هدى حسين

عند الحديث عن مكتبة عيسى الوطنية وما تحويه من مليون و11 ألف كتاب ، يدرك المتابع أهمية وثقل هذا الصرح الذي يراد له أن تتنوع وتتشعب مجالاته باعتباره محضن الثقافة والإبداع.

40 ألف كتاب في القاعة الرئيسية و10 آلاف و500 كتاب في قاعة المطبوعات ، و أكثر من 2500 رسالة جامعية ، و أكثر من 10 آلاف كتاب مختلف في مجالات مختلفة في مكتبة الأطفال.

كيف يرى المثقفون واقع المكتبات ، وما هي تطلعاتهم لمستقبل القراءة، وإلى أي مدى تعتبر المكتبات جزءا من حياة الناس ويومياتهم المعيشية.

في هذا التحقيق نسلط الضوء على واقع المكتبة باعتبارها أكبر المكتبات في البحرين فضلا عن استعراض آراء المتخصصين والكتاب والمواطنين حول واقع القراءة وأهمية المكتبات ومستقبلها.

الدكتور منصور محمد سرحان تحدث عن المكتبة الوطنية باعتبارها جزء لا يتجزأ من مركز عيسى الثقافي، وقد تم افتتاح المركز ومكتبته الوطنية في ديسمبر من عام 2008م وهي أضخم مكتبة في البلاد. ويتكون مبنى المكتبة من عدة أقسام، ولكل قسم مهامه ووظائفه الخاصة. ومن بين أهم القاعات الرئيسية في المكتبة قاعة الكتب العامة، وقاعة المراجع والدوريات، وقاعة المطبوعات الوطنية، وقاعة الكتب الخاصة والكتب الأجنبية، إضافة إلى مكتبة الأطفال، وقسم الوسائط المتعددة، والمكتبة الإلكترونية، وقاعة التخاطب عن بعد. وتبلغ مساحة مبنى المكتبة زهاء 6500 متر مربع حيث يتكون المبنى من خمسة أدوار، اثنان منها تحت الأرض.

وقال د سرحان: "يبلغ عدد الكتب بالمكتبة الوطنية قرابة 111000كتاب تتوزع على قاعات المكتبة، وتغطي هذه الكتب جميع حقول المعرفة المختلفة ، وتضم قاعة الكتب العامة 40 ألف كتاب وجميع هذه الكتب معدة للإعارة الخارجية، وتتوزع بقية الكتب على بقية قاعات المكتبة وأقسامها ، كما تضم قاعة المطبوعات الوطنية زهاء 10500عنوان كتاب جميعها لمؤلفين بحرينيين، وتغطي هذه الكتب معظم حقول المعرفة، إلا أن حصة الأسد هي من نصيب الكتب الأدبية، تليها كتب التاريخ والتراجم والجغرافيا. كما تضم قاعة المطبوعات الوطنية أكثر من 2500 رسالة جامعية حصل بموجبها الباحثون البحرينيون المعدون لهذه الرسائل درجات الماجستير أو الدكتوراه ، وتضم مكتبة الأطفال أكثر من 10 آلاف كتاب مختلف في مجالاتها كالكتب العلمية، والقصص، وكتب التراث، والتراجم وغيرها حيث كتبت بأسلوب مبسط يتماشى وأعمار الأطفال ومستوياتهم التعليمية".

