلى أنّ هذه المعضلة لا تنحصر في مدينة المحرّق، بل تعاني منها العديد من دول العالم، وأنّ المدن القديمة يجب أن تحافظ على شوارعها ومساراتها تدعيمًا لحركة المشاة فيها. وأشار إلى أنّ خطّة وزارة الثّقافة للعمل على المواقف تتضمّن عدّة مستويات، تبدأ في الأولى منها بإنشاء 4 مواقف في المحيط الغربيّ للمدينة، وستكون مواقف سيّارات منسجمة مع طبيعة المدينة حيث تمّ انتقاء تصاميم ملائمة. وأوضح أنّ المستوى الثّاني لحلّ هذه المشكلة يتضمّن مواقف صغيرة في أماكن محدودة تنسجم وتتوافق مع شرايين الحركة للمخطّط الحفاظيّ، مبيّنًا أنّ الثّقافة قد أجرت العديد من الدّراسات في حرصٍ على ألّا تتعدّى السّيّارات على حركة المشاة .بعدها، انتقل د. علاء حبشي إلى ثالث محاور اللّقاء حول إدارة العمران، والذي يشمل: تراخيص البناء، مخطّط الحفاظ والبيوت الآيلة للسّقوط. وفيما يتعلّق بالبند الأوّل أوضح د. حبشي أنّ وزارة الثّقافة تتابع التّراخيص كونها معنيّة بالحفاظ على المدينة الأمر الذي يستلزم إدارة العمران ككلّ، وأشار إلى أنّ الثّقافة يوميًّا تسمح بإصدار ما يزيد عن 30 ترخيصًا، وقال: (نخشى من الإضافات والهدم ممّا يسيء إلى تاريخ المدينة ومعالمها، لذا فنحن نتّبع رؤية واضحة، وتمرّ التّراخيص عبر الوزارة من أجل القيام بتقييم دقيق لقيمة المبنى والعمران المحيط به، العناصر الزّخرفيّة والمسار المطلّ عليه وغيرها). وتابع: (لا نريد خسارة عمرانٍ ما، وما لا يصلح إنشائيًّا يمكن إصلاحه وتجميله، وفي تراخيصنا دائمًا ما نبعث بالتّوصيات التي توجّه للحفاظ على قيمة المكان وعلاقته بالنّسج المدنيّ)، مبيّنًا أنّ الثّقافة تسمح بإجراء تعديلاتٍ داخليّة لا تلغي القيمة الأثريّة، وصرّح: (خلال العمل على المدينة اكتشفنا العديد من المناطق التي تحمل قيمة أركيولوجيّة، وبعض الآثار التي وجدناها تعود إلى العصر الأمويّ). أمّا عن مخطّط الحفاظ فقد أوضح أنّ الثّقافة كوّنت فريق عملٍ اشتغل في الفترة الماضية على عمل مخطّطٍ لجميع العقارات من أجل استيعاب جميع مكوّنات المدينة.وفيما يتعلّق بالبيوت الآيلة للسّقوط، قال: (لا نريد صفة الآيلة للسّقوط، فهذه بيوت تاريخيّة بحكايات إنسانيّة ويؤسفنا عدم الالتفات إليها لذا نحاول إنقاذها)، وأردف: (هذه المدينة التي تتكوّن من 6 آلاف عقار، أصبحت اليوم تحتفظ بخمس نسيجها التّاريخيّ فقط، ونحن أمامنا الآن مهمّتان، الأولى أن نحافظ على هذا التّاريخ والثّانية أن نجعل المكوّنات العمرانيّة الجديدة منسجمة وملائمة لطبيعة المدينة)، مشيرًا إلى أنّ الثّقافة تطمح لإلغاء صفة (الآيلة للسّقوط) عن تلك البيوت، وأنّها قد شكّلت فريق عملٍ قام بزيارة تلك البيوت واحدًا واحدًا لمعاينتها وعمل التّدعيمات اللّازمة للهياكل والزّخارف ومختلف المرافق، مضيفًا: (هذه التّدعيمات مجرّد خطوة أولى لإنهاء صفة الآيلة للسّقوط عنها) .