* مع انتفاضة المرشحين للانتخابات البلدية والنيابية للبروز في وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات والديوانيات ودغدغة مشاعر أهالي الدائرة من أجل كسب الأنصار والأصوات للفوز بالمقاعد البرلمانية والبلدية.. تنتفض مع كل تلك الأجواء مشاعر المجتمع من أجل الظفر بحديث الساعة، أو على الأقل الحصول على «السبق الصحافي» من سير فلان وعلان ومواقفهم الحياتية.. كلما قرب موعد الانتخابات كلما تذكرت هذه الأجواء التي نعيشها كل أربع سنوات، ولربما عايشتها أكثر في انتخابات عام 2006 وعن قرب. ما يثير الدهشة أننا بالفعل أصبحنا نتعامل في حياتنا مع طبيعة المواقف والأحداث فقط، وأضحت أحاسيسنا مجرد أجهزة مركبة لا تعي ما يدور حولها، ولا تعي منزلتها الحقيقية في هذه الحياة وكيف لها أن تؤدي دورها الأمثل في خلافة الله على هذه الأرض الزائلة.. نحتاج أن نرى تقاسيم الوجوه الجميلة المستبشرة كل يوم وكل حين تتحدث هنا وتبرز هنا وتناقش هناك وتحاور من أجل أن نعيش في أجمل الأوطان بعقول متفتحة تنظر للمستقبل بنظرات واعية.. نحتاج إلى من يتعامل مع مواقف الحياة بأخلاق فلا يظهر عيوب الآخرين ولا يغوص في ماضيهم الأليم، ولا يتحدث بسوء عن أحبابه وخلانه وجيرانه من أجل أن يتصدر الموقف، بل ينظر إلى نفسه أولاً فينطلق في مركبه بهمة عالية وأسلوب متحضر يشار إليه بالبنان، فما أن يصل إلى مبتغاه في يوم ما، إلا وصفق له الجميع بدون أن يضرب أخماساً في أسداس ويدغدغ المشاعر بأسلوب رخيص لأنه أراد أن يترشح من جديد.. البعض بذل جهداً كبيراً من أجل أن يكون قريباً من القلوب، والبعض ارتاد تجمعات الناس بعد أن قربت ساعات الترشح من جديد فبدأ بأسلوبه المعتاد يهز المشاعر ويقنع الآخرين من خلال قنوات ضعفهم.. نحتاج إلى مساحات حياة نفخر فيها بأناس أكثر نضجاً يصدقون في سعيهم ويطمحون في التغيير طيلة الحياة.. وما نقول إلا: وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه، ويسر النجاح لكل مخلص وصادق وأمين يحب وطنه ويطمع في خدمته في كافة الميادين، ويكتب رسائل حب لكل أفراد مجتمعه بإخلاص وتفانٍ.

* استشعر طعم السعادة في كل عمل تقوم به وفي كل موقف تمر فيه، فغيرك يعيش في أجواء رتيبة قاتمة مليئة بالسلبية والحرمان ولا يملك قوت يومه.. نحرم أنفسنا من مثل هذه الأجواء في ظل أناس يتعمدون إلى حرماننا من صور الخير ومن مقومات الحياة الحلوة البسيطة بأساليبهم الرعناء ونفسياتهم المريضة.. ولربما أخطأنا التعامل معهم فأثر على مكنون الخير الذي نمتلكه، ومقومات السعادة التي نمتلكها ونحس بها مع كل نعمة أنعمها الله تعالى علينا.. أجمل أسلوب يجب اتباعه لمثل هذه المواقف أن تدعو الله تعالى أن يملأ قلبك بالسكينة والطمأنينة، ويلهمك الرشد والحكمة والصواب في كل كلمة تقولها عندما تجابه مثل تلك النفسيات.. وأن يلهمك التأمل النفسي الذاتي مع كل نعمة أنت الآن تتحرك بها بفضل الله ورحمته ولطفه وستره.. فاحمد الله تعالى على كل شيء، وعش أجواء حياتك بسعادة وسكينة وتوافق نفسي، وابتعد عن المدمرات السلبية وعاملها كما تعامل تلك الجدران الصماء.. نحن من يصنع السعادة لأنفسنا، ونحن من نجرها في أحيان كثيرة إلى تبعات نفسية متعبة ومهلكة.. فلنحافظ عليها من أجل أن نعيش خلفاء الله في الأرض نؤدي رسالته بكل أريحية.. وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه.

* منذ أيام خطر على بالي الحديث بعد صلاة العشاء عن «لذة النظر إلى وجه الله الكريم»، أحسست حينها أنني بحاجة ماسة إلى استشعار تلك المنزلة العالية التي خصها المولى الكريم للأصفياء من عباده.. فما أروعها من لحظات ثمينات عندما يحظى المرء بهذه المنزلة العالية.. يقول المولى تعالى: «وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة». هي وجوه جميلة مستبشرة بجمال عملها في الدنيا تنظر إلى وجه الله الكريم. ويقول عز وجل: «للذين أحسنوا الحسنى وزيادة». قيل عن هذه الآية: الحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم.. فبادر بالإحسان في هذه الدنيا ولا تهدر لحظاتك في توافه الأمور.. فالجنة غالية تحتاج إلى جهد جهيد وعمل متواصل وإحسان يفوق كل شيء، حتى تحظى بمنزلة الجنة، ومعها لذة النظر إلى وجه الله الكريم.. حينها أنت الفائز.. اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم.

* أنت الفائز بأخلاقك ومعدنك الأصيل، وبالصمت أحياناً عن مكاره القوم ونبراتهم المزعجة.. كم تحتاج أن تربت على كتفك لإنجاز ثمين حققته في الحياة، ولأناس يبادلونك الحب الوفاء.. أنت الفائز عندما تثبت لغيرك أنك الرقم الصعب في حياته، فإن افتقدك يوماً عرف قيمتك الحقيقية، وتذكر تلك المواقف الشهمة التي وقفتها معه، وتلك التوجيهات السديدة التي كتبتها في فصول حياته.. أنت الفائز ليس من أجل أن تكون بطلاً في المجتمع.. بقدر ما تكون بطلاً داخل نفسك بعملك الذي تقابل به ربك.. اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم.

* إذا أردت الفوز في الحياة وفي تحقيق تلك الآمال الكبار التي تمنيتها منذ الصغر، فصاحب من أحبك بصدق وملك قلبك، فهو لن يضرك أبداً ما حييت ولا يقبل أن يتحدث عنك في غيابك أبداً. ثم عليك أن تغير من وتيرة حياتك مع تعدد مواقف الخبرة وتتعامل بحكمة وروية مع كل حدث حتى تحقق النجاح المنشود. وأن تتجمل بطبائع النفوس الكبار التي لا تقبل أن تتعامل بطبائع النفوس المريضة. وأن تركن على هامش حياتك كل من يضرك ويؤخر لحاقك بركب الخير. والأهم من ذلك كله أن تحسن علاقتك بربك وترفع منزلتك عنده بصالح الأعمال والقربات فلا يستوي يومك بأمسك وتذكر قوله تعالى: «واعبد ربك حتى يأتيك اليقين». اللهم سخر حياتنا لعبادتك وطاعتك وخدمة دينك ووطننا الحبيب.

* ومضة أمل:

لله در القائل:

ثمانية لا بد منها على الفتى

ولا بد أن تجري عليه الثمانية

سرور وهم واجتماع وفرقة

وعسر ويسر ثم سقم وعافية

بهن انقضت أعمار أولاد آدم

فهل من رأى أحوالهم متساوية