وعن نوعية المطبوعات في الأرشيف الوطني ، قال د سرحان: "يعد أرشيف الصحافة الوطنية من بين الأقسام الكبيرة في المكتبة، ويبلغ عدد المجلدات التي يضمها الأرشيف قرابة 2240 مجلدا، ويتكون كل مجلد من عشرات الأعداد من الصحف المحلية حيث يبلغ عددها عشرات الآلاف من الأعداد. ويضم هذا الأرشيف أعداد أول صحيفة صدرت في البلاد وهي جريدة البحرين لصاحبها عبدالله الزايد والتي صدرت في عام 1939م وتوقفت عن الصدور عام 1944م. كما تتواجد معظم أعداد الصحف التي صدرت في خمسينيات القرن العشرين ومنها مجلة صوت البحرين، والقافلة، والوطن، والميزان والخميلة، إضافة إلى معظم صحافتنا التي تصدر الآن. كما يحتوي هذا الأرشيف على الكثير من المجلات والدوريات التي صدرت في البلاد وبخاصة تلك صدرت منذ أكثر من ستين سنة مضت والتي توقف الكثير منها. كما يضم الأرشيف معرض صور للمؤسسين الأوائل لصحافتنا المحلية ومنهم عبدالله الزايد، ومحمود المردي، وعلي سيار، وحسن الجشي، وأحمد سلمان كمال، وغيرهم".

أما بالنسبة إلى تكشيف الصحف ورقمنه الكتب ، قال الدكتور : لقد قطعت المكتبة شوطاً كبيراً في تكشيف الصحف المحلية والعربية، ويعمل على تكشيف الصحف مجموعة كبيرة من الموظفات اللائي تم تدريبهن على أعمال التكشيف، وأصبح من السهل على الباحث البحث عن أي موضوع نشر في الصحف المتوافرة بقسم الأرشيف من خلال استخدام الحاسوب. ويستخدم هذا القسم بكثافة من قبل الباحثين والدارسين المتخصصين في الإعلام وكذلك الكتاب المتخصصين في تأليف الكتب التاريخية من أبناء البحرين ومجموعات من مواطني مجلس التعاون.

أما بالنسبة إلى رقمنة الكتب البحرينية فهو مشروع طموح ويحتاج إلى وقت طويل. وقد بدأنا عملية الرقمنة وقمنا بتدريب موظفتين على أعمال الرقمنة من خلال إرسالهما إلى مكتبة الإسكندرية والتدرب هناك على الأجهزة المستخدمة في تحويل الكتاب الورقي إلى كتاب الكتروني. وتباشر حالياً ثلاث موظفات القيام بأعمال الرقمنة كمرحلة أولى، حيث سترتفع وتيرة الرقمنة في المستقبل القريب.

وأكد أن المكتبة الوطنية تقدم خلال كل عام أنشطة ثقافية متعددة ومتنوعة تناسب جميع شرائح المجتمع من أطفال وكبار. فبالنسبة إلى الكبار تحتفل المكتبة الوطنية في 23 أبريل من كل عام باليوم العالمي للكتاب، ويتم هذا الاحتفال بتكريم أحد الأدباء والكتاب من الذين ساهموا بنتائجهم الفكرية في رفد الساحة الثقافية المحلية. ويقدم للمكرم درع مركز عيسى الثقافي في حفل يحضرها العديد من الأدباء والكتاب ومجموعات من المثقفين ومن محبي الكتاب.

كما تقدم المكتبة الوطنية بعض الورش والدورات التدريبية للكثير من العاملين بالمكتبات في القطاعين العام والخاص بغية تطوير الخدمات التي تقدمها المكتبات في البحرين وفق أحدث الطرق واستخدام أحدث التقنيات الحديثة.

أما بالنسبة للأطفال فهناك برامج طوال العام تقدم خلالها أنشطة ومسابقات مختلفة للطلبة الذين يقومون بزيارة المكتبة الوطنية، والتي منها قراءة قصة، وعرض بعض الأفلام الكرتونية التربوية الهادفة. ويشارك الأطفال في اليوم العالمي للكتاب من خلال ما تقدمه مكتبة الأطفال من مسابقات وفعاليات مختلفة. وتنوي إدارة المكتبة الوطنية طبع قصص من مؤلفات الأطفال الفائزين في كتابة القصة في العام الماضي 2018م لتحفيز الأطفال والدفع بهم إلى القراءة والكتابة في آن واحد.