وفي ختام العرض التّقديميّ، ركّز د. علاء حبشي مستشار التّرميم بوزارة الثّقافة على برنامج إحياء وتنمية الأنشطة، مشيرًا إلى رغبة وزارة الثّقافة في استعادة حيويّة المكان وهويّته الاجتماعيّة. وقد اتّبعت لأجل ذلك الثّقافة مجموعة من الخطوات، من بينها: تأهيل البيوت التّاريخيّة، وقد بيّن حبشي كيفيّة التّعامل مع نماذج منها كما في بيت الزّيّاني الذي حوفظ على جميع عناصره مع إدخال لمسات حداثيّة ستعود بعدها العائلة للعيش في المنزل، بالإضافة إلى بيت الجلاهمة وترميم سور بيت سلامة الملاصق له باعتباره عنصرًا تاريخيًّا، وبيت يوسف الملاصق لمجلس النّوخذة الذي تمّت المحافظة عليه باعتباره بيتًا انتقاليًّا وخوفًا من استبداله بمبنى حداثيّ يسيء إلى نسج المكان. من جهةٍ أخرى أكّد مستشار التّرميم أنّ خطّة برنامج إحياء وتنمية الأنشطة تشمل ترميم وتأهيل المعالم الأثريّة، مردفًا: (هذه المنطقة ليست للسّكن فقط، بل بها روحٌ أيضًا، وإعادة تأهيل المعالم الأثريّة مدخلٌ لاستعادة رونق الثّلاثينيّات، حيث تتطلّع تلك المشاريع إلى تشكيل معالم ثقافيّة وتعليميّة ومتحفيّة واقتصاديّة وغيرها). واستعرض بعض تلك المنجزات والتّطلّعات من بينها بيت الشّيخ عيسى بن علي آل خليفة، فندق بيت مراد (الذي ستقوم عائلة مراد بتشغيله وإدارته)، المكتبة الخليفيّة، ترميم وإعادة تأهيل دار جناع المحرّق (مركز للتّدريب والبحوث الموسيقيّة) ومتحف لتاريخ التّعليم بمدرسة الهداية الخليفيّة. واختتم د. علاء عرضه بمجموعة نماذج لمدنٍ قديمة استعادت تفاصيلها التّاريخيّة وحافظت على هويّتها وروّجت لها عالميًّا.إثر ذلك، قدّمت الإعلاميّة سوسن الشّاعر مداخلتها، ووجّهت حديثها للجمهور قائلةً: (في الحقيقة يسعدني حضوركم واهتمامكم بهذا المشروع الضّخم. مثل هذا المشروع يحتاج إلى تضافر وتعاون الجميع، نحتاج إلى شراكة مجتمعيّة)، وأردفت: (جميعنا نتحدّث عن المحرّق وخصوصيّتها، هذه المدينة الجميلة تمثّل حلمنا المشترك ونشعر بفرادة تفاصيلها ومعالمها ومحبّتها أيضًا في قلوبنا، لكنّ الوقت الآن حان للفعل وليس للكلام فقط)، وأشارت إلى مخطّطات وزارة الثّقافة لمدينة المحرّق باعتبارها فرصةً لتفعيل المحبّة والاشتغال الحفاظيّ على هويّة هذه المدينة العريقة، قائلةً: (نعبّر عن انتمائنا واعتزازنا بالمدينة عبر مشاعرنا الصّادقة، غير أنّ هذا المشروع تحديدًا يمثّل فرصة لنا فردًا فردًا للعمل من أجل الوطن والهويّة والتّراث والتّاريخ والجمال، وهو مشروع ليس لأهالي المحرّق فحسب، بل للجميع، ولكنّ أهل المحرّق أولى أن يبدأوا فعليًّا هذا العمل).وأوضحت الإعلاميّة سوسن الشّاعر أنّ وزارة الثّقافة لم تبدأ بحلمها منذ الآن، بل كانت فعليًّا تشتغل على ذلك منذ سنواتٍ سبعٍ، واستطاعت ترجمة الحلم على ورقٍ من خلال مخطّطات ومراسلاتٍ وتصاميم وهي اليوم تشرع بتنفيذها على أرض الواقع، مبيّنةً أنّ المشروع قد خضع لدراساتٍ متعمّقة، وساهمت فيه جهات مختصّة ومنظّمات دوليّة وجهودٍ حكوميّة وخاصّة وأهليّة .وقالت: (في الدّول الأوروبيّة نرى كلّ دولة تحتفظ بمدينتها القديمة، فهي تعبّر عن أصالتها، ذاكرتها، تاريخها وحضاراتها، وهذا المشروع مثل إعادة اكتشاف بئرٍ للنّفط نحتاج جميعًا أن نعمل عليه). وأردفت: (المحرّق حلمٌ خامّ، مادّة خامّ بين أيدينا ثمّة دولٍ تصنع ما نملكه نحن تاريخيًّا، فيما نحن نملك الحقيقة والمادّة الخامّ ويجب أن نعرف كيف نفعّلها ونستخدمها).