* هشام عشماوي.. ضابط صاعقة سابق وأخطر المطلوبين لمصر

* المتحدث باسم الجيش الليبي يكشف المخطط الأسود لعشماوي

القاهرة – عصام بدوي، (سكاي نيوز عربية)



جاء إلقاء القبض على هشام عشماوي، وهو إرهابي مصري بارز وضابط سابق بالجيش المصري، الأربعاء الماضي، ليكشف عن نجاح الأجهزة الأمنية المصرية في ملف الإيقاع بشبكة من الإرهابيين مشتبه في ضلوعهم في هجمات كبيرة ودامية استهدفت عناصر مدنية وعسكرية داخل البلاد.

ووصف محللون القبض على عشماوي حيا، وهو الذي لعب دوراً مركزياً في تصدير العناصر من مصر للقتال مع جبهة تحرير الشام، - "جبهة النصرة" سابقا - الإرهابية في سوريا، بالإنجاز الكبير للأمن المصري بالنظر إلى "الأهمية البالغة" للضابط المتمرس السابق.

ونفذ عشماوي عشرات العمليات الإرهابية، ونجح في استدراج أفراد الأمن، وعمل على تشكيل خلايا نائمة.

ويمثل إلقاء القبض على عشماوي ضربة للمتشددين الذين يشنون هجمات في مصر عبر حدودها الشرقية والغربية.

وبحسب خبراء أمنيين، قاموا بتحديد قائمة تشمل خمسة أشخاص يعدون من أخطر عناصر الشبكة الإرهابية التي تطاردها مصر، والذين قادوا عمليات إرهابية خلال السنوات القليلة الماضية ضد قوات الأمن المصري، خاصة بعد هروب خلية من ضباط الشرطة المفصولين وانضمامها إلى صفوف المتشددين.

والإرهابيون الخمسة هم، حنفي جمال، وعمرو سعد عباس، ومهاب السيد، وأبو صالح زارع، ومحمد أحمد نصر.

ويأتي حنفي جمال، ضابط اغتيال السيسي على رأس تلك القائمة، وهو ضابط عمليات خاصة سابق، قبل فصله من وزارة الداخلية، خطط لاغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحسب خبراء أمنيين.

وكان آخر ظهور لحنفي جمال ذي اللحية الطويلة، في إصدار لمبايعي داعش في مارس الماضي، بعدما اختفى برفقة زملاء له، قبل حادث الهجوم على سيارة تقل رجال الشرطة في حلوان، في مايو 2016.

وتبنى تنظيم "داعش مصر"، بزعامة الإرهابي الهارب عمرو سعد، الهجوم حينها.

وعاد اسم الضابط المفصول للظهور، بعدما أعلن النائب العام تورطه، إلى جانب عدد من الضباط المفصولين الآخرين، في محاولة اغتيال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وكانت وزارة الداخلية، قررت فصل جمال وزملاء له، على خلفية ظهور أفكارهم المتشددة، ورفضهم تنفيذ بعض الأوامر.

ووفقا لبيان النائب العام، في نوفمبر 2016، فإن أحد الضباط المتهمين في محاولة اغتيال السيسي، اعترف خلال التحقيقات بتقديمه معلومات لقيادات تنظيم الإخوان الإرهابي بموعد فض اعتصام رابعة، نظرا لمشاركته في العملية، كما اعترف بتقديم معلومات عن خط سير السيسي لاستهدافه بسيارة مفخخة في الطريق العام.

ويأتى ضمن أخطر الإرهابيين الذين تطاردهم مصر، القيادي الإرهابي عمرو سعد والذي يقود تنظيم "جنود الخلافة"، المسمى كذلك بـ"مجموعة عمرو سعد"، أحد الفروع الداخلية التابعة لداعش التي تنشط في محافظات وادي ودلتا النيل.

ويقول خبراء أمنيون، إن سعد ينصب نفسه زعيما لـ"ولاية الصعيد"، وهو المتهم الرئيس في تنفيذ عدد من الهجمات ضد الكنائس المصرية في العامين الماضين.

وأضافوا، انه عقب تفجير كنيسة "البطرسية" في ديسمبر 2016، والكشف عن هوية الانتحاري، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على العديد من الأشخاص، أحدهم يدعى عمر سعد وأودعته سجن العقرب.

