أجواء رائعة، واحتفالات تأسر قلوب البحرينيين وغيرهم نعيشها بشغف في ديسمبر من كل عام. وبكل ما تحمله هذه الأيام من فرح وسعادة، إلا أنها مناسبة لاستذكار إنجازاتنا الوطنية، وتقييم مسيرتنا طوال عام.

تتزامن احتفالاتنا الوطنية ونحن نقترب من نهاية العام 2018 الذي كان استثنائياً لمملكة البحرين، لأنه العام الذي شهدنا فيه مصارحة، ونقاشاً جاداً حول قضايانا وتحدياتنا الوطنية، فاتخذنا قراراتنا المصيرية وتوافقنا على مستقبلنا القادم.

رغم الصعوبات والتحديات، إلا أن البحرين حكومة وشعباً أثبتتا قدرة فائقة في الإصرار على مواجهة التحدي، والمضي نحو المستقبل. وهو ما أثبته الانشغال بمعالجة التحدي الاقتصادي والذي توّج بإطلاق برنامج التوازن المالي ومبادراته المتنوعة ليكون مدخلاً مهماً لتطوير اقتصادنا وإعادة هيكلته خلال الفترة المقبلة.

المحطة الأخرى المفصلية خلال هذا العام تمثلت في إصرار شعب البحرين على خياره الديمقراطي عندما شارك بكثافة غير مسبوقة في الاستحقاق الانتخابي ليحقق أعلى نسبة مشاركة، وبمشاركة واسعة تنتج عن تمثيل نسائي مرتفع في البرلمان الذي ترأسه سيدة لأول مرة في مشهد سياسي تراجع فيه نفوذ الجمعيات السياسية.

كانت نتيجة هذا العام برنامجاً اقتصادياً واضح المعالم والخطوات، وسلطة تشريعية وحكومة جديدة نتطلع لأن نرى أولوياتها في العمل الوطني كما حدد أبرز ملامحها الخطاب السامي في افتتاح المجلس الوطني مؤخراً.

انشغلت البحرين بتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي، وكلفها الكثير للحفاظ على مكتسباتها. وحان الوقت للانشغال ببناء مستقبلها الاقتصادي وسط بيئة إقليمية ودولية متغيرة.

مع كل هذه التطورات نؤمن بقدرتنا الوطنية على مواجهة التحديات الجديدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وجهود حكومتنا الموقرة لتحقيق الأفضل برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.

ختاماً نهنئ عاهل البلاد المفدى، وسمو رئيس الوزراء الموقر، وسمو ولي العهد الأمين، وشعب البحرين العزيز بمناسبة العيد الوطني المجيد، وعيد جلوس جلالته حفظه الله.

ودام الفرح في وطننا العزيز.