^ ادعوا فيما ادعوه بأن عملية الانقلاب “ثورة شعبية” يقف فيها السنة مع الشيعة بمطالب موحدة على رأسها إسقاط النظام. خطفوا صوت الشارع الشيعي عبر الوصاية الدينية ومدى التحرك الذي يمنحهم إياه ممثل الولي الفقيه، ثم سعوا لخطف صوت الشارع السني وإقحامه معه في مسعاهم. قالوا بأن مسيراتهم الضخمة التي عددوا أرقامها بمئات الآلاف ضمت السنة والشيعة، والكذب صريح وواضح هنا، إذ هم يعجزون أصلاً عن ذكر أقلها مائة شخصية سنية تقف معهم، لكنهم لا يتوانون عن القول بأن السنة معهم، ما يعني -منطقياً- أن نصف مئات الآلاف الذين يخرجون في فعالياتهم الانقلابية هم “سنة”، أليس كذلك؟! وهذا ما يعجزون عن إثباته لأنه كذب وليس حقيقة. إقحام السنة كعنصر مهم في مخططهم الانقلابي لم يكن من أجل سواد عيون الشارع السني، بل هو بهدف إضفاء الشرعية على تحركهم، ووصفه بأنه تحرك وطني شعبي، لأن الاقتصار على الشارع الشيعي الذي يدعون أنه كله معهم يؤكد ما نقوله ويقوله العشرات بأن ما حصل في البحرين هو “مخطط طائفي عنصري بحت”. إن كان الشارع السني معكم مثلما تدعون فلماذا لا نجد الآتي: - لماذا لا نجد خطباء من على منابر السنة يدعون لمثل ما يدعو له عيسى قاسم من تحريض وكراهية للنظام ويطالبون بـ«سحق” رجال الأمن؟! - لماذا لا نجد مسيرات عارمة للسنة تطالب بإسقاط النظام وتسيء لرموز الحكم؟! - لماذا لا نجد عناصر سنية لا تعد ولا تحصى تخرج في القنوات الفضائية لتتحدث بنفس لغتكم، وتطالب بنفس مطالبكم؟! - لماذا لم نجد حتى الآن شهيداً سنياً واحداً بحسب توصيفكم لمفهوم الشهداء؟! بل وجدنا أن شهداء السنة هم من قتلوا على يد الإرهابيين ودعاة الانقلاب. تذكروا الشيخ المعمري ورجلي الشرطة المريسي وكاشف والفتاة الصغيرة بنت العباسي، هم من ماتوا بسبب مؤامرتكم الانقلابية، وكثيرون غيرهم من السنة تضرروا لأن الحراك المضاد لهم عنصري طائفي. - كم شخصاً يحاكم بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم من السنة؟! ستقولون إبراهيم شريف التابع لكم وحده، والذي لا يمثل أبداً الشارع السني البريء منه. طيب من غيره؟! شعاركم الزائف “إخوان سنة وشيعة” أكثر الشعارات التي تم استنكارها لأنه شعار يقطر كذباً، لأنه شعار يريد أن يصور الثورة الطائفية العنصرية على أنها حراك شعب بأكمله، وأنها غير مبنية على تكليفات شرعية مذهبية تصدر من فوق المنابر. لو كانت ثورة شعبية يقف فيها جميع مكونات الشعب لكنا رأينا بأن هناك أقلها نسبة وتناسباً في شأن سقوط الضحايا أو الاتهامات بالتعذيب وغيرها. حتى تقرير لجنة بسيوني وثق في أحد فصوله استهداف الشارع السني وما تعرضوا له. إنه الكذب الصريح، محاولة إقحام الشارع السني إقحاماً في حراكهم بعدما نجحوا في اختطاف صوت الشارع الشيعي، وحتى من يرفض منه توجهاتهم فإن التهديد والتسقيط يطاله. ثورتكم طائفية بامتياز، وسنة البحرين بريئون منها، هذه هي الحقيقة التي “تعذبكم” وتحاولون تغييرها بالصراخ في كل مقابلة وتصريح. انظروا لهم ماذا يفعلون، يتصرفون كما الغارق المتشبث بقشة، لو يخرج شخص سني واحد يتحدث بنفس خطابهم فإنهم يحولونه من فوره إلى “قديس” ويحلفون بما يقول ويحولونه كمتحدث رسمي يمثل “كل السنة”. فعلاً إنه الإفلاس. قلناها لمتحدثيكم مدعي البطولة، لو كان “أحبتكم” السنة معكم في خندق الخيانة الوطنية، ولو كانوا متحدثين بنفس لسانكم ضد الوطن ورموزه، فلماذا لا تقيمون مهرجاناتكم وفعالياتكم الانقلابية في مناطقهم؟! أقيموها في الرفاع باعتبار أنها منطقة غالبية قاطنيها من السنة، وأثبتوا للعالم بأن السنة معكم في مخطط إسقاط النظام، ما الذي يؤخركم؟! أليس السنة معكم؟! ختاماً نقول لمن يريد من الشارع السني أن يتحول إلى “بطل”، هؤلاء بإمكانهم أن يحولوكم إلى أنبياء في لحظة، فقط تحدثوا بنفس لغتهم وناصروهم ضد الدولة وبقية المكونات، ولأنكم سنة فإنهم سيحرصون عليكم بأشد ما يحرصون به على أبنائهم أنفسهم. كان إبراهيم شريف “السني” بالنسبة لهم “كنزاً ثميناً” لدرجة دفعت علي سلمان للدفاع عنه كشاهد نفي في المحكمة في وقت لم يدافع فيه أبداً في تلك الجلسة عن مشيمع والخواجة وعبدالوهاب وغيرهم. هم يريدون شيئاً يتمسكون به لإثبات أنهم ليسوا طائفيين وليسوا عنصريين، لكن عليهم الآن أن يحققوا أكثر من ضم أصوات سنية نشاز إلى صفوفهم، عليهم أن يقدموا “القرابين” من الشارع السني، إذ معيب كل العيب أن تكون ثورة شعبية وطنية مثلما يدعون وتخلو من “شهداء” يسقطون من المذهب السني! إن كان الجميع في البحرين معكم فأين شهداؤكم من السنة، وأين عشرات المعتقلين من السنة، وأين هم السنة الذين يخرجون معكم ويقولون ارحلوا ويسقط النظام؟! ملاحظة: لسنا نتحدث عن الفئة القليلة جداً التي لا يعترف بها الشارع السني، بل نتحدث عن مئات الآلاف الذين يناصف عددهم عدد مريديكم من الشيعة، عندها يحق لكم بأن السنة والشيعة يريدون، وإنها ثورة تجمع كل أطياف الوطن. أبداً لم يكتب التاريخ فصلاً يبين فيه “اختطاف” بلد بأكملها بالكذب والتلفيق والفبركة.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}