أكد الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم في تصريح بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمعلِّم الذي يصادف الخامس من شهر أكتوبر، أن هذا الاحتفال التي يتزامن هذا العام مع الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، يشكل فرصة هامة لنتوجه بخالص التهاني والتبريكات والتقدير للمعلمين المخلصين الاوفياء لرسالة التربية والتعليم ولدورهم الرسالي والمهني في التنمية والبناء.
واشار بهذه المناسبة إلى أن لجنة دراسة وتطوير كادر المعلمين قد انتهت من رفع تقريرها الشامل حول مراجعة وتطوير كادر المعلمين في جانبيه المهني والوظيفي، حيث عملت طوال الاشهر الماضية بالتعاون مع المختصين والخبراء على إيجاد أفضل السبل لمراجعة وتقنين برامج التمهن لجميع فئات المعلمين والمعلمات بشكل عملي يضمن التوازن المنشود بين التطور المهني للمعلمين وبين الترقي الوظيفي لهم وتوفير المزيد من الامتيازات لهم، حيث تعمل الوزارة بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية على تطوير الكادر وفتح المزيد من فرص الترقي أمام المعلمين والمعلمات بما ينسجم مع دورهم المطلوب على صعيد تطوير التعليم وتحسين اداء المدارس.
وأضاف أن هذا الاحتفال هو فرصة أيضا لتكريس دور المعلم وتذكيره بواجبه وبرسالته تجاه مجتمعه، كما يشكِّل فرصةً مناسبة لرفع مقامه وما يستحقه من تقدير وتوقير ولذلك تحتفل وزارة التربية والتعليم ومدارسها بهذه المناسبة سنويا، من خلال حفلات التكريم التي يحظى بها المعلم على كافة المستويات، بما يتناسب مع المكانة التي يحظى بها المعلمون في فكر قيادة بلدنا العزيز وفي برنامج عمل الحكومة وفي مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب حيث كان تدشين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء نائب القائد الأعلى لكلية البحرين للمعلمين إيذانا بمرحلة جديدة من تطوير التعليم من خلال تطوير المهنة التعليمية نفسها، والعمل على إعداد نوعية جديدة من المعلمين تتميز بالاحترافية والتدريب العالي والتهمن.
وقال ان هذا الحدث شكل في أهميته المدخل الرئيسي لتطوير التعليم حيث كان عنوانا مهما للمرحلة الجديدة التي يتبوأ فيها اختيار المعلمين وإعدادهم وتأهيلهم وتمهينهم مركز الأولوية للنهوض بالتعليم سواء عبر هذه الكليبة المتميزة او عبر البرامج التي تقدمها وزارة التربية والتعليم. مشيرا الى أن مفتاح اصلاح التعليم وتطويره هو المعلم، ولكن المعلم لوحده -مهما كان مستوى اعداده وتمهنه- ليس بوسعه ان يحدث " المعجزة" في مجال تطوير نوعية التعليم وجودته وفاعليته، حيث هنالك عناصر اخرى لا تقل اهمية، وبدونها لا تكتمل الصورة، مثل القيادة المدرسية والبيئة المدرسية والمناهج الدراسية والتقويم والتوجيه والارشاد والمحاسبة والتحفيز وغيرها من الجوانب التي تدخل ضمن منظومة تطوير التعليم كجزء لا يتجزأ من الجهود المبذولة حاليا لتطوير التعليم.
وختم وزير التربية والتعليم تصريحه أنه إذا كان بناء المدرسة والمنهج واختيار المواد الدراسية وأشياء أخرى كثيرة تدخل في سياق خدمة الطالب وتربيته وتعليمه فإنَّ أهمَّ هذه المكوُّنات على الإطلاق، المكوُّن الذي لا يمكن الاستغناء عنه مهما تطوَّرت التكنولوجيا، والذي يبقى تأثيره هو الأهم مهما اختلفت المناهج ومهما تعدَّدت نظريات التربية وطرق التدريس، في المدى المنظور على الأقل، هو المعلِّم الذي يولي جل جهده واهتمامه لأبنائه الطلبة ويحرص على انتظامهم ورفع تحصيلهم الدراسي وتنمية قيمهم بالصورة الصحيحة، حيث لا يغيب عن بالنا ونحن نتحدَّث عن المعلِّم أننا نتحدَّث عن أمرين معًا: الرسالة والمهنة، فالمعلِّم "كاد أن يكون رسولا" كما قال الشاعر أحمد شوقي، والمعلِّم هو أيضا صاحب مهنة رفيعة تخصصية في ذات الوقت، ولذلك نسعى في وزارة التربية والتعليم إلى ضمان التوازن بين الجانبين التربوي والتعليمي، المهني والوظيفي في دور المعلمين بحيث لا يحدث اختلال على حساب "الرسالة" لأننا نحرص كل الحرص بوجه أخص على أولوية التربية، فالمعلِّم لا يأخذ دوره الكامل، حتى على الصعيد الاختصاصي البحت، ومهما كان متمكِّنًا في هذا الاختصاص، إن لم يكن صورةً رائعةً وأنموذجًا مثالاً وقدوةً حسنة تُحتَذى في عين الطالب. ولنا في معلم البشرية اسوة حسنة.