* طبيبة أحوازية لـ "الوطن": سوء الأوضاع يفاقم الاضطرابات العقلية بين الإيرانيين

الأحواز - نهال محمد

كشفت وزارة الصحة الإيرانية في تقرير لها أن "ربع الإيرانيين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية"، الأمر الذي فسره مراقبون على أن "تلك النسبة تعد مرتفعة في ظل حكم "ولاية الفقيه، نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية والمستقبل الغامض الذي يواجهه الإيرانيون". من جانبها، كشفت طبيبة نفسية من الأحواز - رفضت ذكر اسمها - في تصريح لـ "الوطن" أن "سوء الأحوال الاقتصادية، والبيئة، والخدمات السيئة، والمستقبل الغامض، وضعف نظام التعليم، والعديد من القضايا الأخرى، كلها تسببت في تفاقم ظاهرة الإصابة بالاضطرابات العقلية في إيران، حيث يقدم المئات من الإيرانيين على الانتحار بسبب إصابتهم بتلك الأمراض العقلية"، مضيفة أن "حالات الانتحار في إيران ازدادت بشكل كبير مقارنة مع عقد مضى من الزمن".



وذكرت أن "إيران من أكثر الدول عالميا في معدل حالات الانتحار الفردي، لا سيما من يعانون من البطالة، والفقر، نتيجة شعورهم بعدم قدرتهم على إعالة أسرهم".

ووفقا لما نشرته وكالات أنباء رسمية إيرانية نقلا عن وزارة الصحة فإن "نحو 23٪ من الإيرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما يعانون من اضطراب نفسية، حيث يعاني أكثر من 60٪ من هؤلاء الأشخاص من اضطرابات عقلية".

ووفقا للمصدر فإن خبراء إيرانيين في مجال الصحة يرون أن "طهران لديها اكبر عدد من الذين يعانون من الاضطرابات العقلية في إيران".

ووفقاً لوزارة الصحة الإيرانية، فإن "44٪ فقط من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية ويحتاجون إلى علاج نفسي، يحالون إلى المراكز الصحية، و56٪ منهم لا يحالون بسبب صعوبة معرفة الأشخاص لهذا المرض أو الوضع الاقتصادي الذي يمنع الناس من الذهاب إلى المراكز الصحية في إيران".

وتزعم السلطات الإيرانية أن انتشار "الاضطرابات النفسية" في إيران ليس مرتفعاً، وبالمقارنة مع دول أخرى، فإن إيران تتمتع بوضع صحي أفضل. ومع ذلك، فإن الإحصاءات الجديدة لوزارة الصحة الإيرانية تكشف تفاقم مشكلة الصحة العقلية في إيران. ووفقاً لمنظمة الصحة الإيرانية، فإن "الاكتئاب" سيكون أكثر الأمراض انتشارا في إيران في السنوات المقبلة، وسوف يزداد من 23٪ ليصل إلى 35٪ من مجموع السكان في إيران.

وتلعب بعض العوامل دوراً هاماً في تفاقم ذلك المرض في إيران، مثل العوامل الوراثية والتنوع البيولوجي، ومشاكل التعليم بين العائلات، والإحباط في مرحلة الطفولة، وتنمية الشخصية الفردية، والقضايا الاجتماعية العامة والخاصة، والاقتصادية، حيث تسبب تلك المشاكل والتحديات في معاناة عدد كبير من الإيرانيين من مشكلة الاضطرابات العقلية.