سماهر سيف اليزل



قال الفنان محمد أحمد الجزاف رئيس مجلس إدارة مركز الجزيرة الثقافي إن البحرين امتازت بمراكزها الثقافية منذ السبعينات حتى الآن، معتبرا أن الحفاظ على التراث وصناعة الفكر هي مسؤولية كبيرة يجب على الجميع المساهمة فيها، ورأى الجزاف أن الثقافة ليست مكلفة ، معتبرا أن الإنفاق يمكن أن يكون بسيطا وذا مردود كبير.

وتعتبر الثقافة مقياسا لتقدم الأمم، وتتباهى المجتمعات المتقدمة بمستوى مؤسساتها الثقافية وتتباها بما تملك من إرث ثقافي وفكري.. وفي البحرين يعتبرمركز الجزيرة الثقافي أحد المراكز الثقافية ، إذ انطلق من مسرح الجزيرة ، واعتبر الركيزة التي تأسس من خلالها المركز.

مركز الجزيرة الثقافي.. يسعى للنهوض بالعمل الثقافي في البحرين ، عن طريق نشر الوعي بين المواطنين والاهتمام بجميع المجالات الثقافية وتطوير القنوات التعبيرية الفنية ، والأدبية والإبداعية ، حيث أن العمل الثقافي أداة لبناء الإنسان البحريني الواعي المتحضر والمنفتح ، ومن أجل بناء بحرين المستقبل .الوطن تقترب من انجازات المركز، في حوار مع رئيس مجلس إدارته الفنان محمد الجزاف لتستعرض محطات تطور المركز ومشوار عمله.

يقول محمد أحمد الجزاف رئيس مجلس إدارة مركز الجزيرة الثقافي : كان المركز في الأساس " مسرح الجزيرة " ، أشهر من قبل وزارة الإعلام في مايو 1974 ، وقدم الكثير من الأعمال المعروفة والتي كانت تعرض في البحرين وفي الخليج ، وفي المغرب العربي ، وحقق المسرح مراكز جيدة ومشرفة للحركة المسرحية في البحرين ، من حقبة السبعينات التي تم فيها تأسيس المسرح البحريني الحديث وظهور الفرق المسرحية مثل مسرح أول ، المسرح الشعبي ومسرح الجزيرة ، وبعد مشوار طويل شغلت فيه منصب رئيس مجلس الإدارة لقرابة ال45 عام ، وتحول المسرح إلى مركز بإشهار من هيئة البحرين للثقافة والإعلام 1912 ، ويقدم المركز العديد من الندوات وملتقيات ثقافية ، وتمكن المركز من كسر حاجز المساحة والجمود ، وحاجز المساحة والمكان ، وتم تقديم الأعمال بمواقع تاريخية بمنطقة المحرق منها احتفال البحرين والدول العربية ب "المحرق عاصمة الثقافة الإسلامية " لسنة 2018 ، وكان هناك فعالية قدمت بجسر المحرق تضمنت تاريخ الجسر لمدة ستين عام ، كما قدم المركز فعالية بمسجد " سيادي" عن تاريخ المساجد وأثاراها ، كما قدم أمسية ثقافية عن المحرق وعن تاريخ وأماكن المحرق ، وغيرها من الفعاليات الكبيرة التي كان بها حضور عريض ، تم من خلالها تكريم ما يزيد عن 35 من العاملين في حقل التربية والتعليم ، احتفالا ب تاريخ التعليم في البحرين ، ولا زال المركز يضع إستراتيجية ثقافية لثلاث السنوات القادمة ، لتحديد مسار المركز بعدة محاور منها اختيار الموضوع والمتحدثين والفضاء الذي ستقدم به ، واختيار القيمة التراثية المواضيع التي ستطرح .

وأضاف : أن المحرق تزخر بالمواقع التاريخية وبأماكن تراثية جميله ، فإن هذا الأمر يعطي المركز مساحة أكبر للتحرك في هذا المجال .