وقال إن المكتبة الوطنية تقوم بتقديم العديد من الخدمات للمثقفين والأدباء والكتاب البحرينيين، ومن بين أهم الخدمات المقدمة مساعدتهم في توفير مصادر المعرفة من خلال الخدمة المرجعية لهم في أسرع وقت وذلك من أجل توفير الجهد والوقت للباحث، وهذه عملية مستمرة طوال العام.

وقامت المكتبة الوطنية في عام 2010 بمناسبة الاحتفال بذكرى ميثاق العمل الوطني بتنظيم معرض الكتاب البحريني، وهو أول معرض من نوعه ينظم في البلاد حيث تم في هذا المعرض عرض جميع الكتب التي ألفت من قبل أبناء البحرين، وقد لاقى هذا المعرض الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء لاقى نجاحاً باهراً. وكان هذا المعرض حلم كل مثقف ومثقفة وصاحب تنظيم هذا المعرض إصدار الببليوغرافيا الوطنية التي ضمت جميع المؤلفات البحرينية في الفترة من2000 إلى2009م .



إصدرات نوعية

وفي عام 2012 أصدرت المكتبة الوطنية بمناسبة اختيار البحرين عاصمة الثقافة العربية (معجم المؤلفين البحرينيين) وهو المعجم الذي ضم العشرات من المؤلفين والمؤلفات من أبناء البحرين ووثق أعمالهم ونتاجاتهم الفكرية.

وبمناسبة احتفال مملكة البحرين بيوم المرأة البحرينية تم تنظيم أول معرض من نوعه وهو (معرض كتاب المرأة البحرينية) وذلك في عام 2016م، وكان افتتاح المعرض تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، وتم في هذا المعرض عرض معظم الكتب التي ألفتها المرأة البحرينية وكذلك معظم الرسائل الجامعية التي حصلت عليها المرأة البحرينية على درجة الماجستير أو الدكتوراه من جامعات محلية وعربية وأجنبية.

وأصدرت المكتبة الوطنية بمناسبة تنظيم هذا المعرض والاحتفال بيوم المرأة البحرينية، أصدرت أول ببليوغرافيا تتعلق بمؤلفات المرأة البحرينية، حيث بلغ عدد مؤلفاتها 600عنوان كتاب، كما بلغ عدد المؤلفات البحرينيات 300 مؤلفة.

وعن تاريخ المكتبات قال د سرحان: "بدأت المكتبات العامة التي تقدم خدماتها للجمهور في البحرين في عام 1946م بافتتاح مكتبة المنامة العامة، وتبعتها مكتبة المحرق العامة في عام 1969م ومكتبة مدينة عيسى العامة عام 1973م، ثم زاد عدد المكتبات العامة إلى أن وصل عددها قبل افتتاح المكتبة الوطنية إلى ثماني مكتبات عامة ، وكانت جميع تلك المكتبات صغيرة الحجم عدا مكتبة المنامة التي تم نقل جميع مقتنياتها من الكتب وبقية المطبوعات الأخرى إلى المكتبة الوطنية في عام 2007م ، وكانت الحاجة ماسة لوجود مكتبة كبيرة وحديثة ومتطورة في البحرين تقدم خدماتها الكترونياً وفق أحدث الخدمات التي تقدمها المكتبات المتطورة في العالم. وأصبحت المكتبات العامة بأحجامها الصغيرة غير مهيأة لتستوعب وتقدم الخدمات المكتبية المتطورة، ما جعل وجود مكتبة كبيرة متطورة من المطالب الأساسية التي طالبت بها شرائح المجتمع في نهاية تسعينيات القرن العشرين".



