في الموسم الماضي، كانت عودة تشابي ألونسو من الإصابة وقيادته المستمرة لخط وسط ريال مدريد حلقة هامة ساهمت في موسم مميز للوس بلانكوس أنهاه بلقبه العاشر في دوري الأبطال ولقب آخر في كأس الملك، وذلك من خلال تواجده في خط الوسط وبجانبه لوكا مودريتش صانع اللعب العصري وأنخيل دي ماريا الذي أكمل الثالوث بتحوله من مركز الجناح لصانع ألعاب ولاعب وسط ثالث في خطة كارلو أنشيلوتي 4-3-3.
انتقال تشابي ألونسو من ريال مدريد إلى بايرن ميونيخ كبديل للمصاب خافي مارتينيث، كان أحد أكبر الانتقالات المفاجئة التي حدثت في الصيف، فقد كان كان لاعباً محورياً في ريال مدريد خصوصا مع جوزيه مورينيو، ولا يخفَ على كثيرين ذاك التصريح الذي أطلقه كريستيانو رونالدو بعد انتقال لاعب الارتكاز إلى ألمانيا بأنه لو كان يمتلك القرار لما فرَّط في ألونسو (وأيضا أنخيل دي ماريا).
من دون ألونسو، خسر ريال مدريد مباراتين هذا الموسم، فقد كان لاعبا مهما في خطة الملكي، رغم حقيقة أنه اقترب من بلوغ ال33 من عمره في نوفمبر المقبل إلا أنه مازال يمتلك المقومات التي تجعله يكون قائد خط الوسط، وهذا ما يذكرني بمقطع من أغنية للمغنية الكندية جوني ميتشيل في واحدة من أفضل أغاني 1970 : " لا تعرف دائما قيمة ما لديك حتى يرحل ".
ألونسو تُوِّج فقط مرة واحدة بالدوري الإسباني (لا ليجا) تحت قيادة جوزيه مورينيو، لكنه حقًّق دوري الأبطال مرتين، وكأس العالم وبطولتي يورو، لاعب بخبرة دولية كبيرة بـ 114 مباراة لواحد من أفضل المنتخبات في التاريخ، ورغم عدم تقديمه لأداء مميز في مونديال 2014، إلا أن مهارته الكبيرة عندما يمتلك الكرة وتمريراته الطويلة الدقيقة جعلته يندمج بسرعة مع أسلوب لعب بيب جوارديولا في بايرن ميونيخ.
ففي مباراتين فقط مع البافاري في البوندسليجا، استطاع أن يكمل 215 تمريرة وبنسبة دقة تمريرات بلغت 90% مع 12,5 كرة طويلة في المباراة، نموذج اللاعب الذي يريده أي مدرب في وسط الملعب ويقوم ببناء الهجمات بفضل ما يمتلكه من قدرات، ويمكن أيضا أن يقوم بدور قاطع الكرات وربما الوصول للعب العنيف الذي يمكن أن يحتاجه الفريق كما كان يقوم به خصوصاً أمام برشلونة، كما أكمل 3 عرقلات صحيحة في المباراة ومعدل 5.5 تدخل دفاعي في المباراة (وبالمقابل 2.5 خطأ في المباراة).
لم يشارك صاحب الـ32 سنة الموسم الماضي في نهائي دوري الأبطال بسبب الإيقاف، لكنه كان مميزاً في الطريق إلى التتويج بالبطولة بأداء رائع أمام بايرن ميونيخ في نصف النهائي ذهاباً وإياباً، وهو نفس الأمر الذي كرَّره في أول مباراة له مع فريقه الحالي بايرن ميونيخ أمام مانشستر سيتي في ملعب اليانز آرينا.
ألونسو كان حلاً لوسط الريال الذي عانى لسنوات من عدم وجود لاعب قاطع كرات كلاسيكي في نصف الملعب منذ رحيل الفرنسي كلاوديو ماكيليلي عن نادي العاصمة الإسبانية، وتشابي قدَّم كل شيء وهو ربما في طريقه لتحقيق ثاني بطولة دوري له مع بايرن ميونيخ هذا الموسم وقد يُضيف لقب دوري الأبطال لكون البافاري من المرشحين بكل تأكيد لنيل البطولة.