وليد صبري

أكد الرئيس التنفيذي لمنظمة "الأبواب المفتوحة" الدولية لحقوق الإنسان، شريكة "أوبن دورز أنترناشونال"، ديفيد كوري، أن "البحرين تقدم مثالاً عظيماً للدولة النموذجية في حفظ وضمان حقوق الأقليات وصونها، لاسيما ما يتعلق بالأقليات المسيحية"، مؤكداً أن "العائلة المالكة في البحرين حريصة على أن ينعم كل من يعيش على أرض المملكة، بالحرية الدينية"، مشيراً إلى أنه "لا توجد أية تفرقة في المعاملة، ولا تتعرض الأقليات في البحرين لأي اضطهاد، مثل الذي تعانيه وتواجهه في دول أخرى في المنطقة لاسيما، الاضطهاد الذي تمارسه السلطات في دول مثل إيران والصومال وأفغانستان".

وتزامنت تصريحات الرئيس التنفيذي لـ "أوبن دورز"، ديفيد كوري، مع نشر المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، تصنيفها للدول الـ 50 التي تشهد أكبر نسبة أعمال عنف وتمييز بحق المسيحيين "لأسباب مرتبطة بعقيدتهم"، خصوصاً في كوريا الشمالية التي تصدرت تصنيف "قائمة المراقبة العالمية لعام 2019" للمرة الثامنة عشرة على التوالي.



وجاء في تقرير المنظمة أنه "يزداد اضطهاد المسيحيين سوءاً، وقبل 5 سنوات، تم تصنيف دولة واحدة فقط - كوريا الشمالية - على أنها من فئة "الطوارئ" بسبب مستوى اضطهاد المسيحيين، وهذا العام 11 بلداً تندرج ضمن معايير هذه الفئة"، وفقا لموقع "سبوتنيك".

وإضافة إلى كوريا الشمالية التي تنتسب إلى فئة الدول التي يعتبر مستوى اضطهاد المسيحيين فيها مرتفعاً للغاية، هناك أفغانستان والصومال وليبيا وباكستان والسودان وإريتريا واليمن وإيران. وتم تسجيل مستوى "عال" من الاضطهاد في الهند وسوريا والعراق وأوزبكستان والعديد من البلدان الأخرى. ودخلت الهند أول عشر دول مدرجة على القائمة للمرة الأولى.

وارتفعت الصين 16 نقطة على القائمة ووصلت إلى المركز الـ27 بعد دخول اللوائح الجديدة المتعلقة بالدين حيز النفاذ في فبراير 2018. وحلت تركيا في المرتبة الـ26 وتنتمي إلى دول ذات مستوى "مرتفع" من اضطهاد المسيحيين.

واحتلت نيجيريا المركز الـ12 وباكستان المركز الـ5 حيث يتعرض المسيحيون فيهما إلى العنف في معظم الأحيان.

وبالإضافة إلى ذلك، دخلت فئة البلدان ذات المستوى العالي في الاضطهاد الكبير للمسيحيين كل من طاجيكستان "المركز الـ29"، وكازاخستان "المركز الـ34"، وروسيا "المركز الـ41"، وأذربيجان "المركز الـ50"، ولم تدرج أوكرانيا على قائمة "الأبواب المفتوحة".

الجدير بالذكر أن منظمة "الأبواب المفتوحة"، شريكة "أوبن دورز أنترناشونال"، الناشطة في 60 بلداً، هي منظمة غير حكومية بروتستانتية تأسست في هولندا في عام 1955 تقوم على وجه الخصوص بإعداد "تصنيف عالمي لاضطهاد المسيحيين" كما اعتادت على ذلك منذ عام 1997 وهو عبارة عن قائمة بخمسين دولة يتعرض فيها مسيحيون من الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس وغيرهم من المذاهب المسيحية للتمييز أو التهديد.

وقُتل أكثر من 4300 مسيحي في العالم خلال عام 2018، ويوجد القسم الأكبر منهم في نيجيريا، "بسبب معتقدهم"، ويتسم هذا الرقم بارتفاع واضح للسنة السادسة على التوالي، كما أعلنت منظمة "الأبواب المفتوحة" غير الحكومية، وفقا لما أورده موقع "إيلاف" الإلكتروني.

وارتفع عدد المسيحيين الذين قتلوا من 3066 إلى 4305 بين نوفمبر 2017 وأكتوبر 2018، أي بنسبة 40%، كما تؤكد المنظمة البروتستانتية، التي نشرت مؤشرها لعام 2019 للبلدان الـ 50 التي يتعرّض فيها "المسيحيون لأكبر قدر من الاضطهاد".

وكشفت المنظمة أن "90 % من المسيحيين الذين قتلوا في 2018 في العالم سقطوا في نيجيريا "3731 قتيلاً، في مقابل 2000 قتيل في 2017". وأضافت المنظمة أن "المسيحيين في هذا البلد يواجهون تهديدًا مزدوجاً من جماعة بوكو حرام المتطرفة ومربي الماشية من قبيلة فولاني".

وأوضحت المنظمة أن "245 مليون مسيحي في الإجمال - "كاثوليك وأرثوذوكس وبروتستانت ومعمدانيون وإنجيليون"، يتعرّضون للاضطهاد، أي "مسيحي واحد من كل تسعة" في مقابل واحد من كل 12 خلال العام الماضي. والمقصود بتعبير "اضطهاد" أعمال العنف الحاصلة وأيضاً القمع اليومي الذي يجري بصمت، بحسب "إيلاف".

وفي مقدمة التقرير، كتب ميشال فارتون المدير في "الأبواب المفتوحة" قائلاً إن "المؤشر يكشف عن أن اضطهاد الأقليات المسيحية يزداد سنة بعد سنة. في 2018، استمر ذلك".

وخلال سنة، "تضاعف تقريباً عدد الكنائس المستهدفة "أغلقت، تعرّضت لهجومات، لحقت بها أضرار، وأحرقت"، من 793 إلى 1847 كنيسة. وعدد المسيحيين المحتجزين انتقل من 1905 إلى 3150".

وتتصدر كوريا الشمالية، على غرار السنوات السابقة، الترتيب السنوي، حتى لو أنه من المتعذر معرفة عدد القتلى في هذا البلد لانعدام "المعطيات الجديرة بالثقة". وكشفت المنظمة غير الحكومية مع ذلك أن "عشرات آلاف المسيحيين فيها مسجونون في معسكرات للأعمال الشاقة"، وتليها أفغانستان والصومال وليبيا وباكستان والسودان وأريتريا واليمن وإيران والهند وسوريا.