زيادة الفعاليات

قال المواطن علي السباع إن الحديث عن المكتبة الوطنية التابعة لمركز الشيخ عيسى الثقافي - وهي مكتبة رائدة تستحق الزيارة والاطلاع على أقسامها المتعددة - وتشتمل على عدة طوابق وكل طابق قسمين مختلفين من أصناف الكتب والبحوث - قمت بزيارة المكتبة لعدة مرات - سواء للدراسة أو لمرحلة البحث والاطلاع - المكان بكل صراحة مهيأ للدراسة حيث الأجواء الهادئة البعيدة عن الإزعاج بخلاف بعض الأماكن التي يرتادها الطلاب للدراسات كالمقاهي والكوفي شوب، كذلك وجود الموظفين في كل قسم مما يساهم في مساعدة مرتاد المكتبة لغرض الدراسة أو البحث إلا أن وقت المكتبة المحدود وهو ما يشير بالسلبية الوحيدة أو النقطة الوحيدة التي أتمنى أن تكون تحت عين الاعتبار والدراسة مرة أخرى حتى تبقى مرتادة من أكبر عدد من الناس - وإقامة مختلف الفعاليات للتعرف عن قرب لهذا الصرح العلمي الوافر بالمعلومات - وأطلب من القائمين على المكتبة الإسهام في نشر ثقافة القراءة كوضع مبادرات في المكان بحد ذاته للإسهام في جذب الجمهور ومشاركة المكتبة بشكل علني في المحافل العلمية ورصد جوائز تخص البحث والإدارة المكتبية بشكل لافت وعمل الورشات لتعزيز مثل مكانة هذه الأماكن .

التجديد والتطوير

أما سيد محمود الكربابادي فاقترح أهمية تطوير كل مكتبة ثقافية سواء كانت مكتبة مدينة عيسى أو غيرها لابد من إضافة أهم التصنيفات لكبار المؤلفين في جميع المجالات ، ولابد من التركيز على أهمية إدراج الكتب الإنسانية التي تحمل هموم البشرية و تعبر عن قضاياهم و تولي جانب بناء الفكر الإنساني اهتماماً كبيراً. ولابد أيضاً من إضافة الكتب التي اهتم مؤلفوها بتجديد محتواها ليكون فريداً من نوعه و مختلفاً عما سبقه من محتويات الكتب ، تلك الكتب التي تحررت من الأطر و القوالب الجامدة ، والتي تعمل على إشباع الحاجات الفكرية و الثقافية للقراء و إثارة دوافعهم الذاتية، و السبب الذي دعاني إلى القول بضرورة التركيز على إضافة المؤلفات ذات المحتويات المتجددة إلى المكتبات الثقافية يرجع إلى عزوف قطاعات واسعة من أبناء المجتمع عن قراءة الكتب المطبوعة كنتيجة لسيطرة الإعلام الجديد (السوشيال ميديا ) على الحياة اليومية لهم في مختلف أنحاء العالم ، و ظهور الكتاب الإلكتروني كمصدر من مصادر المعرفة و الثقافة ليسحب بذلك البساط من تحت أقدام الكتاب المطبوع ، و من أجل ذلك كله لابد من التركيز على إضافة الكتب المطبوعة ذات المحتويات الإنسانية والمتجددة ، بالإضافة إلى ذلك لابد من التركيز على إضافة الكتب الروائية لكبار المؤلفين و على رأسهم نجيب محفوظ لأن القارئ يجد أنساً ومتعةً عندما يقرأ روايتهم.



