يواصل المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، احتفاءه بمناسبة المرأة البحرينية عاما بعد عام، في تأكيد منه على أهمية هذه المناسبة التي باتت مناسبة وطنية تحتفي بها مملكة البحرين على مختلف المستويات.

وقد ارتبطت الانطلاقة الأولى لمبادرة "يوم المرأة البحرينية" التي أطلقتها صاحبة السمو الملكي قرينة العاهل المفدى في العام 2008، بشعارها الرئيسي "قرأت، تعلمت، شاركت"، مع مرور 80 عاما على بدء التعليم النظامي للمرأة في مملكة البحرين، والذي يصادف الأول من ديسمبر من كل عام، كتأكيد على عمق تجربة المرأة البحرينية الفريدة التي استطاعت عن جدارة أن تشكل هوية مجتمع مدني متفتح يحمي مقومات الشراكة المتكافئة بين طرفي معادلة البناء الوطني .. الرجل والمرأة.

وبعد مرور عشر 11 عاما على هذه المبادرة من قبل سموها تمكنت مملكة البحرين من تكريس نهج جديد يحتذى به على صعيد توجيه جميع الطاقات الوطنية المعنية في مجالات العمل لاستكشاف مدى حضور المرأة فيه، وإشباعه دراسة وبحثاً عبر سلسلة من اللقاءات والمؤتمرات والمنتديات العلمية ومجموعات التركيز وورش العمل والمعارض التي تقام على مدار عام كامل، ثم التعاون الفاعل مع الجهات المعنية على تنفيذ المخرجات والتوصيات.

إن الاحتفال بيوم المرأة البحرينية مع نهاية العام لا يعني انتهاء جهود تعزيز حضور المرأة في القطاع المحدد تمهيدا لتوجيه تلك الجهود نحو قطاع آخر، وإنما تتواصل جهود المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع الشركاء من أجل ضمان التنفيذ الأمثل للمخرجات وتحقيق الغايات المنشودة.

وقد تم اختيار شعار يوم المرأة البحرينية "قرأت .. تعلمت .. شاركت" كشعار معبر يبرز الدور الهام للمرأة في بناء نهضة البحرين الحديثة، وإسهاماتها المتواصلة لبلورة أوجه الشراكة الكاملة للمرأة البحرينية في عملية التنمية الوطنية، ولبيان التسلسل المتنامي لدور المرأة البحرينية المسئول والمتدرج الذي بدأ من القناعات الأولى لجيل الرائدات اللواتي قرأن وتعلمن، لتستمر شراكتها اليوم من منطلق ذلك الحماس والإصرار لتكون البحرين دوماً عنوان البناء والتطوير.

التعليم والصحة

ونظرا لما لمناسبة يوم المرأة البحرينية من أهمية كبرى، فقد تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى برعاية الاحتفال الأول بيوم المرأة البحرينية في شهر ديسمبر عام 2008، حيث تفضل جلالته بزيارة إلى مقر المجلس الأعلى للمرأة في السادس عشر من ديسمبر، وألقى جلالته كلمة سامية بمناسبة العيد الوطني ويوم للمرأة البحرينية، كما تفضلت صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة بهذه المناسبة بزيارة إلى مدرسة المنامة الابتدائية للبنات، باعتبارها أول مدرسة ثانوية للبنات في البحرين، وكان شعار هذا اليوم "80 عاما من التعليم النظامي والإنجاز"، حيث تم اختيار التعليم شعار هذا العام وذلك بمناسبة ذكرى مرور 80 عاما على دخول التعليم النظامي للمرأة في البحرين.

وفي العام 2009 جرى الاحتفاء بالمرأة في القطاع الصحي، تحت شعار "المرأة والأمن الصحي .. قابلة .. ممرضة .. وطبيبة"، وبهذه المناسبة تفضلت صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة برعاية الحفل الذي أقيم في كلية العلوم الصحية بمجمع السلمانية الطبي وتم خلاله تكريم أوال العاملات في المجال الصحي في مملكة البحرين.

المرأة والعمل التطوعي

وفى يوم المرأة البحرينية 2010، تم اختيار موضوع العمل التطوعي للمرأة في البحرين لهذا اليوم تحت عنوان "المرأة البحرينية والعمل التطوعي .. 55 عاماً من المشاركة والعطاء"، وذلك تقديراً لمسيرة حافلة بالعطاء للنساء البحرينيات الأوائل اللواتي بدأن مسيرة العمل التطوعي مما كان له تأثيره على مسار العمل الوطني في مملكة البحرين، وتم خلال الاحتفال بهذا اليوم إطلاق مبادرتين هامتين هما: سجل العمل التطوعي، وجائزة المغفور لها الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة للعمل الشبابي التطوعي.

