هل رحل عنك حبيب؟ رحل عنك غالٍ؟ رحل عنك رفيق؟ لا أقصد هنا في الحياة الفانية، بل أقصد هناك تحت التراب، اعتادت هناك امرأة كبيرة في السن الترحيب بي حينما أزورهم مع والدتي، كان ترحيباً حاراً، أيما ترحيب، كنت أسعد حين زيارتهم كما يبدون مظاهر السعادة، حين مجيئي لهم على الرغم من صغر سني، حينما أصبحت شابة أصبح الترحيب يليق بسني أكثر، يكون شعوراً دافئاً حينما تشعر بالترحيب عند زيارة بعض الأقارب والمعارف، هذه المرأة ليست قريبتي، لكني أتذكرها جيداً. آخر لقاء لي معها كان في 2007، نعم فكنا أنا ووالدتي نخطط بأن يكون يوم غد، وهو موعد زيارتنا لها. نعم هذا الكلام منذ 2007، قررت أن أزورها أيضاً لكن هذه المرة الأسبوع القادم. هاتفتني والدتي بالهاتف لكي أزف لها نيتي وبأننا سنذهب حقاً الأسبوع القادم، فكان الخبر.. لقد توفت. أعلم بأنها مريضة، أعلم بأنها قابعة بالمستشفى ويجب علينا أن نزورها.. لكن كل يوم هو يوم غد، وأتى الغد.. لم يربطني بها صلة رحم ولم يربطني بها مصلحة مجرد سيدة طيبة وجارة ذهب تطيب خاطر زوارها. لقد رحلت ولم أستطع أن أخفي حزني حاولت أن أتمالك نفسي! تذكرت كل لحظة لي معها على الرغم من أني كنت أشعر أن لقاءاتي بها قليلة. لكن حينما توفت وجدت كم من الذكريات الكبيرة لي معها، لم تترك لي ورثاً ولم تترك لي وصيةً لقد تركت الأثر الطيب في داخلي. اكتشفت فجأة بأني أصبحت أرحب بزواري بنفس طريقتها لكني لم أدرك ذلك إلا مؤخراً.. حينما رحلت.. اكتشفت بأني أحبها بالله.. لكن لم أدرك ذلك إلا مؤخراً، أريد أن ألوم نفسي أريد أن ألوم مشاغلي.. أنا التي اعتدت أن أقول إننا سطحيون لا يهزنا غير الموت! نعم لم يهزني إلا موتها. رحمها الله.. هل سأتدارك خطئي؟ وخططي المؤجلة ابدأ باستعجالها؟ فلا نعلم أين نحن اليوم ورفقاء الأمس هل هم معنا اليوم؟ أم تحت الثرى في قيامتهم الصغرى فاطمة محمد سعيد الدوسري