تمديد فترة الدوام

قال الدكتور فاضل حبيب إن المكتبة الوطنية تأسست في عام 2008 وقبل أيام أقيم احتفال ذكرى مرور عشر سنوات على تأسيس مركز عيسى الثقافي، المكتبة قيمة ومفيدة.. وأنا من مرتادي المكتبة الوطنية في الفترة الصباحية ، وأكثر ما كنت أستفيد منه هو الأطروحات الجامعية بحكم دراستي .. أما بالنسبة للموظفين فمتعاونون جدا وتعاملهم راق .. ولا أرى أن الشباب اليوم يقبلون على المكتبات بشكل عام ، وفي عزوف كبير عن زيارة المكتبة رغم الإقبال الكبير على معرض الأيام للكتاب الذي يقام حاليا وتعطش الشباب لاقتناء كتب الرواية بشكل لافت ،، أتمنى تحفيز الشباب من قبل إقامة فعاليات ثقافية نوعية وورش تدريبية في مجال القراءة والكتابة والتأليف وتمديد فترة الدوام إلى الفترة المسائية ، فبدلا من جلوس الشباب الجامعيين في المقاهي للدراسة فيها ، يجلسون في هذه المكتبات للمذاكرة وللاستفادة من المصادر والمراجع وقراءة الكتب وجميع أشكال مصادر المعرفة ، وحبذا لو تم تخصيص مقاهي شبابية على الطراز الحديث في المكتبة الوطنية لتحفيز الشباب على ارتياد المكتبة والاستفادة منها ساعات متواصلة ..حاليا أعتكف على تصميم فعالية نوعية في مجال القراءة على مستوى موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية وثقتنا كبيرة بالمسؤولين في مركز عيسى الثقافي لدعم هذه المبادرة التي ستتزامن مع احتفالات المملكة بمئوية التعليم ذكرى تأسيس مدرسة الهداية الخليفية عام 1919.

لا للطرق التقليدية

قالت المواطنة فاطمة جعفر إن المكتبة الوطنية كمبنى ومركز جميل وفخم وراق جدا، لكن كدور المكتبة وأهميتها فمع الأسف مؤسف جدا، من متى ولا أحد سمع عنها أو عن برامجها، وما هو دورها في تحفيز القراءة عند الشباب والأطفال، كذلك أن قسم الأطفال غير متجدد، مكان نفس هذا المكان يكون مركز ثقافي بامتياز من مسابقات وفعاليات ولا يهدأ أبدا ، أما الوضع الحالي انك لما تزور المكتبة تشعر بالخجل لهجرانها وهدوئها وكأنك غير مرحب فيها ، بالإضافة إلى مشكله التوقيت الكبيرة ، استغرب أن ولا احد فكر بالتوقيت غير ملائم بالمرة ، وكأن يقولون للناس بطريقه غير مباشره لا تأتون للمكتبة، فهل يعقل أن مكتبه عامة بهذا الحجم تغلق أبوابها ساعة 2ونصف، ولا تفتح يوم الجمعة ، لأن في هذا الوقت الطلاب في المدارس واغلب المواطنين في أعمالهم ، فهم يفتحون أبوابهم لمن ، نحن في عصر التكنولوجيا والمغريات الكثيرة غير لائق أن قسم الأطفال لازال لا يستخدم سوى الطرق التقليدية (من توفير ألوان وأوراق تلوين فقط) لجذب الرواد الأطفال بالإضافة إن لابد أن يكون للمكتبة كمركز ثقافي دور في اكتشاف وتبني المواهب الشبابية في الأدب والبحث والكتابة والتذوق حتى، اقل ما يمكن توقعه أن يكون هناك برامج متواصلة على مدار ألسنه أقلها حلقات نقاش كتب أو مقالات لكل الفئات العمرية ، وتدار بواسطة مواهب ومهارات شبابيه متجددة وتحب العمل والتطور وتعشق مجال الكتب، وأن تكون إعلاناتها وتغطيتها واضحة وتصل لكل بيت بحريني والسبيل لذلك في هذه الأيام سهل مع وجود برامج التواصل الاجتماعي.