الاقتصاد

في العام 2011، تم اختيار التمكين الاقتصادي للمرأة موضوعاً ليوم المرأة البحرينية، وأقيمت الفعاليات تحت عنوان "المرأة البحرينية في التنمية الاقتصادية .. شراكة وعطاء" حيث تفضلت صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة برعاية الاحتفال بهذه المناسبة ومرور عشر سنوات على إنشاء المجلس. وقد تم خلال الاحتفال تكريم المؤسسات التي ساهمت في دعم برامج ومشاريع المجلس الأعلى للمرأة خلال عشر سنوات، وإطلاق امتياز الشرف لرائدة العمل الشابة، وافتتاح معرض رائدات الأعمال الشابات (جاليري 45)، وعقد منتدى اقتصادي متكامل بخصوص مشاركة المرأة في مجال الاقتصاد والأعمال.

الرياضة

وفى يوم المرأة البحرينية 2012، أقيم الاحتفال الخامس بيوم المرأة البحرينية تحت شعار "المرأة والرياضة: إرادة .. انجاز .. تطلعات" وجاء هذا الاحتفال بمبادرة كريمة من صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حين أُعلنت في العام 2011 عن تخصيص شعار يوم المرأة البحرينية للعام 2012 للاحتفال بإنجازات المرأة في المجال الرياضي، وأقيمت بهذه المناسبة بطولات رياضية باسم سموها لمختلف الرياضات.

الإعلام

أما عن يوم المرأة البحرينية للعام 2013 ، فقد وقع الاختيار على أن يكون عمل المرأة البحرينية في المجال الإعلامي موضوع الاحتفال بيوم المرأة البحرينية وذلك للاحتفاء بإنجازات المرأة في مجال الإعلام، وأُطلق ضمن هذا الاطار مسابقة الرالي الإعلامي بهدف المساهمة في تنشيط الانتاج الاعلامي المؤثر والمحرك لقضايا المرأة بشكل عام من خلال إثراء المجالات الإعلامية المختلفة لتكون محركاً ودافعاً للارتقاء بالمادة الإعلامية التي تتناول قضايا وحقوق المرأة في كافة المجالات وصولا الى إحداث تطور ملموس في مجال الإعلام الموجه للمرأة وللمجتمع بمختلف فئاته، كما جرى تنظيم الملتقى الشبابي "المرأة والإعلام الاجتماعي".

المجال العسكري

وفي العام 2014 جرى الاحتفاء بالمرأة في المجال العسكري تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وجرى الاحتفال بكلية عيسى العسكرية الملكية، وجاء الاحتفاء بإنجازات المرأة في المجال العسكري لما حققته المرأة البحرينية على مدى 40 عاماً من انجاز في السلك العسكري بمختلف قطاعاته الخدمية والمتنوعة، كنتيجة حتمية لكفاءتها وقدرتها في الوقوف بجانب الرجل لحماية هذا الوطن والذود عنه وحماية مكتسباته، حيث استطاعت المرأة أن تضع بصمتها الواضحة في كافة ميادين العمل العسكري، وأن تحظى بكامل حقوقها لتصل بذلك إلى مناصب قيادية وإداريه ورتباً عسكرية عالية عن جدارة واستحقاق لتتوج مسيرتها في ركبِ السلك العسكري إلى جانب الرجل في حمل السلاح ورفع لواء النهضة الشاملةِ بالمملكة، كما جرى تنظيم ملتقى خليجي للمرأة العسكرية.

المجال المالي والمصرفي

في العام 2015 جرى تخصيص يوم المرأة البحرينية للاحتفاء بالمرأة في القطاع المالي والمصرفي، حيث أقيم الاحتفال في مقر بورصة البحرين تحت رعاية صاحبة السمو الملكي قرينة العاهل المفدى، حيث قامت سموها بتكريم الأوائل من النساء اللواتي عملن في مؤسساتهن من ذوات الخدمة الطويلة، إضافة إلى النساء الحاصلات على المناصب العليا في المؤسسات المالية والمصرفية، كما قامت سموها بجولة في معرض الصور التاريخية للمرأة في القطاع المالي والمصرفي، وما وصلت إليه من مناصب قيادية تمثلت في وصولها لرئاسة مجالس إدارة البنوك وشركات الاستثمار المالي، وجاء الاحتفاء بالمرأة في القطاع المالي والمصرفي ماشياً مع الانجازات العريقة التي حققتها المرأة في هذا القطاع، وقدرتها على الإسهام بفاعلية في تكريس دور البحرين كمركز مالي إقليمي وعالمي رائد، مشيدة سموها بالكوادر المؤهلة والطاقات المتجددة في شتى مجالات وأوجه العمل المصرفي، وهو ما تثبته وتؤكده إسهامات وإنجازات المرأة البحرينية في هذا المجال.

