جاء إلى أوجسبورج والفريق في حالة سيئة، خلف المدرب الهولندي جوس لوكاي، الذي ترك الفريق تقريباً وهو في حالة لا يرثى لها، بدون لاعبين لهم قيمة، ولكن كانت ثقة الإدارة عجيبة في ماركوس فاينتسيرل، مدرب لديه من العمر فقط 37 عاماً، لم يُدرب إلا في الدرجة الثالثة الألمانية!.
ماركوس فاينتسيرل، بعد موسم أول له في أوجسبورج كان عصيباً وبأقل الامكانيات تمكن من البقاء في البوندسليجا على حساب فورتونا دوسلدورف والنادي الممول بالملايين "هوفينهايم"،وجاء الموسم الثاني الذي ظهر فيه بصورة لا مثيل لها، ظهر وكأنه الحصان الأسود للبوندسليجا بلا منازع.
أوجسبورج في الموسم الماضي تحت قيادة فاينتسيرل حصد المركز الثامن في ترتيب البوندسليجا مع منافسة كانت شرسة أمام ماينز للدخول إلى المعترك الأوروبي، على الرغم من أن قيمة لاعب واحد في ماينز كنيكولاي مولر بنصف القيمة المالية لفريق أوجسبورج كاملاً، وكان نداً قوياً ولولا التعثر في النهايات لوصل للدوري الأوروبي.
أن يكون في الموسم الماضي قيمة النجم الأول في الفريق "أندريا هان" 3 مليون يورو فقط وتصل إلى القمة، وتنتصر على بايرن ميونيخ وتوقف سلسلة انتصاراته المتتالية، ومن قبلها تخرج من سيجنال إيدونا بارك بانتصارٍ على بوروسيا دورتموند، مع انتصارات قوية على شتوتجارت وهامبورج وبوروسيا مونشنجلادباخ، فإن هذا الأمر حقاً إعجاز يستحق الوقوف أمامه.
وبعدما رحل هان مع بعض اللاعبين هذا الموسم، تنبأ الجميع بأن أوجسبورج سيكون خصماً سهل المنال للجميع ولن يُعاني أي فريقٍ أمامه، ولكن بصورة مفاجئة ظهر العكس، وكان نداً للجميع وأولهم بوروسيا دورتموند.
حتى الآن، حقق أوجسبورج مع فاينتسيرل 6 نقاط من 12 نقطة، معجزة حقيقية تحققت بسبب المدرب فاينتسيرل، الذي كوّن فريقاً بأنصاف لاعبين، لقد فعل منظومة هجومية قوية، مع منظومة أخرى دفاعية،تؤكد للجميع أن فاينتسيرل يسير بخطوات ثابتة ليكون أحد أفضل المدربين على مستوى العالم في القريب العاجل.
فاينتسيرل هو النسخة "الألمانية" من المدرب الأرجنتيني الكبير دييجو سيميوني، نفس الروح العالية، نفس المثابرة، وربما أن أكثر شيء متقارب بينهما هو صناعة اللاعبين وتطويرهم، مستقبل كبير ينتظر ماركوس، ربما أن هذا الموسم الأخير له في أوجسبورج، وسيتوجه لفريق أكبر يظهر فيه للعالم كله!.