أعرب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى عن تقديره البالغ وشكره الجزيل لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة على مباركته السامية حفظه الله وتفضله بإطلاق اسم ( الملك حمد ) على الجسر الجديد الذي سيربط مملكة البحرين والشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية.

وأكد الملك المفدى ان اقامة هذا الجسر يشكل علامة بارزة في تاريخ العلاقات الاخوية الوثيقة والمتميزة التي تجمع المملكتين وشعبيهما الشقيقين والضاربة في جذور واعماق التاريخ ، كما يجسد ايمان خادم الحرمين الشريفين وسعيه الخير الى توثيق عرى الاخوة والمحبة ووشائج القربى بين الشعبين الشقيقين.

جاء ذلك خلال تفضل صاحب الجلالة الملك المفدى وبحضور صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء الموقر وصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد نائب القائد الاعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وكبار المسؤولين بالمملكة وسعادة سفير المملكة العربية السعودية لدى المملكة بالاطلاع على الايجاز الذي قدمه السيد كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات عن جسر الملك حمد الذي سيتم انشاؤه بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة وذلك في قصر الصخير هذا اليوم.

ونوه جلالة الملك المفدى الى ان اقامة هذا الجسر سيسهم في تنشيط الحركة التجارية والاستثمارية وتنامي عجلة التنمية الاقتصادية بين البلدين الشقيقين وبما يسهم في تحقيق الخير والمنفعة المشتركة لدول وابناء مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، متطلعا حفظه الله بان يتم انجاز هذا المشروع الحضاري الكبير بالشكل الذي يعكس مدى التقدم والتطور السريع والنهضة الحديثة التي تشهدها المملكتان في كافة القطاعات والميادين ، مشيرا جلالته الى ان جسر الملك حمد يشكل انطلاقة جديدة لربط دول مجلس التعاون بشبكة مواصلات حديثة ومتطورة تواكب ما تشهده دول مجلس التعاون من نهضة تنموية في المجالات كافة وتسهم في تعزيز العلاقات الاخوية بين الاشقاء في دول المجلس في ظل ما يربط منظومتنا الخليجية من وحدة الهدف والمصير المشترك .

واكد جلالة العاهل المفدى ان العلاقات البحرينية السعودية قائمة على الايمان بوحدة الهدف والمصير وتستند على التآخي والترابط ، حيث بنيت اساساتها بأرض صلبة على يد الآباء والاجداد حتى اصبحت اليوم نموذجا راقيا يحتذى به في العلاقات بين الدول والشعوب.

وأبدى صاحب الجلالة توجيهاته السامية وارشاداته القيمة وملاحظاته الهامة حول هذا المشروع الحيوي الكبير ، معبرا حفظه الله عن شكره وتقديره لوزير المواصلات ولجميع القائمين على هذا الجسر، متمنيا لهم كل التوفيق والسداد.

هذا وقدم سعادة وزير المواصلات ايجازا الى جلالة الملك المفدى حول مشروع جسر الملك حمد حيث قال الوزير في إطار العلاقات الأخوية الوطيدة بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وما تشهده من تطور مستمر على كل الأصعدة، تحقيقا لآمال وتطلعات شعبي البلدين، وتعزيزًا لمتانة العلاقات البحرينية السعودية والحرص المتبادل على تقويتها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين .
وقال الوزير أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى حفظه الله ورعاه أعرب عن بالغ شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، على مباركة جلالته لمشروع جسر الملك حمد، وتفضل جلالته بإصدار التوجيهات السامية للمضي قدمًا في تنفيذ المشروع، الذي يحمل اسم جلالته. تأكيدًا على ما تقدمه المملكة العربية السعودية من دعم ومساندة لشقيقتها مملكة البحرين، مثمنا بكل التقدير والاعتزاز المواقف المشرفة للشقيقة السعودية، وبالدور الريادي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في دعم ومساندة مسيرة التعاون الخليجي.
ويعتبر مشروع إنشاء جسر الملك حمد الذي سيربط بين مملكة البحرين و المملكة العربية السعودية جزءًا لا يتجزأ من مشروع سكة حديد دول مجلس التعاون، والذي جاء بمباركة سامية من لدن أصحاب الجلالة و السمو قادة دول المجلس في الدورة (30) في العام 2009. وعليه فقد تم تشكيل لجنة من الجهات المختصة بدول المجلس لاستكمال الدراسات التفصيلية للمشروع والتنسيق بين الدول الأعضاء تحت مظلة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فيما يخص إنشاء سكة حديد دول مجلس التعاون والتأكد من تواؤمها وتكاملها مع شبكات السكك لحديدية الوطنية بدول المجلس.
وتقدر التكلفة الإجمالية التقديرية لإنشاء البنية التحتية لمشروع سكة حديد دول المجلس بحوالي 15.4 مليار دولار شاملا الربط ما بين مملكة البحرين و المملكة العربية السعودية من خلال جسر الملك حمد المقترح إنشاؤه بين البلدين.
وفيما يتعلق بجسر الملك حمد فإنه سيشمل مسارات خاصة للطرق وأخرى للسكك الحديدية بمسافة تقدر بـ20 كم، حيث من المقرر أن يربط بين محطة القطارات في المملكة العربية السعودية و محطة القطارات المزمع إنشاؤها على جزيرة سيتم دفنها في الجانب الشمالي الغربي للمدينة الشمالية في مملكة البحرين. كما سيؤمن هذا الربط حرية تنقل المسافرين والبضائع إلى دولة الكويت شمالا و إلى أبو ظبي و مسقط جنوبا. وتبلغ التكلفة التقديرية للبنية التحتية لجسر الملك حمد من 3,8 الى 4 مليارات دولار غير شاملة لتكاليف للمقطورات وأعمال البنية التحتية داخل أراضي البلدين.
ومن المتوقع أن يساهم المشروع في زيادة حجم التنقلات فيما بين المملكتين، وأعداد المسافرين، بالإضافة الى زيادة حجم التبادل الاقتصادي للسلع والخدمات مما سينعكس على حركة النمو المضطردة فيمل بينها.
وفي هذا الإطار تم الانتهاء من تحديد إحداثيات نقاط الربط في كل من الجانبين البحريني والسعودي، و بصدد الحصول على الموافقة النهائية على مسار الجسر. ومن المؤمل العمل على تحديد نظام التمويل للمشروع، ووضع البرنامج الزمني للتنفيذ، بداية العام القادم .