وبناء على اعترافات المتهمين، ظهر أن شقيق عمر سعد، ويدعى عمرو، هو العقل المدبر لعملية تفجير البطرسية.

وبحسب وزارة الداخلية المصرية، فإن البؤر الإرهابية المسؤولة عن تفجير الكنائس واستهداف أوتوبيس أقباط المنيا في مايو 2017، يتولى مسؤوليتها عمرو سعد عباس إبراهيم.

ويأتى مهاب السيد، والذي يطلق عليه حركيا اسم "الدكتور"، ضمن قائمة أخطر الإرهابيين أيضا، وهو قائد خلية تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، وأحد زعماء الخلايا العنقودية المتهمة بتفجير كنيستي المرقسية بالإسكندرية، وماري جرجس بطنطا.

وبحسب وزارة الداخلية، ولد مهاب عام 1986 بالقاهرة، وهو "طبيب"، اعتنق أفكار التكفيري الإخواني المعدم سيد قطب، وارتبط في مرحلة لاحقه ببعض معتنقي مفاهيم ما يسمى بتنظيم أنصار بيت المقدس.

وكشفت التقارير الأمنية، أن "الداعشي" مهاب السيد، وهو طبيب بيطري، يعطي أوامره لقائد خلية "استهداف الكنائس" عمرو سعد، مشيرة إلى أنه سافر إلى قطر خلال عام 2015، وهناك ارتبط ببعض قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الهاربة، الذين تمكنوا من احتوائه وإقناعه بالعمل بمخططاتهم الإرهابية، وإعادة دفعه للبلاد لتنفيذ عمليات إرهابية بدعم مالي ولوجيستي كامل من الجماعة.

وأعلنت الداخلية في بيان لها، في أبريل 2017، مكافأة مادية لمن يدلي بمعلومات قد تساعد في القبض عليه.

وبحسب خبراء أمنيين، يعتبر أبو صالح زارع، هو أمير تنظيم داعش في سيناء، ويكنى بـ"أبو صالح الصعيدي".

وكان أبو صالح يعمل مع تنظيم أنصار بيت المقدس، وهو جماعة متشددة تنشط في شمال سيناء، لكنها أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش، وغيرت اسمها إلى ولاية سيناء.

وعمل أبو صالح نائبا لأبو أسامة المصري، الذي تزعم تنظيم أنصار بيت المقدس، وأعلن في مقطع مصور مبايعته لزعيم تنظيم أبو بكر البغدادي في نوفمبر 2014.

وكان هذا الإعلان سببا في خلاف أيديولوجي بين المقبوض عليه مؤخرا هشام عشماوي وأنصار بيت المقدس، انتهى بانفصاله عنها، وتشكيله تنظيم "المرابطين" لينشط في الحدود الغربية من مصر.

وجاء ذكر قائد تنظيم كتائب الفرقان محمد أحمد نصر في قرار إحالة أعضاء تنظيم "بيت المقدس" إلى الإعدام في ديسمبر الماضي، إلى جانب الضابطين السابقين وليد بدر وعماد عبد الحميد، اللذين قتلا عند تنفيذ عمليات إرهابية.

وأعلن نصر بعد ثورة 30 يونيو 2013 مسؤوليته عن "كتيبة الفرقان"، التي أطلقت قذائف "آر بي جي" على السفن المارة في قناة السويس.

واندمج نصر مع تنظيم أنصار بيت المقدس، وقيل إنه مهندس "تنسيق الوحدة" بين التنظيم وداعش حتى إعلان بيعة بيت المقدس لداعش.

في شأن متصل، كشف المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، العقيد أحمد المسماري، مخططات الإرهابي المصري الخطير هشام عشماوي، التي كانت تستهدف مصر والمنطقة العربية، مشيرا إلى تنقلاته خلال دول عربية عدة في الأعوام الأخيرة.

وأوضح المسماري في مؤتمر صحافي، عقده في مدينة بنغازي شرق ليبيا "هذا المجرم الإرهابي الخطير دخل إلى ليبيا في عام 2011، وبعد ذلك ذهب إلى سوريا، وقام بتدريب عناصر "هناك"، لكونه يتملك دورات متقدمة جدا في العمليات الخاصة".