المجال القانوني والعدلي

وفي العام الماضي 2016 أعلنت صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة عن تخصيص مناسبة يوم المرأة البحرينية للاحتفاء بالمرأة في المجال القانوني والعدلي، حيث جرى الاحتفال بهذا اليوم في مقر المحكمة الدستورية، حيث نوهت سموها بالحرص الكبير الذي تبديه المؤسسات العدلية والقانونية من أجل تعزيز موقع المرأة العاملة فيها، لما لذلك من أثر بالغ في تشجيع المرأة على المضي قدماً في إثبات حضورها ومشاركتها وترقيها في هذا المجال الحيوي، وتعزيز إدراكها بعد وجود أية عوائق تمنع تقدمها وارتقائها، لترفع إلى جوار شريكها الرجل لواء النهضة الشاملة بالمملكة، وأكدت سموها، على حرص المجلس المستمر على مساندة كافة مؤسسات الدولة لتفي بالتزاماتها الدستورية تجاه مشاركة المرأة البحرينية ودعم أدوارها التنموية المتعددة.

المجال الهندسي

وفي العام 2017 جرى تخصيص مناسبة يوم المرأة للاحتفاء بالمرأة البحرينية في المجال الهندسي، وذلك نظراً لما قدمته المرأة البحرينية من عطاءات مهمة في هذا المجال على مدى قرابة الأربعين عاماً الماضية والتي بدأت في السبعينات، وبالتحديد في مجال الهندسة الكيميائية والمدنية في عام 1977، والهندسة المعمارية عام 1978، والهندسة الزراعية والكهربائية عام 1979.

وواكب الاحتفاء بالمرأة المهندسة ما حققته المرأة من إنجازات واسعة في القطاع الهندسي، حيث استطاعت مواكبة التخصصات الهندسية الجديدة مثل هندسة الكمبيوتر وهندسة الطيران، وأثبتت حضوراً كبيراً فيها، واستطاعت إثبات كفاءتها وجدارتها في تلك المجالات رغم صعوبتها، لتصل نسبة الخريجات من هذا التخصص ما يقارب 43% ولتبلغ نسبة مشاركتها كمهندسة في سوق العمل ما يبلغ 25% في القطاع العام و21% في القطاع الخاص، وذلك وفقا لإحصائيات العام 2017.

المجال التشريعي والعمل البلدي

وفي مطلع العام الجاري 2018 أعلنت صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة عن تخصيص يوم المرأة البحرينية هذا العام للاحتفاء بالمرأة في المجال التشريعي والعمل البلدي، التي تشكلت ملامح مشاركتها الأولى ضمن أول انتخابات بلدية شهدتها البحرين في منتصف العشرينيات من القرن الماضي.

ويأتي اختيار هذا المجال تزامناً مع مرور ما يقارب 20 عاماً على دخول المرأة البحرينية لمجلس الشورى المعين، و15 عاماً على دخول المرأة للمجالس التشريعية والبلدية (المنتخبة)، وصولاً إلى العام 2001 الذي يعتبر الانطلاقة الأساسية لحصول المرأة البحرينية على كامل حقوقها في المشاركة السياسية من خلال ما نص عليه ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين للعام 2002.

ويواكب موضوع المرأة هذا العام الإنجازات الكبيرة التي حققتها المرأة البحرينية من خلال حضورها الفاعل في المجالس التشريعية والبلدية، وقدرتها على رفع مساهمتها في الشأن العام ودخول مجال العمل السياسي، ومساهمات المرأة البحرينية النوعية لدى إعداد ميثاق العمل الوطني ودورها المشهود ضمن الجهود الوطنية التي كلفت بمتابعة تفعيل بنوده.

هذا ويواصل المجلس الأعلى للمرأة البناء على هذه التجربة الغنية وتطويرها عاماً بعد عام، لما لها من أهمية تتعدى تكريم المرأة في يوم الأول من ديسمبر إلى برنامج عمل دائم طيلة أيام العام على تعزيز حضورها في قطاع من القطاعات، ومراكمة مكتسباتها، ورفع مساهمتها في مسيرة الازدهار والتنمية.