تمكن ريال مدريد من تحقيق فوز عريض ورائع على حساب مضيفه ديبورتيفو لاكورونيا بثمانية أهداف مقابل هدفين ضمن الجولة الرابعة من الليجا الإسبانية.

الميرينجي وبعد بداية مخيبة للآمال في مسابقة الدوري الإسباني بالخسارة مرتين، الأولى بشكل مدوي على ملعب الآنويتا ضد ريال سوسييداد 2-4 ثم الخسارة في ديربي مدريد على يد أتلتيكو ليفقد الريال 6 نقاط كاملة من أصل أول 9 ممكنة ، كان مُطالباً باستغلال مواجهة سهلة مثل الديبور حتى وإن كانت خارج الأرض من أجل استعادة نغمة الفوز في الليجا واكتساب قدر من الثقة بتحقيق انتصار كبير وهو ما تحقق بالفعل.

اللوس بلانكوس استطاع أن يخرج بحفنة من الإيجابيات من هذا اللقاء نسردها لكم كالتالي:

1- تحقيق انتصار عريض بهذه النتيجة الضخمة يمنح الفريق جرعات مطلوبة جداً من الثقة خصوصاً بعد الانتصار بخماسية على بازل في دوري الأبطال. أنشيلوتي كان قد صرح بأن فريقه يعاني من أزمة ثقة وهو لا يعلم مصدرها بالضبط، ربما يساعد هذا النصر الكبير في استعادة الثقة ومن ثم تصحيح مسار ريال مدريد في الليجا والبدء في تقليص فارق النقاط مع الغريم التقليدي برشلونة.

2- تسجيل كريستيانو رونالدولهاتريك رائع من شأنه أن يمنح دفعة معنوية للدون بالإضافة إلى منحه استقرار ذهني بعد شائعات اقترابه من الرحيل عن سانتياجو بيرنابيو والعودة مرة أخرى إلى شياطين مانشستر يونايتد، كما أن صدراته لليجا ستجعل شهيته مفتوحة نحو مزيد من الأهداف وهذا الأمر سيكون في مصلحة ريال مدريد من دون أدنى شك.

3- الهدف الجميل الذي سجله جيمس رودريجيز سيخفف من وطأة الانتقادات اللاذعة التي تُوجه لللاعب الكولومبي بعد تبين عدم قدرته على تعويض رحيل الأرجنتيني دي ماريا خلال المباريات القليلة الماضية. لا شك في أن جيمس لاعب مهم جداً في تشكيلة الريال ودخوله في المنظومة بالشكل المطلوب سيساعد الملكي كثيراً على استعادة شكله المذهل الذي أنهى به الموسم الماضي.

4- من المهم أن يكون رونالدو "فورمة" وأن يقوم بتسجيل الأهداف باستمرار، ولكن يد وحدها لا تصفق .. من هذا المنطلق تأتي إيجابية تسجيل جاريث بيل لهدفين في لقاء الليلة. من المهم جداً بالنسبة لريال مدريد أن يكون الثنائي رونالدو وبيل في أفضل فورمة فنية وتهديفية لهما.

5- مباراة الرياثور أبانت عن امتلاك ريال مدريد دكة قوية جداً .. يكفي أن نذكر أن البديل إيسكو تمكن من صناعة هدفين والبديل الآخر تشيتشاريتو استطاع تسجيل هدفين في دقائق قليلة .. مهم جداً أن يكون لديك ذلك العمق في التشكيلة من أجل التنافس بقوة على البطولات الثلاث هذا الموسم.

على الجانب الآخر، تواصلت مشكلة ريال مدريد المزمنة والتي تتمثل في قبول الأهداف من الكرات العرضية. هي مشكلة كبيرة يعاني منها ريال مدريد ويجب أن يتحرك المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي من أجل التوصل للحل الأمثل لها، لأن ريال مدريد لن يتمكن من تسجيل هذا الكم من الأهداف في كل مباراة وبالتالي فإنه يتعين عليه أن يستقبل أقل عدد من الأهداف ويا حبذا لو حافظ على نظافة شباكه حتى يكون الهدف الواحد يكفيه لحصد النقاط الكاملة.

- انتصار عريض ورائع حققه ريال مدريد على ملعب الرياثور يُمكّنه من استعادة شئ من الثقة المفقودة منذ بداية الموسم، ولكن يجب وضع الأمور في نصابها الصحيح والوضع في الاعتبار مستوى المنافس الهزيل .. ومن هذا المنطلق فإنه لا يجب اعتبار الفوز على بازل بخماسية ثم الديبور بثمانية أهداف على أنه العودة الحقيقية للملكي ولا يجب القول بأن ريال مدريد قد تخلص من مشاكله كليةً وأصبح جاهزاً للمنافسة على الليجا ودوري الأبطال .. ليس من هكذا مباريات يتم الحكم على الفريق الكبير .. لننتظر ونرى مردود الفريق أمام الفرق المتوسطة والكبيرة في الليجا ودوري الأبطال ليكون الحكم أكثر دقة على تطور الفريق واستبعابه لأخطائه التي ظهرت هذا الموسم ومدى قدرته على تصحيحها والعودة إلى المسار السليم والمرجو من قبل عشاق ريال مدريد.