وأفصحت خلال الجلسة أنّ مشروع مسار اللّؤلؤ قد حصد دعمًا استثنائيًّا من البنك الإسلاميّ للتّنمية عبر التّمويل الميّسر والذي سيبدأ تطبيقه الشّهر القادم. وأردفت الشّاعر: (لدينا ميزانيّة ومشروع مكان، لكّنها الآن مسؤوليّتنا للعمل. يجب أن يكون للمشروع أصدقاءً يعملون عليه ويساندونه، فكلّ بيتٍ في المحرّق هو جزءٌ من مشروع أكبر). وأوضحت في حديثها إلى أنّ العمل على هذا المشروع سيشكّل مصدرَ دخلٍ للمدينة وسيساهم في إرساء تنويع اقتصاديّ تطمح إليه مملكة البحرين. وأشارت إلى أنّ الميزانيّة المرصودة للمشروع تمثّل قاعدةُ فحسب، وقد حان الآن الوقت لتذليل العقبات والصّعوبات.وشدّدت الإعلاميّة سوسن الشّاعر على ضرورة إيصال صورة المشروع والمخطّطات إلى الجميع، إذ سيكون لذلك دورٌ في تشجيع الجميع على المساهمة والمساندة، وسيلتزم بذلك كلّ بيت وكلّ عائلة وكلّ فرد بخطّة هذا الحلم. واقترحت خلال اللّقاء تشكيل لجنة من أهالي المنطقة لدعمِ المشروع ومتابعة التّفاصيل وتشكيل حلقة وصلٍ ما بين مختلف الوزارات القائمة على المشروع والأهالي، الأمر الذي سيذلّل العقبات وسيشجّع أهالي مدينة المحرّق على العمل في سياق الرّؤية الثّقافيّة للمدينة. وقالت: (أنتم مالكو المدينة وأنتم أهلها، وبدون تضافرنا جميعًا لن نحقّق شيئًا)، داعيةً الحضور لنشر الحلم والتّرويج له، ليصبح العمل جماعيًّا، وليساهم كلّ فردٍ بشبكة علاقاته ومعارفه من أجل إنجاز المشروع الحلم. واختتمت بالقول أنّ هذا الحلم ليس مسؤوليّة وزارة الثّقافة فحسب، بل تتقاسمه مختلف الوزارات والجهات والمؤسّسات وحتّى الأفراد، والأمر يشمل سياسة عامّة لا تنحصر في الثّقافة فحسب، مشيرةً إلى أنّ الخطوة الأولى التي يملكونها الآن متّصلة بالثّقافة، وآملةً تعاون الجميع معها .من جهة أخرى، أعربت الشّخصيّات المشاركة وأهالي المنطقة عن سعادتهم بهذا المشروع، مؤكّدين رغبتهم في تحقيقه واستعدادهم للمساندة، وقد شكّلت الجلسة المفتوحة فرصةً للإصغاء إلى الاقتراحات والإجابة عن الاستفسارات، إذ أيّدت معالي وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة والحضور من أهالي المحرّق فرصة تشكيل لجنةٍ من الأهالي للمتابعة والمشاركة في المشروع. وقد اقترح الحضور انتهاج سياسة التّسويق للمشروع، مؤكّدين استعدادهم لفتح المجالس الاجتماعيّة من أجل إيصال الحلم للآخرين، ومشجّعين على تشكيل هجرة عكسيّة – حسب وصفهم – يدعون فيها أهالي المدينة للعودة إلى بيوتهم وتعميرها بما يليق للسّكن .وقد اختُتِم هذا اللّقاء بزيارةٍ قام بها أهالي المحرّق للوقوف على أوّل مبنى في مشروع مسار اللّؤلؤ، وهو مركز معلومات قلعة بو ماهر والبقايا التي تمّ ترميمها، وذلك في رحلةٍ بحريّة انطلقت من متحف البحرين الوطنيّ وصولاً إلى مركز المعلومات، الذي قدّم خارطة مفتاحيّة ونبذةً عن كلّ مشروع يقع على مسار اللّؤلؤ، في خطوةٍ لتعريف الأهالي بالمشروع والاطّلاع على تفاصيله .
970x90
{{ article.article_title }}
970x90