كانت انفجارات العدوان الإسرائيلي تدوي في شوارع لبنان الحبيب، وصوت فيروز يصدح في مسارح باريس، «بحبك يا لبنان يا وطني بحبك». كانت شوارع المدينة اللبنانية يحيطها الخراب والدمار، كما يكسو الثلج سفوح الجبال، وهي تردد وتقول «كيف ما كنت بحبك». تمكنت بصوتها الحنون وما تحمله من رقي كلمة وعذابة لحن ورفعة أخلاق أن تكون خير سفيرة لوطني الحبيب لبنان بشكل خاص وللأغنية اللبنانية العربية بشكل عام خلال عقود من الزمان. فكلنا يعلم أن الموسيقى كالرياضة لغة مفهومة من قبل الجميع تُحسّ بالروح وتلمَسُ بدفء المشاعر وتُفهَمُ بصدقِ المعاني لا تحتاج إلى محلل أو ترجمان. الموسيقى تنتقل بالألحان من مكان إلى مكان وتعيش في زمان غير زمانها من دون الحاجة إلى جواز سفر ومكاتب سياحية، واستعلام، وخدمات.

فإن كانت الموسيقى تعكس ثقافة شعب، وتاريخ أرض، ونضال أمة، من خلال الأنغام، الألحان والكلمات، فالسفارات والبعثات الدبلوماسية تلعب دوراً مهماً من خلال تواجدها الرسمي، ممثلة بسفيرها الذي يتابع مصالح بلده في الدولة المضيفة. كما أنه لابد أن يمد جسور التواصل بين دولته والدولة المضيفة، من خلال التبادلات الثقافية، التجارية، الصناعية وأيضاً التعليمية. ولا ننسى البرامج والفعاليات التي يجب أن تكون محافظة على الموروث الشعبي والتقليدي كي يُعلم وبطريقة غير مباشرة عن ثقافة وتاريخ بلده.

فالسفير المتميز هو الذي يتمكن من تمثيل دولته خير تمثيل ويُعزز أواصر التواصل بين البلدين. وفي هذا الصدد، الأمثلة كثيرة عن سفراء مملكتنا العزيزة، الذين تمكنوا من أن يرفعوا راية الوطن، عالياً في الخارج، ويكونوا دافعاً غير مباشر لزيارة الكثير من الوفود التجارية، الصناعية والثقافية لزيارة مملكة البحرين وتنفيذ المشاريع المتميزة فيها.

والحقيقة تقول إن كل مواطن هو سفير لدولته، بشخصه، وعلمه، بمعرفته وخبرته، مهما طال الزمان او قصر، فهنيئاً لمن آمن على أن يمثلها خير تمثيل ويرفع رايتها عالياً بين الجميع.