وعن الأنشطة المقدمة بالمركز فيقول : إن المركز يجمع كل أنواع الثقافة ويقدم الندوات والمحاضرات وتدشين الكتب ، وهذا كله لتوثيق للمرحلة الحقب التاريخية المتعقبة بعدة ميادين من ميادين الثقافة ، كما يقدم المركز دورات للفئات الشبابية منها دورة التصوير الفوتوغرافي ، ودورة للتواصل الاجتماعي ، ودورة للموسيقى ، تتراوح أعمارهم من عمر 15 إلى 20 سنة ، وعملية استقطاب الشباب عملية ليست بسهلة وتحتاج لجهد وتخطيط وبرامج مستحدثة لفتح المجال أمام فئة الشباب ، واعتمد الحضور على نوع النشاط ومدى ارتباطه بهم ، فالشباب اليوم لهم عدة اتجاهات وهم يعاصرون مرحلة الثورة التكنولوجية ، لذالك هناك ميل مغاير ، وعمل مثل هذه البرامج ناشطين أكاديميين متخصصين بهذه المجالات لتقديم مواد دسمة تجذب الفئة الشبابية وتفتح المجال أمام إبداعاتهم ومخيلتهم وعطائهم الجميل ، فالمؤسسة بحاجة لتجديد الدماء وتجديد الوجوه لرفدها بالكوادر الشبابية التي يمكنها أن تنهض بالعمل الثقافي إلى الأفضل .

وفيما يتعلق بالأعمال الثقافية يقول محمد الجزاف : قدم المركز منها ندوة " مساجد المحرق تاريخ وأثار " ، تم تناول كتاب الإعلامي المعروف صلاح الجودر وتم تقديمها في ساحة مسجد " سيادي " المعروف بتاريخه وقدمه وآثاره الموجودة حتى اليوم ، وتكرمنا به 13 عائلة من عوائل البحرين العريقة التي قامت ببناء المساجد في مختلف مناطق البحرين ، وحازت هذه الندوة على استحسان كبير من قبل العوائل، وقد غمرتهم السعادة بفعل هذا التكريم المقدم من جهة أهلية . وتعتبر أحدى أكبر الندوات المقدمة بالمحرق ، كما تم تقديم محاضرة النادي الأدبي التي قدمت في ساحة أمام " ذاكرة عمارة المطر " التي تكلمت عن حقبة تاريخية مهمة من عام 1927 وتأسيس الشيخ إبراهيم بن محمد هيئة الثقافة والآثار ، ومن أميز الندوات أيضا "ندوة جسر المعترك " أي جسر المحرق في ستين عام ، وتم عملها بنفس الموقع التي وجدت فيه الغرفة التي تقدم تذاكر العبور منذ ستين سنة .

وأكد أن المركز يحرص على أن يكون دقيقا جدا في اختيار المواضيع من أجل خلق جو جميل في المحرق تمت الإشادة به من قبل عدة جهات ، متمنيا أن تسهم وسائل الأعلام في نشر مثل هذه الفعاليات لتوسيع القيمة المعرفية ، وتسجيل مثل هذه المحاضرات التي تقام على الموقع التاريخي ، ومعايشة ألازمن الأخرى .

وأضاف : المحرق كما قال عنها جلالة الملك " أم المدن "، وعن اعتباره للمحرق ثامن عجائب الدنيا، وتأتي الثقافة لبلورة وإبراز هذا التاريخ ، ونفض الغبار عنه وعرضه على الأجيال القادمة والتي لم تعايشه ، ولا بد لأن يكون للثقافة دور وبصمة في نقل هذا التراث للأبناء والأحفاد ، وإبراز قيمتها من خلال كل الوسائل المتاحة لنا .

وعن المشاكل والعوائق يقول الجزاف : تواجهنا ثلاث مشاكل أساسية ، أولها الموقع والمقر ، الذي لا يليق بمؤسسة ثقافية عمرها 46 عاما ، لذلك أول ما نحتاج له هو مركز بمساحة أكبر يسع 200 شخص ، توجد به مكتبة لوضع الكتب الثقافية ، وتتاح به مساحة للترفية ، ومكان يخصص لمجلس الإدارة ، ذالك بالإضافة إلى افتقار المركز للدعم المالي الكافي حيث أن المركز يمنح 3500 سنوية ، لا تكفي حتى أبسط الأمور ، فهناك فعاليات تقام تكلف أكثر من 2000 دينار بحريني ، والعائق الثالث والأهم هو الإعلام ، فليس هناك تغطية إعلامية ولا حضور ليبرز ما يقدم من ندوات وفعاليات مهمة لنقل التراث ، مضيفا : إن هذا التراث مسؤولية كبيرة إذا لم يحفظ أو يقيم سيندثر وسيضيع وستحرم الأجيال القادمة من معرفة قيمته، وهنا يكون دور الإعلام في توثيقه وأرشفته وعرضه في فترات مختلفة . مؤكدا أن هذه العناصر هي الركائز والعصب لنجاح أي عمل ، والثقافة ليست مكلفة ، والإنفاق عليها يكون بسيطا ومردودها أكبر .