أبرز ملامح الأعياد الوطنية هذا العام أننا نعود جميعنا لنحتفل وبعلانية بحب البحرين وقادتها. جميعنا بلا استثناء! أي أننا طوينا بلا رجعة إن شاء الله صفحة الكآبة المزعجة التي عشناها سنوات والتي جعلت الأفراح واضحة في مواقع وخجولة في مواقع أخرى. هذه الأيام كلنا نفرح وكلنا نتغنى بحب البلاد.

والجميل أننا نعود هذا العام لنسمي هذه الأفراح التي تعم البيوت والشوارع أعياد دون أن نخشى أن يتهمنا أحد أننا تطاولنا على ديننا أو تجاوزنا حدودنا في وصف هذه الأفراح. نعم للمسلمين عيدان لا ثالث لهما ولكن الوطن الغالي عندما يفرح فهو عيد وكرنفال وحفلة كبيرة ومهرجان حب من أكبر المهرجانات.

في 16 ديسمبر 2018، نعلنها لأنفسنا وللعالم أننا عدنا والحمدلله إلى سابق عهدنا متحابين ومترابطين ونظهر حبنا وولاءنا جميعنا إلى هذه الأرض وإلى حكامها دون تردد.

اليوم نحتفل بكلمات الكاتب «مهدي» التي وجهها قبل يومين لمن يحاول أن ينشر الفتنة البغيضة بين الشعب وقيادته.

واليوم نحتفل بأكبر مشاركة في تاريخ الانتخابات بعد سنوات من الدعوة العلنية لمقاطعتها. واليوم نحتفل بأننا على الرغم من صغر حجمنا وكثرة تحدياتنا إلا أننا مازلنا رواداً في الكثير من المجالات.

هل رأيتم كيف سار أخوتنا في الخليج في طريق نحن بدأناه منذ سنوات؟ هل رأيتم كيف احتفلت الغالية أبوظبي مؤخراً بالانفتاح على الديانات والأعراق الأخرى والتسامح بين جميع الفئات معلنة سيرها في نفس الطريق الذي سارت وتقدمت فيه البحرين أشواطاً وأشواط.

هل رأيتم كيف احتضنت الحبيبة الرياض قبل يومين سباق الفورمولا الشبيه بسباقنا الذي أطلقناه قبل 14 عاماً لتصبح العاصمة الخليجية الثانية بعد أبوظبي التي تمشي في نفس الدرب الذي مشيناه.

سياستنا رائدة ومشاريعنا ذكية وأبرز ما كان ومازال يميزنا هو روح الابتكار التي عرفها عنا أهل الخليج. فنحن الأوائل دائماً و منذ قديم الزمان.

نحن بلد صغير، لكن عزيمتنا كبيرة وإصرارنا على إثبات أنفسنا أمام كل العقبات جزء من تركيبتنا. وسنستمر كذلك بإذن الله دون تعب أو كلل.

.. عاشت البحرين.

نعم عاشت البحرين، وأقولها بثقة وبصوت عالٍ جداً وأكتبها في الصحف والكتب وعلى الجدران، لأن في عام 2000 - 2001، عندما كنت أردد هذه العبارة في التلفزيون خلال مقابلاتي مع المنفيين ممن سمح لهم الحاكم بالعودة إلى البلاد تم انتقادي من قبل البعض الذين رددوا أن «الوقت غير مناسب»! أي أن الوقت والظرف لا يسمحان أن نقول «عاشت البحرين».

طبعاً، كان هذا منطقاً أعوج ودخيلاً ومليئاً بالجراثيم الفكرية البالية والحمدلله تخلصنا منه وقضينا عليه ولم يعد له وجود بيننا.

إذاً.. عاشت البحرين دائماً.. دائماً.