من القصص الطريفة والغربية أن إحدى الشركات الوطنية العريقة قامت مؤخراً وعلى دفعات بإرسال مجموعة مميزة من العاملين لديها لدولة آسيوية لأجل الدراسة والتدريب هناك. إذ قامت الشركة بصرف مئات الآلاف من الدنانير على برنامجها الخاص بتطوير موظفيها من خلال ابتعاثهم للدولة الآسيوية. ذهب العاملون وتعلموا ما يكفي وزيادة ليشكلوا إضافة مميزة للشركة، وحتى هذه اللحظة هذا أمر في غاية الروعة.

الغريب في القصة، أنه وبعد انتهاء العاملين والمشرفين القدماء من الدراسة والتدريب ورجوعهم لبلدهم البحرين مرة أخرى للدوام في الشركة، وإذا بهم يتفاجؤون بقيام الإدارة العليا للشركة بتوظيف عشرات العمال والمسؤولين من تلك الدولة الآسيوية. حتى المسؤولين القدماء من البحرينيين الذين أرسلتهم الشركة لتطوير قدراتهم قامت بتنصيب مسؤولين فوق رؤوسهم وألزمتهم بتدريبهم تدريباً جيداً لأنهم سوف يكونون رؤساءهم في المستقبل القريب بإذن الله!

السؤال المنطقي جداً هو، إذا كانت خطة الشركة الوطنية -ألف خط تحت الوطنية- هي إحلال الآسيوي بدل البحريني في مشروعاتها القادمة، فلماذا قامت بإرسال العشرات من أبناء البلد من موظفيها للخارج لأجل الدراسة؟ ولماذا كل هذا الاستفزاز بجعل الآسيوي الأقل مهارة وتعليماً هو المسؤول الأول عن المشرف البحريني الذي تم إرساله لبلد مسؤوله الأجنبي الجديد ليتعلم ويتدريب؟ هل كيف!!

نحن لسنا بصدد معارضة أية شركة بحرينية وغير بحرينية وقت أرادت توظيف الأجنبي إذا كان وجوده سيخدم الوطن، كما إننا لسنا ضد توظيف العامل الأجنبي في حال عدم وجود عامل بحريني يمكن أن يقوم بمهام الأول، لكن غير المقبول في هذا الأمر، هو قيام الشركة بإرسال موظفيها البحرينيين مشكورة للخارج لأجل الدراسة هناك ومن ثم تأتي بالأقل منهم خبرة ومهارة من نفس تلكم الدولة فتمكنهم وتجعلهم رؤساء عليهم فهذا الفعل غير مبرر.

إن تصرفات غريبة ومريبة من طرف الشركة الوطنية كهذا الفعل لا يمكن قبولها أو تمضيتها دون محاسبة أو مراجعة، لأن سلوكها يعتبر هدراً للمال العام، خاصة أن هذه الشركة من الشركات التي تقع غالبية أسهمها تحت مظلة شركة ممتلكات البحرين القابضة.

نتمنى كل المُنى أن تُصحح أوضاع العاملين والموظفين البحرينيين في هذه الشركة، خاصة بعد أن تم تدريبهم وتهيئتهم في جامعات خارجية لاستلام مهامهم وأعمالهم في الشركة. أمَّا أن تقوم الإدارة بتنصيب مسؤولين آسيويين دون «أي هدف» مقنع فمن حقنا كإعلاميين أن نتساءل عن هذا السلوك الغريب المريب.