وتابع "وعاد "عشماوي" إلى سيناء، وتزعم الجناح العسكري في أنصار بيت مقدس، وبعد مبايعة هذا التنظيم لداعش خرج من سيناء إلى القاهرة، ومن هناك وصل إلى ليبيا في عام 2013".

وقال إن أول أعماله كانت في ليبيا مع شريكه رفاعي سرور "قتل في غارات للجيش الليبي"، هو السعي لتأسيس ما يسمى "الجيش المصري الحر"، مشيرا إلى أنه فيما لو تشكل هذا الجيش في خلف القوات المصرية من الناحية الغربية، سيكون مقلقا جدا وسيكون له تأثير على العمليات بين سيناء وغربي مصر".

وأشار إلى أن الجيش الوطني الليبي استطاع تحطيم "هذا المشروع الكبير جدا، الذي لا يستهدف الجيش المصري ومصر فحسب، بل يستهدف كل المنطقة العربية، ويستهدف كل الإسلام المعتدل وخيراتنا ومقدراتنا"، مضيفا" نجحنا في اجتثاث هذه البؤرة الإرهابية نهائيا من ليبيا".

وقال العقيد المسماري، إن عشماوي في أحد السجون التابعة للجيش الوطني الليبي، حيث يخضع للتحقيق.

وتابع المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي:" هذا المجرم سيدفع ثمن جرائمه، إذ ساهم وشارك بشكل مباشر في قتل مئات الليبيين، سواء بالاغتيالات أو في قتال الجيش بصورة مباشرة أو الخطط التي وضعها".

وأضاف أن "الأخطر من ذلك قيامه بتدريب شباب ليبيين وآخرين أجانب في مدينة درنة، قبل نقلهم إلى سوريا أو إلى بنغازي لمواجهة الجيش الليبي".

وقال "هذه الأسطورة انتهت. وهذان الصندوقان الأسودان "عشماوي أبو جعفر الليبي" في أيدي القوات المسلحة الليبية".

وكانت قوات الجيش الوطني الليبي قد ألقت القبض على عشماوي، الاثنين، خلال عملية خاطفة في قلب مدينة درنة شرق البلاد، دون أن تطلق رصاصة واحدة.

والعشماوي مطلوب في مصر لضلوعه بأعمال إرهابية بعد انتمائه لجماعة "أنصار بيت المقدس"، كانت أبرزها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق في سبتمبر 2013.

وقال العقيد أحمد المسماري، إن وحدات عدة في الجيش الوطني شاركت في عملية القبض عشماوي، فجر الاثنين، منها وحدات الإسناد للجنة الأمنية في درنة، ووحدات غرفة عمليات الكرامة، وتحت إشراف غرفة عمليات عمر المختار.

وأضاف أن "هذه الوحدات اقتحمت حي المغار، الذي يقع وسط مدينة درنة، مشيرا إلى أنها تمكنت في هذه العملية الخاطفة التي طبقت بحرفية، من مرحلة الإعداد والتحريات والتنفيذ، حتى فوجئ أخطر إرهابي على الأراضي الليبية، هشام عشماوي، بقواتنا تقف على رأسه، دون إطلاق رصاصة واحدة".

وإلى جانب عشماوي، اعتقل الجيش الليبي، الإرهابي المدعو مرعي زغبية، المكنى بـ" أبو جعفر"، المطلوب في عدة دول، ولديه اتصال مباشر مع قادة تنظيم القاعدة الكبار في أفغانستان وتركيا وأيضا في ليبيا، كما اعتقل في العملية مصري يدعى بهاء علي.

وقال المسماري إن الإرهابيين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، لكنهم لم يستطيعوا تفجيرها، من هول المفاجأة التي تعرضوا لها، نظرا لسرعة الحركة والتنفيذ للقوات الليبية.

وأوضح أنه كان برفقة عشماوي عائلة الإرهابي رفاعي سرور، الذي قتل في بداية العمليات العسكرية، مشيرا إلى أن زوجته أيضا أكدت مقتله في يونيو 2018.