مكتبة رقمية متطورة

وقالت الكاتبة ندى الفردان إن المكتبة الوطنية في مركز عيسى الثقافي تعتبر من أهم الصروح الثقافية في مملكة البحرين، حيث تحتضن العديد من المؤلفات القيمة والوثائق التاريخية. وحرصت على تخصيص قسم للمؤلفات البحرينية مما يوثق العمل الفكري والأدبي والعلمي البحريني. والجميل أن المكتبة لم تكتفِ بالدور التقليدي من ناحية توفير الكتب والمؤلفات والمجلات للقراءة والاستعارة، بل ودأبت أيضاً على تنظيم رحلات مدرسية لتعريف طلبة مدارس البحرين بهذا الصرح المهم، ونظمت أيضاً فعاليات ثقافية دورية في قسم مكتبة الأطفال سواء للطلبة في أيام المدرسة، أو في المناسبات الخاصة، أو أيام الإجازة (يوم السبت)، بحيث تشجع على القراءة منذ الصغر. وبناءً على دعوة المكتبة الوطنية، سُعدت أن أقدم العام الماضي حفل توقيع قصتي: سماعة الحاج صالح لمجموعة من الطلبة، مع سرد للقصة ونقاش حولها. وكانت تلك من الفعاليات المميزة التي يحرض على تقديمها المكتبة الوطنية. ومن تجربتي في زياراتي المتعددة للمكتبة، وجدت أن هناك إقبالاً عليها، وكم سعدت لرؤية بعض الأجانب يزورونها ويطلعون على جوانبها الثقافية. وعلى الرغم من أنها تضم الكثير من الموسوعات والمجلدات القيّمة، إلا أن مجال الاستفادة من هذه المؤلفات مازال محصوراً من خلال الاستفادة منها من خلال تصفحها في المركز فقط، حيث تمنع استعارتها مما يصعّب على الباحثين والدارسين دراسات عليا الاستفادة منها. كما أن مجال توفير مكتبة رقيمة بحاجة إلى إعطاءه مزيداً من الاهتمام، حتى ترى أن هناك مكتبات ضخمة مثل: توفر النسختين المطبوعة والرقمية للكتاب، مما يسهل على الباحث والقارئ، ويواكب موجة التحولات الرقمية التي يشهدها العالم أجمع. وكوني كاتبة بحرينية، أشكر المكتبة الوطنية ورؤسائها والقائمين عليها على تشجيعهم للكتاب البحرينيين، حيث تشرفت بمقابلة سعادة الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، وإهدائه نسخ من مؤلفاتي في أدب الطفل، وكذلك تشرفت بمقابلة مدير المكتبة الوطنية الدكتور منصور سرحان، وتلقيت كل التشجيع منهما بمواصلة العطاء في أدب الطفل، هذا المجال الأدبي المظلوم والمهمش للأسف في مملكة البحرين. ولأن البحرين زاخرة بالمواهب والإبداعات، ولكن تشكو دائماً النقص في التشجيع والدعم المادي، لذلك فإنني أتمنى أن يكون هناك تقييم للمؤلفات البحرينية، وأن تنال الكتب والمؤلفات ذات الجودة الدعم الذي تستحق عبر شراء نسخ أكبر من الكميات البسيطة التي يتم الشراء بها حالياً.



تعزيز علاقة الجمهور

ولفت حسن الحمد إلى أن المكتبة الوطنية من المكتبات المحببة لدي حيث أن المكتبة مهيأة للقراءة والدراسة كما أنها تجمع عدد كبير من الكتب القديمة والحديثة إضافة إلى المراجع ومصادر المعرفة بمختلف أنواعها و التي تتيح للباحثين الحصول على المعلومات في يسر وسهولة ، لها أهمية كبيرة بحيث تكون حاضنة لكتب شتى وتساهم في حفظ عدد كبير من المراجع والمصادر ..يمكن الرجوع عليها في مكان واحد ، نعم أنا من روادها من بداية الافتتاح . ولازلت أقوم بذلك والسبب المكان هادئ ومخصص للقراءة ووجود من يساعدك في البحث عن الكتب ، كتب متميزة ومتنوعة . وهناك القيم منها ونسخ نادرة ، انصح بعمل برامج تحفيزية لطلبة المدارس والجامعات للتعريف بشكل اكبر عن المكتبة ، وعمل برامج تخص الأطفال خصوصا مع تواجد مكتبة خاصة بالأطفال.