بات القمر الصناعي "بيبي كولومبو" الذي تقضي مهمته بدراسة عطارد في طريقه إلى هذا الكوكب بعد إطلاقه ليل الجمعة- السبت من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية على متن صاروخ من طراز "أريان 5".

وقد أطلق "أريان 5" القمر الطناعي "بنجاح" من المركز الفضائي في غويانا ليل الجمعة- السبت، وفق ما جاء في بيان صادر عن مجموعة "أريان غروب" في ختام المهمة.

ونفّذت عملية الإطلاق عند الساعة 22:45 بتوقيت كورو (01:45 بتوقيت غرينيتش).

والهدف من هذه المهمة هو الوصول إلى عطارد على بعد 9 مليارات كيلومتر لإجراء سلسلة من الدراسات.

ووضع القمر الاصطناعي بداية في مسار انتقالي قبل أن يفلت من "حقل الجاذبية في الأرض" وينطلق في مهمته بسرعة مطلقة تناهز "40 ألف كيلومتر في الساعة"، بحسب "أريان غروب".

وقال ستيفان إسراييل المدير التنفيذي لمجموعة "أريان سبايس" في ختام العمليات "من شأن هذه المهمة الأوروبية الأولى التي تنفَّذ بالتعاون مع وكالة الفضاء اليابانية أن تسمح بالتعمّق في فهم تشكّل الكواكب وتطوّرها في محيط نجمنا".

ومن المرتقب أن يبلغ "بيبي كولومبو" الذي سُمّي تيمّنا بعالم الرياضيات والمهندس الإيطالي جوزيبيه كولومبو (1920-1984) وجهته في أواخر العام 2025 عبر الزهرة.

وتتمحور هذه المهمة على دراسة هذا الكوكب الصخري، وهو أصغر كواكب المجموعة الشمسية وأكثرها غموضاً بالنسبة إلى العلماء، مع التركيز على "سطح عطارد وداخله وبيئته"، وفق ما جاء في البيان الصادر عن "أريان سبايس".

وهي أولى المهمات التي تنفَّذ بعد تحسين محرّك صاروخ "أريان 5"، بحسب ما أوضح بيان "أريان غروب"، وخامس عملية إطلاق يجريها صاروخ من طراز "أريان 5" هذه السنة والسابعة التي تنفَّد من مركز كورو الفضائي.

وأطلق "بيبي كولومبو" بعد مهمتين مماثلتين أجرتهما وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" كشفتا عن صور وبيانات متعلّقة بالكوكب في 2011 و2015.

ومن المرتقب أن يوضع "بيبي كولومبو" الذي صنعه العملاق "ايرباص" في مدار يسمح له بتجنّب تأثير الجاذبية الأرضية.

وهذا القمر الصناعي الذي يبقى قيد الخدمة لمدّة 8 سنوات ونصف السنة، من بينها 7 سنوات يمضيها في الطريق إلى وجهته، مزوّد بمسبارين، أحدهما لوكالة الفضاء الأوروبية والثاني لوكالة الاستكشاف الجوّي والفضائي اليابانية.

وسيبقى القمر ومسباراه لمدّة سنة أو سنتين في المدار حول الكوكب حيث تتخطّى الحرارة 350 درجة مئوية.

وسيتولّى المسباران وقت بلوغ وجهتهما دراسة حقل الجاذبية المحيط بعطارد، كي يتسنّى للعلماء تحديد تركيبة هذا الكوكب الصغير وهيكليته.

ويبلغ قطر كوكب عطارد أربعة آلاف و879 كيلومتراً، وهو كوكب صغير بالمقارنة مع كوكب الأرض البالغ قطره 12 ألفاً و756 كيلومتراً.

ومن شأن سبر أغوار هذا الكوكب الأقرب إلى الشمس أن يتيح "التعمّق في فهم كيفية تشكّل الكواكب الصخرية وتطوّرها وظروف نشأة الحياة في مجموعتنا الشمسية وحتى خارجها"، وفق ما جاء في البيان الصادر عن "أريان سبايس".