دورتموند لديه أسباب جعلته يقدم هذه البداية السيئة، لكن فارق النقاط أمام بايرن في هذه المرحلة من الموسم ليس جيداً للمتابع المحايد للبطولة ويضعف الاهتمام به.
قبل بداية الموسم كان بروسيا دورتموند المرشح الأول -حسب الكثير من المتتبعين- للتتويج بلقب البوندسليجا، لكن ما حققه الفريق في أول 6 مباريات بالدوري وعدم استطاعته تحقيق أكثر من 7 نقاط من أصل 18 نقطة و3 هزائم وعدم الحفاظ على نظافة شباكه يجعلك تتراجع من الآن ترشيحه للقب وعودته من جديد لتقليص الفارق مع بايرن.
في ديربي الرور أمام شالكِه، أكد الرويال بلوز تفوقه على جاره الأصفر بفوز جديد هو الثالث في موسمين ونصف مقابل فوز وحيد لدورتموند في نفس الفترة، في ملعبه جيلسنكيرشن وأمام جماهيره التي تعتبر دورتموند عدوها الأول في ألمانيا استطاعت كتيبة ينس كيلر من إسقاط فريق كلوب مرة أخرى بفضل هدفي جويل ماتيب وإيريك ماكسيم تشوبو موتينج (هذا إسم لاعب وليس لاعبين) لم يؤثر فيهما هدف أوباميانج الوحيد لدورتموند.
ماتس هوميلس بعد المباراة قال بأنه من غير المقبول تلقي دورتموند لهدفين، لكن ذلك تكرر 4 مرات هذا الموسم وبعد الفوز على آرسنال خسر الفريق مرتين وتعادل مرة، والآن متخلف ب7 نقاط على بايرن ميونيخ مما يجعلنا نقول مرة أخرى بأنه سينهي الموسم في المركز الثاني.
كلوب و 4-4-2
واحدة من أكبر المفاجآت في هذه المباراة كان قرار كلوب بتغيير طريقة لعب الفريق لطريقة جديدة مختلفة تماما عما اعتدنا رؤيته من الفريق.
دورتموند دخل المباراة بتشكيلة مفاجئة، بمهاجمين اثنين هما الكولومبي آدريان راموس والإيطالي شيرو إيموبيلي مع تواجد بيير إمريك أوباميانج كجناح، تشكيلة وخطة جعلت شالكِه يسيطر أكثر على منطقة الوسط لعدم وجود لاعب من دورتموند يقود صناعة اللعب بوجود بيندر وجينتر في الارتكاز ، مما جعل مهمة الأزرق الملكي أسهل في السيطرة على الوسط واستفاد من ضعف دفاع الفريق الأصفر في الكرات الثابتة.
دورتموند في العادة يلعب بأساليب مختلفة، لكن غالباً بخطة 4-2-3-1 التي تعتمد على لاعب ارتكاز وأمامهما لاعب وسط هجومي في مركز الرقم 10 وفي الأمام مهاجم وحيد مساند من طرف جناحين هجوميين، لكن خطة 4-4-2 التي دخل بها كلوب أمام شالكِه لم تكن الخيار الأفضل، هينريخ مخيتاريان وماركو رويس في المباراة لم يكونا متاحين في هذه المباراة، لكن ميلوس يوييتش وشينجي كاجاوا كانا على الدكة واللعب ب 4-4-2 المفاجئ بدون صانع ألعاب كما عودنا كلوب في خطته 4-2-3-1 لم يكن ناجحا على الإطلاق.
لاعبا الارتكاز ماتياس جينتر وبيندر كانا بنزعة دفاعية كبيرة ولم يكن باستطاعتهما التمرير لأي لاعب في الوسط لأنه ببساطة لم يكن هناك أي لاعب هناك، لكن مع دخول كاجاوا مكان شيرو إيموبيلي بدأ دورتموند يفرض سيطرته بالعودة من جديد لـ 4-2-3-1 لكن ذلك جاء بعد فوات الأوان.
شالكه مميز في المباريات الكبيرة
حتى مع عدم تواجد لاعبي الدفاع الأساسيين وإشراك أفضل لاعب وسط في الفريق كمدافع وغياب يوليان دراكسلر، إلا أن شالكِه عرف كيف يحقق نتائج جيدة بداية من فرض التعادل على بايرن وتشيلسي ثم الفوز أمام دورتموند مما يعني 5 نقاط من أصل 9 ممكنة في المباريات المهمة مما يعني أم كيلر يمكن أن يضمن استمراره مع الفريق حتى نهاية الموسم. شالكِه حتى الآن لم يستعيد كل لاعبيه وحتى اللاعبين الذين تواجدوا أمام البروسيا لم يضمنوا مشاركتهم بشكل معتاد طيلة الأشهر الماضية ولكنهم قدموا مستوى جيد حتى الآن رغم التعثر في المباريات التي تعتبر في المتناول.
تحقيق نقاط من المباريات الكبيرة ربما لا يكون مفيدا للرويال بلوز إن استمروا في إضاعة النقاط أمام فرق أقل في الأسبوع المقبل، ما يمكن الاستفادة منه بالنسبة للجماهيرواللاعبين هو تأكيدهم بقدرتهم على الفوز أمام أي فريق بشرط أن يؤمنوا بأنهم يستطيعون ذلك.
ربما نكون فقط في شهر سبتمبر ومرت فقط 6 جولات من البوندسليجا، لكن ديربي الرور جعلنا نشاهد بايرن في صدارة الدوري وحيدا وبفارق نقطتين عن أقرب ملاحقيه جلادباخ، لكن الأمر الذي يثير القلق هو كون الفريق الذي ينتظر منه منافسة وتحدي كتيبة بيب جوارديولا هذا الموسم انهزم في الفيلتينز آرينا أمام الرويال بلوز والآن متخلف ب 7 نقاط خلف البطل بايرن.
دورتموند لديه أسباب جعلته يقدم هذه البداية السيئة، لكن فارق النقاط أمام بايرن في هذه المرحلة من الموسم ليس جيداً للمتابع المحايد للبطولة ويضعف الاهتمام به.